مواضيع اليوم

لا تلوموا الخونة

أحمد الشرعبي

2010-01-11 08:39:26

0

لا تلوموا الخونة
26 سبتمبر (66-367) 29/12/1983م
حان للعواصم العربية أن ترفع أقواس النصر.. وآن للأزقة المظلمة أن تشعل القناديل.. وواتى الزعماء العرب موعد تثبيت الشارات ورفع البيادر، وإشهار الأوسمة على أخاديد الورك أو فوق صدورهم العريضة.
فلتقرع الطبول وتدوي قاعات الاجتماعات الكبرى بالتصفيق الحار.
المناقصة تمت، والعقد أبرم، والصفقة رابحة.
القوارب وحدها تعبت، المجاديف كذلك متبعة..
والشواطئ أيضاً تعبت..
واثنان لم يتعبا..
المناضل الحقيقي القاتل أو المتقول..
القوارب وحدها تعبت، والمجاديف متعبة كالشواطئ
بينما أسمع للنورس صوته الصارخ "شعباً مهزوماً" "يا حاكماً مهزومين" هل عرب أنتم.. هل عرب أنتم.. والله إنا في شك منكم "أبكيك بلادي، أبكيك بلادي".
لا تقولوا كيف أخرجوا في الثانية، بل سلوهم لماذا أخرجوا في الأولى..
أنا حين تئول أرضي إلى غيري، وحين تصادر حقوقي، وحين أجد المنفى يلفظني إلى منفاً آخر.. متى كان ذلك كله سوف يكون حذائي لعقلي وسوف أدوس على الحكمة، وأقضي الفاحشة بالمنطق.
وأبصق في وجه الحوار لأنني لا أملك ما أحاور عليه.
كل خونة العالم لا يساوون خائناً عربياً..
بنصف قيمة الربع الخالي، والمحيط والقارة الآسيوية تقاضى المستخلفون على القضية الفلسطينية من أصدقائهم وإخوانهم مساعدة يراد منها تحرير الأرض أو تسجيل الموقف.. لكن كقيمة نصف الأرض ما تقاضاه العرب سواء من فلسطينيين أو متفاعلين أو مفعولين من أجل التآمر على فلسطين وشعبها الشريد..
أيها المناضل المسافر..
أيها المسافر المثخن بالجرح..
ننعي إليك الوطن أم نندبك بالأهل نأسوك بالكلمات ونواسيك بالقذائف الورقية..
لو صدقك الأهل ووقفت بجانبك الأنظمة الرخوة كانت فرق الغناء والرقص والمسرح في العواصم العربية كفيلة بتحرير الأرض المحتلة..
أمام خطبك المأساوي وقدرك الشئوم تمنيت لو أنني جسراً يعبر عليها يتماك.. لو أنني خيمة أو جذع نخلة تدرأ عنك نفحات الشمس في العواصم العربية.
سوف يعلمون الفلسطينيين فن الرماية شريطة أن لا تصوب بناقدهم على سواهم..
الأنظمة العربية علمتهم الكثير من قبل..
علمتهم كيف يخوضون المعارك ضد بعض؟ وكيف يعطرون ديمقراطية الحوار بنفحة البارود؟ وكيف يبنون الوطن "الأطلال" عن طريق عشرات التيارات ومئات المحاور والاتجاهات.
لذلك فإسرائيل تستمد قوتها وبقائها من هذه الأنظمة "إلو....؟" ضعف ما تستمده من أمريكا..
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات