لا تقتل أحلامك
عندما قررت ديبي ماكومبر السعي وراء حلمها في أن تصبح كاتبة، قامت باستئجار آلة كاتبة، ووضعتها على مائدة المطبخ، وكانت تبدأ الكتابة كل صباح بعد
أن يغادر أطفالها إلى المدرسة، وعندما كانوا يعودون إلى المنزل، كانت ترفع الآلة الكاتبة وتضع لهم العشاء، وعندما يخلدون إلى النوم، تعيد الآلة إلى مكانها لتكتب لبعض الوقت، اتبعت ديبي هذا النظام على مدار عامين ونصف العام.
ولكن في إحدى الليالي، أجلسها زوجها، أمامه، وقال لها: (زوجتي معذرة، ولكنك لا تحققين أي دخل، لا نستطيع القيام باستئجار الآلة الكاتبة بعد الآن؛ لأننا لا نستطيع العيش إلا على ما أكسبه أنا فحسب).
في تلك الليلة، ظلت تحدق في سقف غرف نومهما المظلمة وهي محطمة القلب مشغولة الذهن بصورة كانت تمنعها من أن تغمض عينيها وتنام، كانت ديبي تعلم أن العمل 40 ساعة أسبوعيا – مع كل مسئوليات الاهتمام بالمنزل والأطفال واصطحابهم إلى النادي الرياضي، والمدرسة، وغير ذلك – لن يترك لها أي وقت للكتابة، واستيقظ زوجها من النوم شاعرًا بما يكتنفها من حزن وقنوط وسألها: ما الخطب؟ أجابته قائلة: لست أظنني أستطيع مواصلة العمل ككاتبة، حقا لست أظن ذلك.
ظل وين صامتًا لفترة طويلة، ثم نهض جالسًا في الفراش، وأضاء النور، وقال: حسنًا يا عزيزتي، اسعي وراء هدفك ولا تشغلي نفسك بشيء.
عادت ديبي إلى حلمها وإلى آلتها الكاتبة على مائدة المطبخ لتخرج صفحة وراء صفحة لعامين ونصف العام. كانت الأسرة تعيش بدون أجازات، وفي ضيق مالي شديد، ويرتدون ملابس بالية.
ولكن التضحية والإصرار أثمرا في نهاية الأمر فبعد مرور 5 أعوام من الكفاح باعت ديبي كتابها الأول، ثم باعت آخر ثم آخر، إلى أن نشرت ديـبي حتى اليوم أكثر من 100 كتاب، أصبح العديد منها من أكثر كتب نيويورك تايمز مبيعًا، وتم بيع ثلاثة منها ليتم تحويلها إلى أفلام سينمائية، وقد تمت طباعة أكثر من 60 مليون نسخة من كتبها، وأصبح لها ملايين المعجبين المخلصين.
وقد حصل أطفال ديبي على هدية أكثر أهمية بكثير من بعض المعسكرات الصيفية التي حرموا منها وهم صغار، فعندما أصبحوا كبارًا، أدركوا أن ما منحتهم
إياه ديبي أكثر أهمية بكثير، فقد منحتهم تصريحًا بالسعي وراء أحلامهم وتشجيعهم على ذلك.
واليوم، مازالت لدى ديبي أحلام ورغبات ترغب في إشباعها:
ولكي تحقق هذه الأهداف، تتبع ديبي نظامًا: إنها تستيقظ في تمام الرابعة والنصف صباح كل يوم، وتدعو الله، وتكتب يومياتها، وبحلول السادسة، تمارس السباحة في حمام السباحة في منزلها، وفي السابعة والنصف، تكون جالسة خلف مكتبها للرد على رسائل البريد الإلكتروني، وتمارس الكتابة من العاشرة صباحًا وحتى الرابعة مساءً لتنتج ثلاثة كتب جديدة كل عام من خلال النظام والانضباط والإصرار.
ما الذي تستطيع تحقيقه أنت أيها القارئ لو أنك اتبعت أحلامك، واتبعت هذا النظام اليومي المثمر المنضبط، ولم تستسلم أبدًا؟
التعليقات (0)