مواضيع اليوم

لا تطلبوا منا تحسين صورة المخبر السري

مصعب الامير

2009-07-27 16:13:07

0

لا تطلبوا منا تحسين صورة المخبر السري
قحطان عدنان
المخبر السري في ثقافتنا العامة هو ليس اقل من شخص غير سوي تدفعه الحالة النفسية وحب الانتقام لأرتكاب حماقات بحق الآخرين من اجل إنهاء مسيرة حياتهم او خلق متاعب معينة وهو بذلك يكون في غاية السعادة ويصل الذروة من اللذة النفسية مقابل ان يرى ضحاياه يعانون .
وفي دول العالم ومنها الولايات المتحدة ينظر الشعب الى المخبر السري بأحترام وتقدير باعتباره يقدم معلومات مهمة جدا تخدم امن الحكومة والمصلحة العامة وفي غالبها معلومات مهمة .
وعلى أثرها يشمل المخبر السري ( بأمتيازات برنامج حماية الشهود) على منافع مادية اوسكن وراتب وغيرها .
ولم يكتفي المشرع الأمريكي بهذا المستوى بل ذهب الى مستوى تخفيف الحكم على المتهمين مقابل إدلائهم بمعلومات تفيد التحقيق . نقطة نظام .( العراق ليس بحاجة الى ذلك لان الفلقة تغني عن كل شيء) . انتهت نقطة النظام .
وصورة المخبر السري في العراق سيئةكونها ظاهرة ليست وليدة التغيير بل لان جذورها التاريخية تعود الى سنوات طويلة مرت على الشعب العراقي وبسبها ذهب العشرات ضحية (فاعل خير) بين شهيد وسجين ومشرد .
وبعد كل هذه السنوات من الجفاء بين المخبر السري والمواطنين هل نستطيع تحسين صورته في المجتمع ؟؟؟ واذا كان من الممكن ان نجمل هذا المخلوق او هذا المسمى فماهي السبل الى ذلك .وقبل الإجابة عن هذا التساؤل للننتقل الى طبيعة العلاقات الإنسانية ، فليس صعبا ان نقول ان زيدا بدأ يتغير نحو الأحسن او نقول ان الطالب فلان أصبح ذكيا ، ومن هذا يمكن للإنسان ان ينتقل من صفة الى صفة ومن حال الى حال .ولعله يمكن لنا ان نجمل صورته(أي المخبر السري ) في المجتمع من خلال تكبيله بقيود تجعله أنسانا وكيانا محترما ومحط احترام وتقدير الناس.
وتجرى ألان دراسات لدى أصحاب القرار والمهتمين بتحسين صورة المخبر السري لخلق ( ثقافة تؤدي الى قبول هذا (المخلوق) في المجتمع ،وقد طرحت أفكار مختلفة لدعم هذا البرنامج منها تهيئة سكن وراتب وفتح منافذ متعددة بغية تشجيعه على الإدلاء بمعلومات تؤدي بالنتيجة الى حماية المجتمع والمال العام والمصلحة الوطنية .
وقد يذهب المشرع العراقي لإقرار حزمة من المكافآت لمصلحة تحسين صورة المخبر . وضمن البرنامج طرحت أفكار ورؤى وبرامج تهدف الى تغير الصورة السابقة . بأتجاه صورة جميلة ناصعة وطنية مخلصة وجعله محط احترام وتقدير المواطنين كما هو حال المخبر ألان في الدول المتقدمة, ومن بين هذه الأفكار والطروحات برزت إحدى تلك الافكارمن ان أفضل وسيلة لتحسين صورة المخبر السري هو أعداد حزمة من العقوبات الرادعة إضافة الى حزمة المكافآت للمخبر السري لتحقيق توازن في حال تقديمه أي معلومات كاذبة وإخضاع كل الاخبارات الى تحري دقيق وعدم التعامل معها للوهلة الأولى باعتبارها صادقة ومؤكدة لخلق مخبر سري شريف ووطني بنظر المواطنين وليس بنظر الحكومة فهناك فرق كبير بين ان يكون المخبر محط اهتمام وتقدير الناس وبين ان يكون محط سخطهم وغضبهم.
فمن أجل ان نجعله شريفاٌ علينا ان نحدد له اطار وعمل واضحين فحين يقدم معلومة دقيقة غير مسيسة يكافأ، أو يخفق في ذلك فينال العقوبة جراء محاولته استخدام القانون لفائدته الشخصية وارضاء بعض النفوس المريضة والتي تحاول جاهدة الانتقام من الاخرين بمختلف الوسائل .
أن ترك المخبر السري يعمل على عواهنه دون قيود هو الخطأ الأكبر ويعتبر من الحوافز التي تجعل البعض من هولاء المخبرين يوضفون هذه القضية لمصالحهم .
وبشكل عام لاتوجد شخصية معينة يمكن ان نقول عنها انها تمثل المخبر السري فمن الممكن ان يكون مواطن بسيط او ضابط شرطة او أستاذ جامعي او امرأة او شيخ عشيرة ، وقد يكون الدافع الوطني وحب المصلحة العامة حافزهم للإدلاء بالمعلومات او قد يكون هناك حافز اخر لتقديم معلومات غير صحيحة وإمامنا شواهد كثيرة جدا سواء كان الأمر قبل التغير او كان بعد التغير .
ويبقى ان نسأل هل نستطيع ان نجمل من صورة المخبر السري -وهو مازال- يفتك بضحاياه دون رقيب.او وازع من ضمير او قانون واضح يحدد عمل المخبر السري.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات