لا تقرأوا هذا المقال حتى لا تصابوا بالإحباط

لا تقرأوا هذا المقال حتى لا تصابوا بالإحباط

خلال شهر رمضان قدم الإعلامى المتميز (أحمد الشقيرى ) على شاشة قناة الرسالة برنامجهُ الرائع خواطر خمسه ، تناول من خلال حلقاتهِ عادات وتقاليد الشعب اليابانى الذى استطاع برغم خروجه من هزيمه مضنيه بعد إلقاء قنبلتى هيروشيما ونجازاكى على أراضيه أن ينهض وينمو فى إطراد رهيب ، الأشياء التى تم عرضها عن الشعب اليابانى أزهلتنى وأزهلت جميع من شاهدها لأننا شعرنا أننا لا ننتمى إلى هذا الكوكب ،إن ما شاهدناهُ كان شئ لا يصدق،
وهنايطرح السؤال نفسهُ ، هل يمكن تطبيق ماتم عرضهُ خلال البرنامج فى عالمنا العربى ؟رغم أنهُ فى ظل الأوضاع التى نعيشها يصبح أمر صعباً إلا أنهُ ممكن وغير مستحيل ،ولكى نقوم بذلك يلزمنا عملية إحلال ثقافى لمورثات ثقافيه باليه تعودنا عليها بالإضافه إلى الإقتناع التام من داخلنا بضرورة التحول إلى ما هو أفضل ، وهنا أتساءل ، هل ذلك شئ صعب لا يمكن حدوثه ؟ هل صعب علينا أن نحترم الوقت ونقدر مدى أهميتهُ بالنسبه لحياتنا فى كل شئ ؟ هل صعب علينا أن نحترم النظام فى حياتنا وأن نحترم قواعد المرور ؟هل صعب علينا أن يكون عندنا فى الحافلات والقطارات أبواب للصعود وأخرى للنزول ؟ أم أن ثقافة التزاحم واللامبلاه بالغير والتفكير فى الذات وليس فى الكل أمر صعب ، هل صعب علينا إحترام كل من هو وافد إلى بلادنا من أجل ترك إنطباع محترم وراقى عن بلادنا لدى الآخريين أم أن ثقافة الحداقه والفهلوه على إعتبار أنهُ أجنبى لا يعرف شئ هى الثمه السائده،هل صعب علي كل منا أن يتقن عمله وأن يقدمهُ على أكمل وجه ؟ هل صعب علينا أن لا نرمى المخلفات والفضلات فى شوارعنا ؟ أم أننا تعودنا على رؤية أكوام الزباله ليل نهار ، هل يصعب علينا ان نعبر عن آراءنا فى أدب وإحترم؟ وبطريقة حضاريه بعيده عن العنف والتحطيم والتكسير، هل صعب علينا ان نعلم أولادنا إحترام المعلم (المدرس)؟ الذى أصبح لا حول لهُ ولا قوة فى هذا الزمان ، هل صعب علينا إحترام الجمال والطبيعه ؟ إن ما قمت بتناوله خلال سياق الحديث ما هو إلا شيئاً بسيطاً مما تم عرضه فى هذا البرنامج عن الشعب اليابانى ، هذه الأشياء جعلت من اليابان وفى خلال وقت قصير دولة تتمتع بكافة وسائل التقدم والمدنيه ،
نعم على الحكومات دوراً كبيراً فى ذلك ولكنها لن تستطيع أن تفعل أى شئ دون مساعدة الشعوب لأن الحكومات لا تصنع شعوباً فالشعوب تصنع نفسها ,
وفى نهاية حديثى دعونا نتخيل ماذا لو قمنا بإستبدال الشعب اليابانى بالشعب المصرى بحيث يذهب المصريون إلى اليابان ويأتى اليابانيون إلى مصر..،عند ذلك سوف ترى العجب وسوف تتحول اليابان بقدرة قادر إلى مصر مرة أخرى بكل ما فيها من كذا ،و كذا، وكذا وسوف تنقلب مصر إلى دوله غايه فى الروعة والتقدم وسوف يجعلها اليابانيون من أفضل البلدان هل تعرفون لماذا ؟ لأننا لدينا من الموارد ما ليس عندهم.
وللحديث بقيه

 
أحمد نافع – كاتب مصرى
Ahmednafe3@gmail.com