مواضيع اليوم

لا تصالح ..

سامي عرب

2010-04-16 11:00:15

0


لا تصالح ولو أعطوك المقص و رأس الرقيب
هل يَستبدلُ رأسهُ الخاوي بيت من قصيدك ؟
لا تأبه وإن جمعوا لك
قبائل الدر
بالمراكب ..
ما يُحيي الدرُ فكرة ولا نص ..
ما يُشفي أفكارك مَنزوعة العامود الفقري !
لا يُعيد يديها لا يُعيد بسمتها بعد مصادرة فيها !
لا يُعيد صوتها في أذانك !!
لا تُصالح ..
ولو مَنحوكَ النحوم
ما المجرات
ما المدارت
في عينِ اليتيم
هَل يا تُرى تشفي الغَليل ؟
هل تَدمل جراح فَقدك
أبناءك
و هل تُعيد حُلمك الذَابل
وصوت أحفادك في خيالك !
يتلاعبونَ أمام عينيكَ في جَنتك
و اليومَ لُطخ عمقك بدمائهم و دمك
برؤسهم المبتورة بصدورهم مُخترقة بالنصال !
هل يعيدُ الصلح أفكارك ؟
هَل يُنبتُ أحلامك في حقل عقلك الملحي !
في جَرحك المُملح ..
بحزنِ إنشقاقك
لا تُصالح ..
ولو أفل صوتَك و القَصيد ْ ..
لا يَكفي الحرفَ .. لا يشفي الغليل ..
إلا المّذابح ..
فشهر سَيفكَ في وجهِ الطُغاة ..
لا تُسامح ..
ما الإيمان إن لم تهدم جدار يعزلك ..
عن حُلم عتيِق ْ ..
عن صوتُ الطفولة في ذِهن الأباءَ
بصوتِ الإباء ..
في أغانياتِ المجدِ
و هلَ يأتي من الصلح , لغاتٍ كلغاتك ؟
هَل تشعرُ الكلمات من مَرقدها ؟ بصوتِ
الصلح ؟ , هل ترى مصافحتك
لِغريب تَقطرُ يَديه مِنْ دمِ فِكرتك !!
لا تُصافح ..إلاّ بالباردود وَ صوتُ الصليل
يَدكُ الظلم في وضح الحقيقة ..
ينبتُ أشجارًا للكرامة
في يَديـــك
يُطعم جياع الحُرية في كلِ مكان
يَكونُ سفرًا لِـ القَداسة
لا تصالح..
ولو أعادو قدمي حُروفك وَ النصوص
هل يا ترى لو أنشر قدميك ثم أثبتهما بعد دَهر هل يعودان ؟
هل يا ترى لو أنشر قدميك و أستبدلهما خشبتان هل يعودان
قدمين ؟
هل يَنتفضُ الثرى في ثِيابك يَعودُ النص بعد شَنقه
يجري , يُسابق ظل قَلمك للحرف في خط النهاية .


لا تُصالح ..
ولو عَاد أجدادك من القُبور ..

هَل يرضون بكوكب الذل في بؤرتك ؟
وأنت أبن المُكرمين
ما يَقولُ حنظلة ؟
ما يَقولُ تميم !!
أيرضى سادةُ العرب إنهزاما ؟
ماذا
لو تَكورت الأشجارُ و الأحجارُ والأنهارُ
لو إستبدلت الشمسُ رداء النهار
لو إنطفأ البدرُ حزنًا ..عَليك
هَل يُعيد الحزنُ صَوت حُروفك ؟ أيُدمر قَلب القاصِ واللاصق ؟.
وَ هل قلبهُ كقلب حُروفك
أ ألمُ العالمين كلحظة من وجعك ؟
لا تُصالح
وإن إجتمعَ عليك العربُ والفرسُ و التتر
هَل تُحس الجبال بهبِ النسيم ؟
هَل تَعرفهُ ؟ هل تُخدش إن أتى
و هَل يَتحول دمك إلى ماء ..
يا إبنُ طابخة الأعظم
ما يَقولُ عنك دمك
ما تقولُ عنك عروقك !!
لا تُصالح
ولو أهدوك أفكار العالمين ..
كُلها إقتباسات منك , كلها قَديمة
فكرتها قُلتها .. ما تُغنيك ؟
هَل تُغنيك الحِجارة عن دنانيرك ؟
هل تُغنيك حجارتك عن زادك ؟
فلتقم حجرًا إن لم تنتقم ..
لا تُصالح !
كيفَ يَخرُ الجبابرة لَك , و دمُ فكرتك ما زال نازف !
وَ كيفَ تحملُ عناء إسمك المُقدس بعد اليوم !
أشعل نارك حَرق ديارهم ..
و روي ضمأ أجدادك العُظماء ..
ضمأ حشرجات الوجع في احتضارك
وَ صداك الذي لم يَعد بعد يَحنُ للعودة لِحنجرتك
لصوت الثأر في قَلبك ..
يحنُ لصوت إنتصارك
لبهجة الكون بك
لمطر الفقد في عينيّ
صبرك و انتظارك
لا تُصالح
لا تُسامح
لا تُصافح !
!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !