مواضيع اليوم

لا تقف عند أخطاءك ، كما لا تتبرأ منها

Aly Sharaf

2010-06-17 22:04:16

0


سلامٌ قولاً من ربِّ رحيم ..


من لم يعرف السقوط ، لا يفهم الرفعة .. ومن تعوَّد البقاء في الأعلى ، لن يتفهَّم يوماً شعور الباقين أسفل منه . مهما ادَّعى ومهما بذل ، فمن استشعر شظف العيش ، أو مرارة الهزيمة ، أو وحشة الوحدة ، هو فقط من يعرفُ كيف تضطرب المشاعر بصاحبها ، وكيف تفتك به الظنون والهواجس ، وكيف تضيق عليه الأرض ما رحبت . لذلك ؛ ينال شرف المعرفة ، وواقع الخبرة ، ويتحمَّل أيضاً .. مسؤولية الأخذ بيد من سيلونه في ذات المنحدر .

نحن نتبرأ من تجاربنا الفاشلة ، ونخفيها في صندوق خيباتنا .. نرميها في بطن البحر ولا نسأل عنها ، نريد دائما أن نبتدئ من جديد .. أن نلد مرّة أخرى .. أن لا تذكرنا أخطائنا ولا نذكرها ، لأننا تعلمنا ، أن الخطأ عارٌ لا معين .

كم منّا من يجعل الخيبة في صندوق ، يقف فوقه ويرتقي مرة أخرى ؟ يتعرف على الأشياء بنظرة أشمل ، وواقع طبيعي جداً ؟

نحن لا نستطيع أن ننسى أخطائنا ، فالأحرى بنا أن نستفيد منها لا أن نتبرأ منها ، والأولى ، أن نستكشف أولئك الذين تحوم بهم الأحوال حول ذات الخيبة ، لنأخذ بأيديهم .. فمسؤولية المعرفة تقتضي واجب العون .
وليس أروع من أن تكون سنداً ، أن تكون دافعاً .. ومرشداً .. أن تجمع لهم النور لتضيء لهم الظلمة التي عشتها قبلاً .. وأن تتحسس المواضع التي آلمتك حتى لا تؤلمهم . أحباؤنا لا يستحقون الألم ، لا يستحقون البكاء ولا الانكسار .. أحباؤنا يحتاجون إلينا وإلى أحضاننا ، إلى ذراعاتنا تلمّهم وتمتص شجنهم . أن نخبرهم أنّهم ليسوا الوحيدين الذين واجهوا هذه العقبة ، وأنَّ مسألة اجتيازها لا تستحق الهم .. والله عند حسن ظننا به .


 

 

ذات رابط :
كُسِرتُ مرّة .. وسمعتُ من المواساة ما يكفي .. لكنني لم أكن أحتاج لذلك ، كنتُ مع كل كلمة " معليش " أغصّ في نفسي ، وألملم خيباتي في صدري ، لأشحن الروح بآه أعمق .. ثمَّ لم يكن يفهمني إلا أمّي ، حتى مالبثت أن لمَّتني .. وقد طلبت مني أن أبكي فقط ، خلّصتني حينها من كل السلبيات التي شحنوها في صدري ، وأمدتني بالقدرة على الوقوف مرة أخرى ، على التفاؤل ، والتجربة مرَّة أخرى .
كانت تعرف ، أنني أحتاج أن أفهم أنني لست وحدي من يخطيء ، ولست وحدي من يسقط ، ولست وحدي من يهزم .. وأنني على الأقل نلت شرف المحاولة ، وتفوقت على خسارتي .. أنا ربحت جولة ضد الحياة ، وهم باقون في انتصارات بلا طعم .


  ذو قيمة :
مابين غمضة عينٍ وانتباهتها       يبدِّل الله من حالٍ إلى حالِ
وَ " دوام الحال من المحال " والتبدل من حال إلى حال سنَّةٌ كونية ، لا يجب أن نتوقف عندها .. نحتاج لأن نتيقن أن الوتيرة الواحدة وإن كانت كلها سعادة - في هذه الدنيا - كدر . وأنَّ الهم وإن بدآ مؤلماً ، لكنّه يعلمنا كيف يكون الفرح .. أن ننظر للأنصاف الممتلئة في كؤوسنا ، وألا نجزع من نصف فارغ ، لأنّه أيضاً مليء بالهواء ..!

" نحن نحتاج إلى القيام بتغييرات بسيطة ، التغييرات الكبيرة عادةً تتطلب شيئاً من قمع حقيقتنا ، وهذا ليس سليماً " جون غراي
ذواتنا لا تستجيب فعلياً للتحوّل الجذري ، نحن بحاجةٍ إلى أن نتيقن أنه لا ضير من الجمع بين سلبياتنا وإيجابيتنا فينا ، ثم أن نتدرَّج في التخلص من سلبياتنا شيئاً فشيئاً .. أن نتقبَّل فكرة النقص دون أن نتخلص من الطموح للارتقاء ، ولكن .. علينا أن نتذكّر .. أننا بحاجة للتعرف أيضاً على هذه السلبيات ، حتى لا تعاود الالتصاق بنا مرَّة أخرى .


 

في أمانِ الله .





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !