لا أذكر مرة في حياتي قد قررت فيها أن أتشاجر مع أحدهم لعدّة عوامل على رأسها بالتأكيد أني نحيلٌ لا أقوى العراك إضافة إلى أني وإلى فترة متأخرة كنت أسير على قاعدة "أمشي جنب الحيط".
ولكن السبب الأهم هو أن أغلب من أصل معه لحدّ المشاجرة ..
أجده يفوقني في عدد أبناء العمومة .. أو أنّ والده مدير المدرسة على الأقل !
فلا شيء أسوء من أن تضرب .. ويستدعى ولي أمرك بحجة تأليبك للرأي العام المدرسي !
فهنا قد غُلب على أمرك فلا من ناصر فينصرك
ولا نظامٍ عادلٍ فيعدل لك .
،،
هذا تماماً ما يحصلُ في مجتمعنا العزيز ،، حين تنتهكُ الطفولة ويستغلّ الدين ..
ويقومُ القانون بأبشعِ دورٍ له وهو هتكُ الأعراضِ بدلاً من حفظها
فليست قاصرة تبوك الأولى .. ولن تكون بسمة هي البسمة لنا .. والقصة الأخيرة .
فحتماً سنجد في صحفنا قصة قاصرة المدينة والرياض ومكة والدمام ... طالما أن النظام هو .. هو والضمير الميت لم يتغير
وإن تغير فضميرٌ ميتٌ آخر سيكمل مسيرة عدم احترام الإنسانية .. ليطالب فتاة الدمى بالميثاق الغليظ !
،،
وليس أغرب في هذا الموضوع سوى أن الملف مازال مغلقاً .. مع بعضِ الوعود المغلّفة بالتهميش بأن نظاماً جديداً سيتم إقراره قريباً ..
أي مشرّعٍ بائس ما زالَ ينتظر المزيد من الضحايا حتّى يبدأ في نفض الغبار عن ملف آن له أن يكون .. وأوجبت المعطيات عليه فتحه
وسن الحلول في أسرع وقت ممكن ..!
بل وأي رجل دين يقظ .. ذاك الذي مازال ينتظر التداول والتدارس من أجل الضغط على المشرع
في دولة للدين فيها مكانته المرموقة وصوته البارز .. أم أن السكوت .. يدلل على أن (علماء السلاطين) .. هي الصفة التي يجب أن تطلق عليهم .. لا أكثر !
..
دعواتي لكِ يا ابنتي .. فما بين نظامٍ عاجز .. ووالدٍ جشع .. تكمنين .
وحتماً لا شيء أسوء من أن تظلمين .. بتوقيعٍ من رجل الدين !
التعليقات (0)