إعلان وفاة النجم مايكل جاكسون عن عمر يبلغ الـ50 عاماً في ظروف غامضة فاجأ وأحزن الملايين وخاصة عشاق أغانيه ومحبيه ومنهم أبنتي وهي تتابع التلفزيون. ولكي أحاول أن أخفف عنها وقع الخبر فقلت لها: لا تحزني يا عزيزتي على مايكل جاكسون الذي لم يعش طويلا ولكنه حقق للفن خلال أكثر من 30 سنه من حياته ما لم يستطع تحقيقه أي فنان لا بعمره أو أكبر منه. فأهمية الحياة يجب أن لا تقاس بعدد السنوات التي نعيشها بل بما نقدمه من خدمات وإنجازات للبشرية.
ويذكرني صدى هذا النبأ المفاجئ بوقع خبر وفاة المطرب عبد الحليم حافظ على الشارع العربي وذلك في عام 1977 لدرجة أن بعض معجبيه حاول الانتحار لدى سماعهم الخبر. فقد توفي المطرب عبد الحليم حافظ وعمره 52 سنة في مشافي لندن وهو يقاوم مرض تشمع الكبد. وكان عبد الحليم حافظ أيضا ظاهرة أدائية كبيرة فريدة ومعجزة غنائية وقلية فنية متفردة، ولا زال يعتبر من أحد عمالقة الغناء العربي.
وفي الحقيقة وإن مات مايكل جاكسون حزينا وكئيبا، إلا أنه نجح في إدخال الفرح إلى قلوب الملايين من الناس كبارا وصغارا. ومثله عبد الحليم حافظ فقد غنى هو أيضا وأطربنا لفترة طويلة حتى حينما كان يصارع المرض الذي أودى بحياته مبكراً. وهناك أيضا العديد من المتميزين من العلماء والكتاب والفلاسفة والأطباء... ممن لم يعيشوا طويلا لكن هم أيضا قدموا لنا تراثا وعلما خلال حياتهم القصيرة غيرت حياتنا نحو الأفضل.
مايكل جاكسون في سطور
ولد الطفل مايكل في 29 آب 1958 ليكون الابن السابع لوالده جوزيف الذي كان عازفاً في فرقة محلية، وأمه كاترين وهي أيضا من محبي الموسيقى فنشأ يحب الغناء. وفي عمر الـ 11 ظهرت مواهبه الغنائية وكوّن فرقة عائلية كان يقودها بصوته ثم اشتهر وتبنته الكثير من الشركات فذاع صيته.
عاش حياة ملونة جدا وأحيانا صاخبة ومدهشة لمحبيه. اشتهر جاكسون بغنائه المتميز وزيه الصارخ وحصل على لقب "ملك البوب" وهيمن على الساحة الغنائية الغربية لسنوات طويلة. بيعت مئات الملايين من ألبوماته وحقق منها جوائز ربما أكثر من أي مطرب في العالم بالرغم من تعرضه إلى أزمات معقدة.
بالرغم من أن حياة مايكل جاكسون الزمنية كانت نسبيا قصيرة إلا أنها كانت فعلا طويلة فنيا وحافلة بالإنجازات فرحل ليترك لنا إرثاً موسيقياً سيحسده عليه الفنانين لقرون طويلة.
فما أروع أن يسعى الإنسان ويطمح في أن يكون من الرجال التاريخيين والعظماء الخالدين. يقول الكاتب آلان وولف عن السعي إلى النجاح والعظمة في كتابه; عودوا إلى العظمة: أن العظمة تكمن في السعي لتحقيقها حتى لو فشل القائمون عليها والساعون لها في الوصول إلى غاياتهم النهائية فيكفيهم شرف المحاولة.
د. فيليب حردو - لندن
التعليقات (0)