نظرا لقلة فرص الشغل بالمغرب، ونظرا لقلة التوظيف لجأ البعض من إخوتي المغاربة إلى ممارسة وظيفة الشيطان "تاشيطانت" مما أذى بهذا الأخير إلى العيش في جو يسوده الحسد والتوثر. فأصبح يحيا حياة كلها ملل، لأنه لا يمارس وظيفته كما يريد.
الشيطان... هذا العدو الذي يعمل جاهدا على إغواء الناس إغرائهم عن الطريق لمستقيم، أنبأنا الله بأن نتخذ الحذر منه، وأن نستعل قولنا في التمييز بين لحق والباطل، حتى لا نسقط ضحية خزعبلاته... رفع اليوم كاية ضد البشرية جمعاء قول فيها: "خليوني فتيقار عفاكوم... ماتحاسدوني فخدمتي... اني أنا خذيت رخصة ن عند الله " .
مسكين يطلب النجدة... إنه أحس ببروز منافسين جدد يمارسون ظيفته، دونما حصول لى أي رخصة قد تبيح لهم ذلك. لكن أظن أنه لا سبيل للعجب البطالة تبيح ممارسة شتى الوظائف، بما فيها وظيفة الشيطان " تاشيطانت"... هذه لأخيرة والتي تعد تجارة مربحة، لا تحتاج إلى رأسمال كبير ولا إلى قوةالعظلات، والدليل على ذلك هو مزاولة شيوخنا لها بكل حرية ودون مشقة الأنفس. فيكفي
أن يكون وجهك " مقزدرا " فتسترق السمع هنا وهناك، إلى أن تعثرعلى بعض الأخبارالشيطانية، فتعود بها إلى من تأمل منه أن يعطيك درهما أو درهمين كمقابل. وقديرتفع جزاءك باقتراب الحملةالانتخابية.
صراحة لم يعد يحلو الكلام عند إخوتي المغاربة إن لم يكنممزوجا ب " تاشيطانت"، فأصبح بعضنا شيطان لغيره والبعض الآخر شيطان لنفسة.وبرزت بالشارع المغربي بعض الألفاض الدالة على رواج هذه الأخيرة ومن بينها: "خلينامن تاشيطانت عفاك"... "أولاه إلى شيطان نتا" ... " وشيطان قدك كَاع مكاين ".
هذه الألفاظ وغيرها إذن، هي كل ما أدى بالشيطان الأصلي إلى العيش في ملل وكآبة... فعجز بذلك أن يكون شيطانا لأناس هم شياطينلأنفسهم، وليسوا بحاجة إلى شيطان آخر، ما دام بعضهم يغوي البعض.
فمن فظلكم، لا تحسدوا الشيطان من أداء وظيفته.
التعليقات (0)