مواضيع اليوم

لا علمانية في الإسلام بل إيمان و عقلانية واعية مستنيرة

محمد بن عمر

2010-11-17 10:13:18

0

حد الردة و التوظيف السياسي/ الوثني للإسلام ؟
لا علمانية في الإسلام بل إيمان و عقلانية واعية مستنيرة

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ
إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ
ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
الاعراف 175

تمهيد :
سيد مغوتي : ، أنا لا تهمني الدول الحديثة و لا أي نظام ترتضيه لنفسها و لشعوبها فهم لهم مطلق الحرية في اختيار الأنظمة التي يرتضونها لحياتهم ، و لا أعتقد أنهم في حاجة لي أو لك أو لأي مسلم لينظر لهم ... أنا كل حديثي منصب على تذكير المسلمين في العالم بضرورة اتخاذ بصائر القرآن المجيد و معاييره في بلورة أي قانون مدني ينظم علاقات بعضهم ببعض و علاقاتهم مع الآخر المختلف حضاريا و عقائديا ..أما النظام الطالباني و غيره من الأنظمة " الإسلامية" فأعتبرها قد انحرفت كليا عن مفاهيم القرآن الربانية و معاييره الأزلية بل و أصفها بالأنظمة الوثنية في ضوء المعايير القرآنية .. كما أني لا أكفر أي إنسان أو مجموعة على وجه الأرض ..لأنه ليس من حق أي كان أن يكفر الآخر لأن التكفير حكم و الحكم لا يكون إلا على فعل بشري قد تم فعلا و الإيمان و الكفر عمل قلبي ذاتي لا يمكن لأي كان أن يعرفه لأنه من الغيب و الغيب لا يعلمه إلا الله .. أنا حديثي ينصب دائما على التذكير بمعايير القرآن بمعنى أني أفترض افتراضا لا غير و لا صلة لي مطلقا بتكفير خلق الله /راجع دعوة الحق العالمية في كل مدوناتي على عكس ما تفهمه أنت أو السيد نزار أو إدارة إيلاف أو ما كان يريد فهمه النظام التونسي و الذي أدرك مؤخرا أن لا صلة لي بأي تنظيم إخواني أو "قرآني" كما يتهمني الخصوم .. أنا بصدد تقديم فكر جديد لا يتكئ على أي مفاهيم قديمة و لا جديدة بل ينطلق فقط من وحدة الشرائع السماوية و أزليتها و المجمعة في كتاب معجز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و قدرة الإنسان العاقل في أي زمان و مكان على استلهام المعايير الإلهية لاستنباط ما يصلح له في دنياه و آخرته باعتبار الدنيا محطة قصيرة جدا للآخرة .أما ما أرتضيه للمسلمين من قومي فهو ما يرتضونه هم لأنفسهم بعد الاستنارة ببصائر القرآن المجيد و سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم .
السنة و الشيعة / = عبدة محمد صلى الله عليه و سلم و عبدة علي بن أبي طالب رضي الله عنه يشتركون في تسليم شعوبنا الإسلامية للمستكبرين في الأرض و لا حل للمسلمين الموحدين إلا بالسعي الجاد لبعث دولة التوحيد /دولة قانون القرآن لحماية ...أراضيهم و أعراضهم من كل الأعداء

إن جل ما يسمون بالإسلاميين في عالمنا المعاصر هم وثنيون في حقيقتهم لأنهم في نهاية المطاف يؤلهون النبي محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره مصدرا من مصادر التشريع في الإسلام ؟ و هذا الخطأ العقائدي في فهم عقيدة التوحيد هو الذي يجعلهم يؤلهون الآباء و الأجداد و الفقهاء القدامى و المعاصرين .. ؟ و كل شذوذهم الفكري و دروشتهم و عيشهم خارج معطيات الحضارة المعاصرة يجدون لها مبررات دينية و فقهية .. و سآتيك بمثال صارخ لذلك .. فقد أفتى المسمى "العبيكان" وهو "مفتي الديار السعودية" مؤخرا بضرورة أن ترضع الموظفة زملاءها الرجال 5 رضعات كاملة من صدرها حتى يباح لها العمل معهم في نفس المكتب .. و كان اعتماد هذا "الدرويش" على حديث منقول عن السيدة عائشة أم المؤمنين .. ؟ و رغم اللعنات التي تلقاها هذا المعتوه من كل المسلمين في العالم إلا أنه لا يزال يصر على فتواه الدينية و يعتبرها صحيحة ..؟ و قس على هذه الفتوى كل ما يصلك من شذوذ و إرهاب يشمل كل الإسلاميين في العالم مهما تنوعت أربابهم من الفقهاء و رجال الدين . إن هذه الوثنية التي تولدت عنها تحريف مبادئ الإسلام السمحة هي التي تخلق لدى الغرب كما لدى غالبية الشعوب الإسلامية و حكوماتهم الخوف من الإسلاميين تحديدا ..

و الحقيقة التي يتعامى عليها العلمانيون هي كون الإسلام لم يأت مطلقا بتشريعات جامدة قد يختلف حول صلوحيتها البشر تماشيا مع حركية الحياة و تغير مشكلاتها في كل آن و حين .. بل قد أتى الإسلام ببصائر / آيات بينات تهب مستعملها القدرة الكاملة على إبصار حقائق الواقع المعيش دون زيادة أو نقصان و بالتالي تهب هذه البصائر لمستغلها القدرة على إيجاد الحلول الملائمة و الفعالة لكل مشكلاته الحياتية مهما كانت درجة تعقدها .. وما يسميه وثنيو الإسلام في العصر الحديث بالناسخ و المنسوخ في القرآن هو في حقيقته بصائر قرآنية تترك للإنسان مطلق الحرية في اختيار ما يناسبه من حلول يرتئيها صالحة لحل مشكلة من المشاكل دون أن يقع فيما حرم الله . فالآيات التي تتحدث مثلا عن تعدد الزوجات فتترائى للناظر مرة تبيح التعدد و مرة تمنعه هو في الواقع لترك الفرصة أمام العقل البشري لاختيار ما يناسب الوضعية التي يحياها في مكانه و زمنه المعين .. فإن تبدى لأهل الذكر أن التعدد لا يناسب واقع مجتمع ما فلهم كامل الحرية في سن قانون وضعي يمنع التعدد قانونا و لا يحرمه "شرعيا" و إن رأى أهل الذكر و السلط المختصة أن التعدد يحل مشكلة من المشكلات لمجتمعهم فليقروا قانونا وضعيا بشريا يبيح العدد المناسب لمجتمعهم . لذلك فلا إمكانية لأن تحل العلمانية الانتهازية التي يبشر بها السيد محمد المغوتي مشكلات العالم الإسلامي و لا غيره من المجتمعات البشرية . بل لا بد من اعتماد البصائر القرآنية لحل كل مشكلات عالمنا المعاصر.

أما بخصوص ردك فهو رد من وجهة نظري ، للأسباب التالية : النص الديني - و أقصد القرآن تحديدا - ليس في حاجة لقراءة جديدة بل نحن في حاجة لأن نتلبس النص الديني لنرى من خلاله مشكلاتنا و نبحث لها عن الحلول الملائمة لأنه كما سبق و ذكرت ذلك النص الديني هو ليس نصا بشريا جامدا بل هو بصائر بمعنى أنه بمثابة المصباح المضيء الذي يساعد الإنسان على رؤية حقائق الواقع البشري المعيش دون زيادة أو نقصان و هذه ميزة إعجازية يتميز بها النص الديني/البصائر عن كل النصوص البشرية مهما كان قائلها و لهذا هي معجزة و لا يقدر الجن و الإنس عن الإتيان بمثلها و لو اجتمعوا...

أما المرونة التي ذكرتها فتدخل ضمن المحفزات التي تعطيها الآيات / البصائر للإنسان لرؤية حقائق المشكلة أو القضية أو الجريمة ..؟ و بالتالي تجعله قادرا على أن يحكم بالعدل و القسطاس المستقيم الذي تؤكد عليه كل النصوص القرآنية " و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى.

"فالناسخ و المنسوخ الذي نجده في النص الديني يبرهن أن هذا الدين يتجه إلى الأفراد . و يوجه رسائل بأن الأحكام يمكن تغييرها حسب الظروف " = هذا الكلام لا أساس له في الدين الإسلامي مطلقا لأنه لا وجود في الإسلام لناسخ و منسوخ بل توجد معايير أزلية للتمييز بين ما هو حلال و ما هو حرام ... و النص القرآني يقر دائما بأن أحكامه و معاييره هي أحكام أزلية وهي نفس الأحكام و المعايير التي شرعت لكل الأنبياء و المرسلين على مر التاريخ من ذلك قوله تعالى : "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه .. "

سورة الشورى الآية 13.

و لو تأملت في كل التشريعات القرآنية لوجدتها تكرر نفس التشريعات في اليهودية و المسيحية و غيرها من الأديان السماوية ، فالحجاب مثلا هو شريعة أزلية وهو ما ترتديه الأخوات في المسيحية و كذلك الصلاة و الصيام و الحج و الأضاحي ... إن هذه الانتهازية في فهم الدين الإسلامي هو ما أردت أن الفت انتباهك إليه سيد مغوتي ...أما عقوبة الإعدام فهي شرع أزلي لكل من قتل نفسا بغير ذنب ارتكبته و لا مجال لأن تتبنى إلغاء هذه العقوبة الالاهية الثابتة .. أما حد الردة فهو غضب من الله في الدنيا و الآخرة و لا وجود في القرآن / حكم الله الأزلي لحد الردة /الإعدام /مطلقا ... و إنما هو من مخلفات استغلال الدين الإسلامي لتصفيات سياسية لا علاقة لها بالإسلام .

و هكذا اتجهت ردودك على حججي المبنية على المصدر الوحيد للإسلام في التشريع وهو القرآن على مسلمات نظرية هي من مخلفات وثنية المسلمين بعد وفاة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم رسول توحيد الله في الأرض. لذلك فلا فائدة من مواصلة النقاش ما دمت صرت تعتمد على مسلمات جاهلية تتعارض مع العقلانية و العلمانية التي تبشر بها المسلمين في العالم .

لا علمانية في الإسلام بل إيمان و عقلانية واعية مستنيرة
مجمل القول أخ محمد مغوتي أن الإسلام كل لا يتجزأ.. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعتمد "العلمانية " أو غيرها لاستنباط أحكامه و تشريعاته بدعوى أنها تشريعات مدنية تهم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان لأن هذا المنهج سيضطرنا إن آجلا أو عاجلا لمخالفة أحكامه المحكمة الثابتة التي لا تحتمل الاجتهاد نظرا لقصور العقل البشري و نسبية أحكامه و عدم قدرته على الإحاطة بكل تفاصيل المشكلة التي تعترض حياته في مجتمع بشري تخضع كل حركاته و سكناته للنسبية و محدودية المعرفة مهما تطورت وسائله في اكتساب المعرفة .. و يكفي أن أدلل لك على ذلك بما ذهبت إليه أنت شخصيا فيما يخص عقوبة الإعدام.. فقد ترائى لعلمانيتك أن هذا الحكم الإلهي قد تجاوزه الزمن و لم يعد يصلح للبشرية و لا لأنظمتها المدنية .. مما يوقعك في مخالفة الشرع الرباني بصفة واضحة و صريحة مما يجعلك تحت طائلة الحكم الإلهي : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما " "ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم "...فالاعتماد على العقل وحده دون الإيمان بالله قد يجعلنا نتفق في معظم الأحيان لكن حتما لن يكون في كل الأمور وهو ما يأباه الشرع الحكيم . و بالتالي لا مجال لأن نتبنى العلمانية / التي هي في الأساس استنباط غربي افتقد في تاريخه الطويل لأي وحي ألاهي غير محرف على عكس تاريخ المسلمين الذي يحكمه كتاب رب العالمين منذ 14 قرنا و يزيد . دمت في رعاية الله فهو القادر
لأن يهبك النور / نور الحق .
http://quoraanmajid.blogspot.com/





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !