مواضيع اليوم
08/01/2009 |
نحن موجودون في مرحلة حاسمة من عملية الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة. اذا لم نكن حذرين، فقد تكون الهزيمة من نصيبنا مرة اخرى كما في حرب لبنان الثانية - وهذه المرة من حماس التي هي منظمة ارهاب اصغر واضعف من حزب الله. نسمع في الخلف اصواتاً عنيدة تدعو الى وقف اطلاق النار. اذا لم يتم الجيش الاسرائيلي المهمة التي فرضت عليه - اي وقف اطلاق الصواريخ - واذا كان لحن النهاية قبل وقف اطلاق النار هو صوت انفجار الصواريخ التي تسقط على مدن اسرائيل، فان هذا الامر سيفسر في العالم كله كأن حماس نجحت في هزيمة اسرائيل. فضلا عن خطر ان تستغل حماس وقف اطلاق النار للعودة الى التسلح بصواريخ وقذائف صاروخية، بعضها ذو مدى بعيد بل اكثر من تلك التي تملكها اليوم، ستسبب هزيمة ثانية كهذه ضررا لا يمكن اصلاحه بأمن اسرائيل، وتكون دعوة الى عدوان اعداء اسرائيل في السنين المقبلة. سيدفع جميع مواطني اسرائيل لا اولئك الذين يعيشون في الجنوب فقط، ثمن تطورات كهذه. كان هنري كيسنجر هو الذي قال ان الجيش التقليدي يخسر اذا لم ينتصر، والعصابة تنتصر اذا لم تخسر. فكل منظمة ارهابية تنجح في الثبات في مواجهة الجيش الاسرائيلي، وفي البقاء والاستمرار في مقابلة هجمات اسرائيل، سترى منتصرة. في المعارك الحالية في قطاع غزة سيخسر الجيش الاسرائيلي اذا لم ينتصر وسترى حماس منتصرة. لن تغير اي حيل صياغة في مجلس الامن، في اطار قرار يدعو الى وقف اطلاق النار، او ضمانات من الجماعة الدولية لاسرائيل، صورة الوضع هذه. هذا ما حدث بعد اتخاذ القرار 1701 في 2006 الذي انشأ بعقبه وقف اطلاق نار انهى حرب لبنان الثانية واقيمت قوات من اليونيفل في جنوب لبنان. حسبنا ان ننظر الى ما حدث لحزب الله منذ ذلك الحين - كيف زاد مخازن صواريخه وكيف شدد قبضته على لبنان - لندرك ما الذي سيحدث في قطاع غزة في حال وقف اطلاق نار مشابه هنالك. يصعب على اسرائيل لسبب ما ان تتعلم الدرس وان تفهم ان وقف اطلاق النار مع الارهابيين يكون لمصلحة الارهابيين فقط. بخلاف الموقف الاسرائيلي التقليدي الذي ابدعه دافيد بن غوريون ومناحيم بيغن - الذي جعل مصالح اسرائيل الامنية فوق كل شيء - يزعم عدد من الساسة في اسرائيل في السنين الاخيرة ان كل عمل عسكري اسرائيلي يتوقع ان يلقى ضغطا من قبل الجماعة الدولية، وهو ضغط يجب علينا الاستجابة له حتى لو كان معنى ذلك الاضرار بأمننا القومي. لكن الحقيقة انه في السنين الاخيرة زاد الوعي عند اكثر دول العالم ولا سيما الولايات المتحدة، لاحتياجات اسرائيل الامنية في اطار مكافحتنا الارهاب. ان تقدير ان يستعمل على اسرائيل ضغط دولي باهظ يحد قدرتها على اتخاذ خطوات لمواجهة الجهات الارهابية، لا يكاد يوجد له ما يعتمد عليه. كان يمكن للجيش الاسرائيلي في حرب لبنان الثانية ان يكون له كل الوقت المطلوب لو اخذ بعمل ناجع في مواجهة حزب الله، وكان شيئا سيستقبل بالمباركة في اماكن كثيرة في العالم. وهذه هي الحال ايضا في الصراع الحالي مع حماس. اذا رُئينا كمن ننجح في الحرب فلن يكون لنا ما نخشاه من اي اتجاه. واذا وجد من يشك في ذلك - فحسبه ان ينظر الى اقوال تأييد رئيس الولايات المتحدة جورج بوش، ورئيس بلدية نيويورك مايكل بلونبرغ، الذي زار عسقلان في بداية الاسبوع - وشيوخ ديمقراطيين وجمهوريين كبار. ينبغي ألا ندع شيئا يصرف رأينا عن المهمة التي تواجهنا. يجب على الجيش الاسرائيلي ان يستمر على المهمة التي فرضت عليه وهي انهاء اطلاق الصواريخ من غزة. نملك القدرة على فعل ذلك ويجب ان يفعل. سيكون الفشل، بغير ما صلة بتفسيرات ساسة اسرائيليين او سؤال ماذا ستكون الصياغة الدقيقة لقرار مجلس الامن على وقف اطلاق النار، بمنزلة نذير سيء جدا. هآرتس- 7/1/2009 موشيه ارنس |
التعليقات (0)