لو لم تكن هناك فئة تسمي نفسها نخبة أو (رجال دين) لعاش الناس في سلام ولكن هذه النخبة التي وصفت نفسها بوصف استعلائي ليس له مبرر, لا يزيدون عن كونهم أدباء وفلاسفة يتكلمون كلاما مرتبا لكن معظمه تعصب, وأكثره ينتمي إلي علم الكلام الذي جر علي البشرية صراعات بلغت حد القتل الجماعي والسب المتبادل والقذف بالضلال و(الخروج عن الملة) ولا أدري من أين جاء هؤلاء بتلك الأوصاف التي لا تحقق السلام بين البشر ولو اختلفت العقائد والأديان... وكل من الأطراف معجب برأيه ويزعم أنه الوحيد المفوه الحبر الفقيه!! ولو قلت أنني أكثر فهما من هؤلاء لصرت واحدا منهم ومعاذ الله أن أكون كذلك.. أنا أذكر فقط أن ما يشعر به الذين يسمون أنفسهم بالنخبة من الاستعلاء يؤدي إلي تشتيت فكر الناس وتفتيت المجتمعات... ليت ألسنتهم تسكت ليعيش الناس في هدوء. وليتذكر كل منا أن في بقاع كثيرة من العالم يعيش الناس في هذا الهدوء لأنهم يحترمون حرية الإنسان في معتقده وينظرون إلي بعضهم بابتسامة!! وجتي لو أن فيهم متطرفين مثل كل البشر فهل من العقل أن نختار المثال الأسوأ ونتبعه؟.. إن الذين أشعلوا نار الفتنة هم العلماء من كل دين.. والدليل حياة الناس في مدنهم وقراهم ودولهم دون أي تفكير في اختلاف الدين.. وإنما النظرة مركزة في الالتزام بالخلق السليم في المعاملة, وبعد خلوة كل منهم إلي نفسه فليعبد من يؤمن يربوبيته...هكذا عشنا عمرنا في بلد يختلط فيه المسلمون والمسيحيون ولا نري تفضيلا لأحد علي أحد إلا بالمعاملة الحسنة.. ونري أن الخلاف ليس قصورا في الأديان فكل الأديان جاءت تبعا للفطرة التي فطر الله الناس عليها.. لكنه خلل في الفهم من جانب صغير وحب للفتنة من جانب كبير, وتجاهل للهدف الأسمى من كل دين وهو حياة البشر معا في سلام ونؤمن يقينا أن كلام أصحاب الأقلام والألسنة التي تدعي الأفضلية هي مصدر الشر المستطير وأخيرا أقول يا إخوتنا الذين عشنا معهم لا تسمعوا لدعاة الفتنة وتعالوا نعيش كما نحن إخوة
التعليقات (0)