لا تقودين السيارة وزوجك يخدمك
هناك من ابتلاه الله بحب الشهرة والظهور الإعلامي، وفي ذلك فوائد عظيمة يعلمها من علم ويجهلها من جهل، في آخر صيحات الظهور الإعلامي وهذه المره ليست كسابقاتها من شلة السذج ذكوراً واناثاً بل ممن يقول أنا قانوني، اي محامي، فالمحامي كالفقيه يفتي بالقانون مثلما يفتي الفقيه في المسائل الفقهية، وبما أن هناك فقيه مُفتري فهناك محامي مشتري بمعنى يشتري القضايا ويبيعها معلبةً على السذج مثلما فعل محامي لا تسوقين السيارة!
قيادة المرأة للسيارة قضية عادلة أنهت فصلوها الحكومة السعودية بقرار سامي من الملك سلمان بعد عقود من الجدل، قادت المرأة للسيارة ولم يحدث حالات اغتصاب أو انتحار أو حوادث وازدحام مروري فالأمر كان طبيعياً وكل ما كان من القصص تبخر ولم يكن، لم يُجبر على ذلك الحق أحد وإنما تضمن الأمر تفسيراً وليس ضمناً بأنه حق للمرأة هي من تحدد متى تريد ومتى ترفض، وهذا أمر طبيعي أن يكون التفسير هو السائد في مثل هذه الملفات، بين فينة وأخرى يخرج علينا ممن أصابه الله بعقدة المرأة منتقداً اشتراط بعض الفتيات في عقد النكاح عدم منعها من قيادة السيارة وينتقد تظلم بعض الزوجات من منعهن من قيادة السيارة رغم أن ذلك حق ولا يستطيع أحد مهما كانت مكانته انتزاعه أو منعه.
محامي لا تقودين يقول في احد مقاطعه أن الزوجة المخدومة من زوجها لا يحق لها أن تتطلب من زوجها قيادة السيارة وإن طلبت فهي ناشز؟ ذلك الفقيه القانوني لا يعرف ان النشوز الغي بالمحاكم منذ فترة زمنية ليست بالطويلة فعن أي قانون يتحدث؟
التوافق بين الزوجين شيء آخر وخدمة الزوج لزوجته واجب شرعي وبما انه يخدمها ولا يتركها بحاجة لوسيلة مواصلات فهي أكثر حكمة وتعقلاَ فلن تُصر على قيادة السيارة بل يمكن أن تؤجل تعلم قيادة السيارة أو تطلب قيادة السيارة من باب المساعدة والمشاركة وهذا أمر حسن وواجب في نظري لأن الحياة الزوجية قائمة على المشاركة والمعاونة، أما إذا أصرت فهذا حق لا يوجب الانفصال أو الدخول بمشاكل لا نهاية لها، ومن يقول غير ذلك من الرجال فهو اما متسلط أو يعيش عقدة أو أنه بحاجة لإعادة برمجة عقلية.
ابتلانا الله بفقهاء مفترين كان لهم فيما مضى من الزمن صوله وجوله أما اليوم فقد ابتلانا الله بقانونيين ادمنوا شراء القضايا واستفادوا من الجهل القانوني وفي ذلك بلاء عظيم.
اتمنى من وزارة العدل ضبط الفضاء القانوني ومنع من يحاول أن يصنع قضية بغية التكسب المالي أو الاجتماعي من الظهور الإعلامي وهذا ليس بضد الحرية بل ضبطاً للحرية ففي ذلك سلامة للمجتمع من الضوضاء .
التعليقات (0)