تاريخ النشر: السبت 19/2/2011م الساعة 11:02ص
تمر الأيام بسرعة البرق لنسيان ما تسرب إلى وسائل الإعلام بالآونة الأخيرة حول اغتيال الشهداء الثلاثة صلاح خلف أبو إياد و هايل عبد الحميد أبو الهول و فخرى العمري أبو محمد، وكأن لهذه السرعة مصلحة متوازية ممن هم في سلم القيادة الفلسطينية، والغريب بالأمر أن القيادات الفلسطينية التي كانت تتغني طوال السنوات الماضية بهؤلاء القادة العظام لم نسمع صوتها اليوم، يبدوا أن هم القيادة أشغلها بمستقبل أبناءها وحصانتها وحياة الرفاهية التي تعيشها في كنف السلطة الوطنية الفلسطينية.
حركتنا العملاقة فتح نعم نحيي قيادتنا الفلسطينية على صمودها بالتمسك بثوابثنا الفلسطينية التي أكدت عليها منظمة التحرير الفلسطينية، إن أرضنا الفلسطينية في ظل الانقسام الفلسطيني أتاحت لإسرائيل مزيداً من الإستيطان وتهويد القدس وتدمير المنازل الفلسطينية، في تصر قيادتنا على الخوض في الظلام الدامس في إدانة إسرائيل لدى الأمم المتحدة عل وعسى أن تجد الشرارة التي تضيء لها النور في هذا الدرب الطويل المفعم بالفيتو الأمريكي، إن الشرارة التي انطلقت في الـ1965 انطلقت لتعيد لنا حرية الشعب الفلسطيني على أرضه المسلوبة، هذه الشرارة حصدت منا آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى الذين نكن لهم كل الإحترام والتقدير.
هؤلاء الشهداء أناروا لنا درب النضال والكفاح بكافة أساليبه ضد الإحتلال الصهيوني، لترجعنا لمكانتنا الطبيعية على الخارطة الجغرافية لدولة فلسطين في هذا العالم، لقد زلزلت الأرض الفلسطينية في كل خبر كنا نسمع فيه عن اغتيال شخصية قيادة فلسطينية مناضلة في الداخل أو الخارج ، لقد خسرت فلسطين قيادات ناضلت من اجل النصر والتحرير، قيادات خالصة في حبها ومقاومتها للإحتلال، أما الآن فقياداتنا الفلسطينية كثر وللأسف كزبد البحر إلا فيما ندر، قياداتنا تمسكت بالمناصب والوزارات والمؤسسات الحكومية والسفارات وغيرها من المناصب الرفيعة التي تتيح لهم حرية الحركة والسفر هنا وهناك، قيادات تشتهي دوماً للمؤتمرات والدعوات والزيارات للدول العربية والغربية وتتشدق بنضالاتها على وسائل الإعلام المختلفة، قيادات اهتمت في انتقاد خصوم لها لتتقلد مناصب هامة عل وعسى أن تستضاف في برامج وحوارات الفضائيات العربية لتدلو بدلوها عن طرق السلام والتفاوض مع إسرائيل أو مع حركة حماس وأفق المصالحة بينهما، أو ربما لتعلق على ما يحدث بالقدس من تهويد وجرف للأراضي وبناء للجدار أو مظاهرات بلعين أو عن حصار غزة وحربها......إنها قيادات فلسطينية واعدة قيادات تناست اليوم اغتيال شهداء الدرب والنضال، ليس لزاماً علينا أن نحييها اليوم على شيء، إن الأرض الفلسطينية تشهد عزاء مصادر حقه في الإعلان عن استشهاد قياداته، لنذكر أن إسرائيل حاربت من أجل استرجاع رفات لجنودها ، ونحن قياداتنا تتوارى عن الإعلام لتصدر لنا أزمات فلسطينية قاتمة لترسم لوحة مبهمة حول استشهاد قيادات الدرب والنضال.
نحن الآن على مفترق طرق هام وصعب للغاية على القيادة الفلسطينية كشف النقاب على ما جري في اغتيال الشهداء الثلاثة، لم يخرج علينا أي قائد من القيادات الفلسطينية للتعليق ولو باستحياء ليدين أقل القليل ما أقدم عليه زين العابدين بن علي باغتيال الشهداء الثلاثة ، أو بإدانة الاحتلال الإسرائيلي وتقديم لائحة اتهام ضده الكيان الصهيوني، أن الموساد سعيد من تواطؤ القيادة بصمتها لأنه يعلم علم اليقين بحج الجريمة التي ارتكبت، حيث انكشفت الحقيقة بالصوت والصورة عندما تناقلت وسائل الإعلام لفيديو مصور للحارس الشخصي للرئيس التونسي المخلوع يروي تعاون بن على وآخر مع المخابرات الإسرائيلية في اغتيال الشهداء الثلاثة، فهذا يتطلب وقفة حكيمة من قيادة حكيمة برفع قضية في محكمة لاهاي الدولية لكسب القضية ضد الكيان الصهيوني والمطالبة بمحاكمة زين العابدين.
ولكن هناك تساؤلات تحتاج إلى إجابة لعل أهمها : هل صمت القيادة الفلسطينية على عملية الإغتيال له دواعي أمنية لتورط قيادات أخرى؟ هل من تبقى بالقيادة الفلسطينية في تونس على علم بما جرى فالصمت حياة لهم؟ لماذا لم تحقق القيادة الفلسطينية بالأمر وتشكل لجنة عليا بهذا الشأن؟ أم هل القيادة الفلسطينية الشابة لا تعرف تاريخ هؤلاء القادة الثلاثة؟ إلى متى سيتم تمرير هذا الصمت على شعبنا الفلسطيني باغتيال الشهداء الثلاثة؟ هل صمت القيادة معناه عدم فتح ملفات أخرى كاغتيال الشهيد أبو جهاد؟ أم أنها تصفيه حسابات؟
هذه التساؤلات قد لا نجد إجابات للرد عليها عند القيادة الفلسطينية بحجة أنه القضية الفلسطينية تمر بوقت عصيب كما تعودنا دائماً على سماع ذلك، حيث الإنقسام الفلسطيني والإنتهاكات الإسرائيلية والإنتخابات الفلسطينية والأوضاع الإقليمية، ولكن يا قيادتنا الفلسطينية نرى أن قضية الشهداء الثلاثة يجب أن تطرح على الطاولة الفلسطينية وأن الشعب الفلسطيني آن له الآوان كي يعرف الحقيقة ، ولا نريد تغييب للرأي العام الفلسطيني بالحديث الجديد القديم حول الإنتخابات والإنقسام والإنتهاكات الإسرائيلية، إن هؤلاء شهدائنا شهداء فلسطين فلزاماً عليكم أن تقفوا عند مسئولياتكم في كشف الحقيقة وتقديم إسرائيل والرئيس التونسي المخلوع للعدالة الدولية.
التعليقات (0)