لا تكن قرداً

يقال أن بداخل عقل كل إنسان قرد صغير، فالقرد الصغير يكبر مع الأيام ويتغذى على سلوكك الذي تمارسه!

إذا ابقيت ذلك القرد الصغير صغيراً فستعيش بسلام وطمأنينة اما إذا استسلمت له وتركت الحبل على الغارب فستكون في اسوأ حالاتك النفسية والجسدية والمالية والفكرية والعقلية أيضاً، لنذكر قصة قصيرة لعلها توضح الفكرة البسيطة للقرد الصغير، إذا بكى طفلك الصغير فأنت قد تنهار وتُلبي احتياجه بسرعة مع مرور الوقت يصبح البُكاء عادة لتلبية الطلبات فيكبر بعقلة القرد الصغير ويتنامى الشعور بالانانية عند ذلك الطفل وأنت ستحترق من جميع الاتجاهات!

أيضاً إذا أُصيب شخصُ ما بالملل خصوصاً هذه الأيام فإن القرد الصغير يبدأ يتحرك ويبحث عن وسيلة تقضي على ذلك الكابوس "الملل" إذا استسلمت للملل وبدأت تبحث عن طريقة لقتله بدمِ بارد كالتسوق مثلاً والمسمى بالتسوق القهري أو بالتسكع في الطرقات فأنت قمت ومن حيثُ لا تعلم بتغذية القرد الصغير وقضيت على نفسك بطريقةِ مجحفة، فالقرد سيكبر ودائرة الملل ستتسع والخيارات ستنفذ والمرض النفسي والجسدي هو المحصلة النهائية..

يقال إذا خفت من شيء ما فواجهه إذا داهمك الملل فأستسلم له وتعامل معه كضيف ثقيل استرخ وردد ملل ملل ستجد بعد أقل من خمسة دقائق أن ذلك الضيف بدأ يغادر باكياً لأنك قضيت عليه، أيضاً إذا صرخ طفلك وبدأ في البكاء لانه يريد شيئاً ما فأتركه ستجده يستسلم ويرضى بالواقع بعد أقل من دقيقتين..

وعلى ذلك فقس كل شيء يعترض طريقك، فشل دراسي ابحث عن عمل أو قم بدراسة تخصص آخر، إذا علقت في ازدحامِ مروري فأنتقل من مرحلة التضجر إلى مرحلة الاستماع للمذياع أو تذكر أشياء إيجابية في يومك ذلك أو اطلق لذهنك عنان التفكير والتأمل في جمال الحياة ، إذا فشلت في تكوين أسرة أو المحافظة على استقرارها استمتع بوقتك واترك التحسر فلو كانت تفاصيل تلك الحياة جميلة لأستمرت وهكذا لا تكن قرداً ولا تطمعه أيضاً.. 

طبعاً لا يُفهم مما سبق أن الحياة يجب أن تكون قاسية بل يُفهم أن التعامل مع الحياة والروتين اليومي يكون بذكاء ووفق رغبات العقل السليم وليس وفق طلبات عقل القرد الذي سيحولك لقردِ يقفز من اليمين إلى اليسار مرتدياً سروال وفنيلة . ..