لا دفاعا عن عبدالعزبز بن فهد
ولكلن بكاء على ما بقي من الحمد!
كنت ولا زلت لا أحب موقع تويتر .. لا اعلم لماذا ! ولكن قد يكون الشبه الكبير بينه وبين الماسنجر سبب . فلماسنجر يغني عنه أليس كذلك ؟ لعلي اعود لسبب كتابتي هذه .. وصلني أيميل من صديق عن مناظرة بين الأمير عبد العزيز بن فهد وبين الكاتب تركي الحمد .. وحتى اكون منصفا انا لم أطالع المناظرة ولكني استخلصت بعض ما يهمني للكتابة عن هذا الموضوع .
يقول الأستاذ تركي الحمد بنبرة فيها شيء من الحقد الدفين (أنتم لا تعرفون أي شيء عن أي شيء ورغم ذلك أنتم تديرون دولة..بسياستكم نحن نتجه إلى كارثة ...) سبحان الله .. الذي اعرفه عن الأستاذ الحمد انه حاصل على الماجستير من جامعة كلورادو عام 1979. عمل أستاذا للعلوم السياسية في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود بين عامي 1985 – 1995 وهذه سقطة لا يقع فيها الا بعض الرعاع و السوقة الذين تأخذهم الحماسة , فمن القصور أن نتصور أن الحاكم المسلم شخصا بارزا في علوم الشرع , أو قادرا على ضروب الفتوى .. بحسب الحاكم المسلم أن يعرف من علوم الدين ما تكمل به عقيدته , وتصح عبادته , وتشرف أخلاقة , وتستقيم به معاملاته للناس , المهم انه في منصبه الكبير يحسن الاستعانة بأهل الذكر في كل فن , ويحشد حوله من المستشارين من يشرحون له الغوامض , ويدلونه على المصلحة العامة , ثم هو يعيش في جو من الشورى الأمينة الذكية .. وهذا للأسف ما فقده كل من نرى غبار عروشهم ألان , فقد جعلوا أنفسهم منظرين وفقهاء وعلماء حتى في الذرة , وهم عسكريين لم تكتمل رتبهم لقيادة فيلق , ناهيك عن لواء , ومنهم من جعل خبرة دراسة طب العيون , في بث العيون و الجواسيس والشبيحة .. ففي موضوع سوريا تحديدا خادم الحرمين يعلم انه في منصب الإمام العادل , تلتقي فيه العبادة والدعوة والجهاد ورعاية شئون الدنيا والآخرة , إن في كلمته الكريمة وسحب السفير خيرا لا حدود له , ولقد وصله حفظة الله ما جعله يغضب ويشاور من حوله حول كيفية إبداء هذا الغضب فعلا عقلانيا لا تسرع فيه ولا تجاوز , هكذا دائما قراراتنا تنشا من صلاح الحاكم , وعبقريته في حراسة الحق , وخذلان الضلال , وإنصاف الجماهير وتحقيق المثل العليا , فسترى ماذا سيكون تأثير ذلك في الأحداث .. تصور يا أستاذ الحمد يا خيريج الجامعات الأمريكية ان الأمر كان بيدك في هذا الموضوع , لخربة الدنيا لأنك ستصبح المنظر وصاحب الراي الاوحد , فما سيميزك عن عبدالناصر و القذافي .. بل أتوقع انك ستكون أعظم رؤية لنفسك .. فأنت تركي الحمد صاحب القصص و المناظرات وحب الظهور .
وبما آن لك خلفية في كل شيء من القصص والأدب الإباحي و السياسية التي تدرسها وأنت غير مقتنع بها أصلا لان ميولك متقلبة و الجميع يعرف هذا .. سأعيد عليك بعض ما درسته في سنينك العجاف في جامعة كلورادو .
يطبق في العالم أنواع من الحكم منها ما اندثر ومنها ما هو باقي .. مثلا حكم الواحد Monarchy وهذا النوع من الحكم قد يكون اندثر شكلا ولا يزال مضمونا , فمع سقوط الإمبراطوريات لم يعد هناك شخص تتوحد جميع السلطات في يده بدون منازع إلا أن يكون ذلك تحت غطاء حزب أو مجموعة يتصدرها قائد تكون جميع السلطات بيده , مثل صدام حسين وحزب البعث , ومبارك و الحزب الوطني , أو القذافي ومجلس قيادة ثورة الفاتح ....الخ
والنوع الثاني من الحكم هو الذي يعم أكثر دول العالم إلا وهي حكم الأقلية للأغلبية Oligarchy وهذا مهما تغيرت عناوين الحكم في العالم من جمهورية إلي ملكية دستورية أو غير دستورية فهي تعود إلي هذا النوع من الحكم , حكم مجموعة من الناس للأغلبية منهم .
النوع الثالث من الحكم هو حكم الأغلبية Democracy وهو الذي تدعي بعض الدول أنها تطبقه , وأنها راعية له , وهي فعليا ليست كذلك , أنها تطبق النظام الجمهوريRepublic وهو النوع الرابع وهي دولة القانون, وحتى اقرب الفرق بين دولة القانون والدولة الديمقراطية , فعندما يسرق رجل مثلا في النظام الديمقراطي قد يتم التصويت على عقوبة قتله , فإذا صوت الأكثرية بقتله يقتل , في دولة القانون , فان المسئول الذي يطبق القانون يقف ضد هذا العبث ويقول يجب إن يقدم الرجل لمحاكمة عادلة وله الحق في وجود محامي يدافع عنه .. وهذا لعمري ما نطبقه في حكمنا الإسلامي .
ولذلك يجب أن نعلم أن لنا كمسلمين عرب أصيلين " اقصد عرب الجزيرة العربية " متدينين لنا خصوصية يجب أن تراعى , ولسنا ملزمين بتطبيق أنواع مستوردة من العالم في أنظمة الحكم , لأنه ليس من الديمقراطية ألحقه التي يتغنى بها الكثير من امثالك ليل نهار , ان يوحد نوع من الديمقراطية زعم انه طبق في أمريكا وغيرها على دول أخرى , فما يوجد في الولايات المتحدة ليس ديمقراطية انه خليط بين Oligarchy وهو حكم أقلية من الناس للأكثرية مع دخول أصحاب المصالح (قوة اللوبي) التي يتحكم بها أصحاب المصالح من الشركات بل و الدول المستفيدة مثل اللوبي اليهودي , ولكنها أيضا دولة قانون , فهي تأسست على أساس جمهوري القانون بها يحكم , ولو رجعت للتاريخ لوجدت انه أول خيار طرح بعد توحد الولايات المتحدة الأمريكية كان تنصيب ملك مدى الحياة , ولكنهم حينما لم يجدوا جذور ملكية لهذا المرشح قرروا أن يكون النظام جمهوري .
نعم إن ما نحتاجه هو نظام فريد من نوعه , قد لا يكون له مثيل في الماضي ولا في الوقت الحاضر ,فلا باس من استيراد الوسائل التي لا وطن لها .. حيث أن الارتقاء البشري في العالم جعل الإدارة فنا رفيع الأداء , ومكن الاختصاصيين – بحسن النظام- أن يختصروا أوقات وأعمالا كثيرة , وان يسدوا ثغرات في الأنظمة وتطبيقاتها تجعل من الاستبداد و التلاعب أمر صعب المنال , أني أومن بالشورى , وازدري الاستبداد السياسي من أعماق قلبي , ولست ممن يجحد الشورى ويرفض كل الضمانات التي استحدثها العالم الحر – كما يسمى !- وتجعل الاقتباس من الأنظمة الغربية كفرا , فالشورى لدينا ترى انه لا اجتهاد مع النص , ولا شورى مع كلام الله ورسوله , أما في الغرب فقد ساء ظنهم بالدين كله , وقرروا البحث بعقولهم عن مصالحهم , ولذلك فكما ان استيراد العلم لا وطن له , فلا باس باستيراد ما صلح من تطبيقاتهم في الأنظمة المجربة .
ان المهم في نظامنا أن يكون مضبوط ألوائح و الدساتير وان تقلم أظافر الفرد الطاغية , وإخفاء الصورة السمجة للحكم المطلق , و نحيط أنفسنا ضد الممارسات المغلوطة بوثائق مفصلة مضبوطة , وهذا ولله الحمد معروف ويسعى إليه خادم الحرمين و الشواهد كثير ولا تحصى , لعل أخرها دخول المرأة مجلس الشورى ونحوه آن قدرنا العظيم استاذ الحمد ظهور الشيخ محمد ابن عبد الوهاب ظهوره في الجزيرة العربية في زمن كثرت فيه المقامات والمزارات , زمن بنيت فيه المساجد على القبور , زمن اعتقد فيه الناس بالشجر والحجر , زمن هو اقرب شبها لما كان قبل الإسلام لا إلي ما بعده , ووقد من الله علينا بالشيخ و الأمير محمد بن سعود لنصبح مختلفين حتى في اساليب حكمنا وفي ذرية هذا الرجل الصالح وهذا قدرنا الذي نحمد الله عليه.. ولا تحسب ان الشيخ والأمير محمد ابن سعود لم يجدوا المقاومة و العداوة من الكثيرين من أمثالك الحاقدين بدون سبب , فلا هو من قبيلة ترى في نفسها منافسة , بل هو حقد على كل شي , تخاصمت مع الدين والتدين ثم مع زملائك اللبراليين وعلى انهم وجدوا المقاومة و العداوة , ولم تكتمل دعوتهم إلا بالدماء والأنفس , ولا نزال منذ ذلك الحين في دولتا الفتية السعودية نرقى مراتب العظمة , ولا نزال نحلق صاعدا نحو القمة , ولا نزال نقطع أشواطا بعد أشواط في مدارج الكمال البشري , حتى نصل الي مستوى تنحسر دونه أبصار العباقرة " فضلا عليك يا الحمد " مهما طمحت , وتتطامن عنده أقدار العظماء مهما عظمت .. لقد ظل الشيخ محمد ابن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود في جهاد ما شاء الله , فكان جهادهم بركة , ثم قبضوا فخلفوا أقدس مواريث , وأقدس تركة , أنها رسالة التوحيد ي اخي.. أتعلم ما هو التوحيد ؟ .. التوحيد هو وصية الأنبياء الأولى إلي خلق الله .. الوصية التي استغرقت العمر كله .. الوصية التي حاد عنها في هذا الزمن ألبعض , وحسبك أنهم خيرة الله من خلقه في زمانهم , ونحن على خطاهم سائرون إلي ابد الآبدين , ومن شذ مثلك شذ في النار ,,, و الله من وراء القصد
,,
عبد العزيز بن عبد الله الرشيد
التعليقات (0)