مواضيع اليوم

لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى الغد !!

Fatma alzahra

2010-04-10 11:09:59

0

لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى الغد !!


أبو فهد زميل عمل يبلغ من العمر نحو 50 عاما
..
في ليلة وبمناسبة سَكَنِهْ في منزل جديد
أقام مأدبة عشاء للزملاء
لبيت العزيمة وليتني لم ألبيها
..
يعلم الله اني ندمت على ذهابي
..
خلوكم متابعين وبقولكم لمَ الندم..
تجمع الزملاء وذهبنا له في منزله
..
بيننا المسن والشاب..
لفيف من الزملاء أكتظ بهم مجلسه..
ثلاثة من أطفاله.. أخذوا مكانا في طرف المجلس
..
..[ محمد و انس و معاذ ]..
..
كان أبو فهد يصب القهوه بشوشا ضاحكا فرحا


أتت اللحظة الحاسمة والتي قلبت فيها كيانه..
قلبت فرحه لحزن..
وأبكيته دون أن أعلم ما يخفي هذا الخمسيني..


لم يرق لي صب ( أبو فهد ) للقهوة..
كبير في السن ويصب القهوة لنا الشباب لم أتعودها في محيطي
وقمت وألحّيت عليه كي أصبها..
..
لكنه حلف وأجبرني على الجلوس
..
قلت له ممتعضا وين فهد ليه ما يجي يقابل الرجال ويساعد أبوه
..
لم أكن أعرف عن فهد إلا أنه ابنه البكر ولهذا تمت تسميته أبو فهد
..
كنت منتقل حديثا للإدارة التي يعمل فيها أبو فهد ولم أعرف أسرار الزملاء ولا أي أمر خاص لهم
كانوا بالنسبة لي صناديق مغلقة

..
لا أعرف عن حياتهم الخاصة أي شيء..
عندما سألت عن فهد
..
صمت المجلس عن بكرة أبيه.. وتغيرت ملامح أبو فهد
..
اختفت الابتسامة..
ولجمت الألسن..
علمت أني جبت العيد..
وصمت
...
لاح بوجهه بعد أن وضع الدلة على الطاولة
وخرج من المجلس وتبعه أطفاله الثلاثة
..

التفت على زميلي اللي يجلس إلى جواري..
وقلت وش فيه..؟؟
قال: فهد ميت.. وأنت جبت العيد..
قلت متى؟؟
..
قال من 10 سنوات
..
ياااااااه عشر سنوات وما زال يذكره..
..[ يا لرقتك يا ابا فهد ]..


..
عاد أبو فهد بعد أن أفرغ ما به وأثار البكاء باديه على وجهه
..
تعشينا.. وأصريت أن أبقى حتى رحيل آخر الضيوف وأقدم له العذر
..
بالفعل عندما رحل آخر الزملاء اقتربت منه
وقلت: أنا آسف لم أعلم ان فهد ميت..
هذا قدره..
وهو طريق سيمشيه الجميع..
التفت علي وقال.. حصل خير..
لا تعتذر فذكراه لا تغيب
..
قلت: ولكن يا أبو فهد عشر سنوات.. وأنت تبكيه..
أين الإيمان بالقدر..
قال.. أنا مؤمن بالقدر
..
حزني . .. لم يكن للوفاه !!!
فقد فقدت معه طفلة أخرى في حادث وقع لنا ونحن عائدون للرياض

قادمين من أبها في إحدى الإجازة الصيفية ولم أبكها كما بكيته
..
مات وهو يبكي..
مات بعد أن أغضبته..
مات بعد أن ضربته..
لم يسعفني القدر لضمه..
لم يسعفني القدر لتطييب خاطره..
لم يسعفني القدر لمسح دموعه..
..
كان أبو فهد قادما من أبها بصحبة عائلته..
كان فهد عمره عشر سنوات
..
وكان في المقعد الخلفي لاهيا ومسببا إزعاجا لوالده
..
لم يحتمل أبو فهد الأمر.. ونزل من السيارة وضربه ضربا أبكاه
..
بكى فهد.. وتألم والده لبكائه
..
تألم ومع ذلك قال في نفسه..
سأراضيه في الرياض !!
..
وقع الحادث وفهد يجهش بالبكاء و الصراخ..
مات فهد وطفلة رضيعة
..
وأصيبت بقية العائلة وتم نقلهم للرياض على طائرة إخلاء طبي..

..

يقول أبو فهد..
ليته يعود لو لساعة
..
مات والحسرة في صدري...
فقط أرغب في ضمه ومسح دموعة
..
أنا مؤمن بالقضاء والقدر..
ولكن ما زالت الحسرة في قلبي
..
مات وهو غاضب..
مات وهو باكٍ
..
مات دون أن اضمه على صدري وأطيب خاطره..
..
ليت الليالي تعود

..


: : : : : : : :: : : :


نقسو على من نحب..
ونردد و نقول الأيام كفيلة بإرضائهم
ولا نعلم أن الموت ربما يكون له رأي آخر

..


قريب لي ماتت والدته وهي غاضبة عليه
ماتت وهو يسوف ويقول غدا أطيب خاطرها..
ماتت قبل غدا !!
وبقيت الحسرة في صدره منذ موتها
ولن تتركه الحسرة إلاّ برحيله


ــــــــــــــ


زوج خرج من بيته وقد أغضبته زوجته . .
وكانت ( قبلة الصباح ) كفيلة بأن تذيب جليد هذا الغضب . . !
كرامتها أبت عليها ( قبلة الصّباح ) !
وقالت . . أخبئها له حين يعود !!
لكنه .. خرج ولم يعد !!

ــــــــــــــ


زوجة . .
تركها زوجها بين جدران بيتها تموت كمداً وظلماً . .
خرج . . وعناده يؤزّه إلاّ يطيّب خاطرها هو عند عتبة الباب . .
كان يخبّئ لها ( وردة مخمليّة ) وهو عائد إليها . .
لكنه . .
دخل فوجدها مسجاة على فراش الموت !!

ــــــــــــــ


إبن عاق . .
يجرّ باب البيت بقوة ومن خلفه أم تبكي أو اب يندب حسرة . . !
لهاثه وراء رغباته الصحبة والرفقة . .
جعله يؤجّل أن ينطرح عند قدميهما يقبّلهما إرضاءً واعتذاراً . .
أغلق الباب وهو يحدّث نفسه ..
حينما أعود . . أرضيهما !


لم يعد .. إلاّ بصوت هاتف يهاتفه ( أعظم الله أجرك ) فيهما
!!

ــــــــــــــ


لي . . ولك . . ولكل إنسان يحمل بين جنبيه قلب ( إنسان ) نابض ...


تذكر دائماً و أبدا . . .

لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد !!

 

وأقول لكل شخص ربما أغضبته في يوم من الأيام


ما قاله ربي تبارك وتعالى: (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)

وما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم في حاثة فتح مكة:

(اذهبوا فأنتم الطلقاء)


وما قاله جعفر بن محمد حينما قال: إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا

إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه.

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات