اخــوانـي اخــواتي فـي الله اتمنى ان يعجبكم الموضوع و اتمنى ايضا نشره
..
لقد ربط الله تعالى بين محبته سبحانه ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل:( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم محبته عنوانا ودليلا على صدق الإيمان بالله تعالى فقال صلى الله عليه وسلم:« لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شىء إلا من نفسى. فقال النبى صلى الله عليه وسلم :« لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك». فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسي. فقال النبى صلى الله عليه وسلم :« الآن يا عمر».
أيها المسلمون: إن هذا المعنى من الحب قد تأصل في قلوب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفوسهم، فضربوا أروع الأمثلة في حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا أشد الناس حبا له، وتعظيما لقدره، وإجلالا لشخصه، وحفظا لمقامه، فقد ورد عن ثوبان رضي الله عنه أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله والله إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من أهلي، وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت، فأذكرك فما أصبر حتى آتيك، فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية:( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)
وسئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمإ.
وهذا زيد بن الدثنة رضي الله عنه أسرته قريش، فقال له أبو سفيان: يا زيد أنشدك الله، أتحب أنك الآن في أهلك وأن محمدا عندنا مكانك نضرب عنقه؟ قال: لا والله، ما أحب أن محمدا يشاك في مكانه بشوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي. قال أبو سفيان: والله ما رأيت من قوم قط أشد حبا لصاحبهم من أصحاب محمد له.
عباد الله: وفي حادثة الهجرة النبوية الشريفة لما أذن الله تعالى لنبيه بالخروج إلى المدينة المنورة أخبر بذلك أبا بكر رضي الله عنه، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: بينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعا - في ساعة لم يكن يأتينا فيها - فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به فى هذه الساعة إلا أمر. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن، فأذن له فدخل، فقال النبى صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه:« أخرج من عندك». فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله. قال:« فإنى قد أذن لي في الخروج». فقال أبو بكر رضي الله عنه: الصحبة بأبي أنت يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« نعم». فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه من شدة الفرح حبا لصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح، حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكي.
أيها المؤمنون: إن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الزاد الذي نبلغ به جنات النعيم، وهو الذي يبلغنا مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبته، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: «وما أعددت للساعة؟» قال: حب الله ورسوله. قال: «فإنك مع من أحببت» قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :«فإنك مع من أحببت». قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله، وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم.
وقد عبر بعض أصحابه عن محبتهم له صلى الله عليه وسلم فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا.
يا خير من دفنت في الترب أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
واعملوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والزموا أخلاقه وهديه، وأكثروا من الصلاة والسلام عليه، فمن أحب شيئا أكثر من ذكره، وعلموا أولادكم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته والاقتداء بهديه، واقرءوا سيرته وتمثلوا أخباره وشمائله، فهذا عنوان الخير، وسبيل الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة، قال الله سبحانه وتعالى:( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون)
عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته فقال تعالى:(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
..
قتيبة الشفق
التعليقات (0)