الوزارة كانت أملا يراود الكثيرين قبل ظهور الإعلام المفتوح والإعلاميين الجدد...شاهدت برامج كثيرة تستضيف وزراء قدامى وآخرين جدد وأذهلني التغير الكبير الذي طرأ على طريقة الحوار بين الوزير ومقدم البرنامج...وحقيقة أن التغير كان مطلوبا ولكن ليس بهذه الطريقة التي يتجنى فيها مقدم البرنامج ويتجرأ على الوزير إلى حد السخرية العلنية وتحميل كلام الوزير ما لا يحتمل بهدف إحراجه وتخطئته بأى شكل ...وقد يعتبر مقدم البرنامج أن هذا يرفع من شأنه ويثبت حريته وشجاعته ولكن للأسف هذه نظرة ضيقة فالفرق بين الشجاعة والعجرفة فرق كبير ...ليس مطلوبا أن نكون هكذا في حواراتنا ولا حتى بين الأصدقاء فهناك حد للياقة لا بد ألا نتعداه...والمطلوب من الوزير أيضا أن يضع برنامجا لعمله يكون مفهوما ومقدرا عند عامة الناس ويظهر أثره سريعا وهي معادلة وإن كانت صعبة فهي لازمة ولا بد من تحقيق جزء منها يطمئن الشعب على مستقبل الوزارة والوزير..وصحيح أن التركة التي ورثها الشعب من حكومات العرب السابقة التي تغيرت والحالية التي تنتظر التغيير تركة مثقلة بالهموم والمشاكل المستعصية على الحل السريع ولكن في نفس الوقت يمكن حلها بطريقة الخطى الصغيرة المتعاقبة التي تشعر الشعب بجدية القادة الجدد وقدرتهم على التجديد والإصلاح...والمطلوب أيضا من الحكومة الحالية أن تضع الحلول العاجلة للمشاكل الاجتماعية المزمنة محل التنفيذ وخاصة فيما يتعلق بحياة الناس ولا مانع من تخفيف القيود والأعباء عن كاهل الشعب ولو كانت تؤدي إلى خسارة خزانة الدولة لبعض مدخلاتها ولو مؤقتا لأن ذلك سوف يدفع الشعب للمشاركة في تحمل أعباء أكبر بعد أن يشعر بمردود ذلك على الدولة ككل...المهم بناء الثقة المفقودة بين الشعب والحكومة وأن يرى الناس أن الفساد الذي كان ينتشر في كل أركان الدولة قد بدأ في التراجع ...هذا عمل الحكومة الذي يجب أن يكون أول اهتماماتها ...بناء الثقة ومحاربة الفساد الجديد ومحاكمة الفاسدين القدامى
التعليقات (0)