مواضيع اليوم

لا تحتاج لأن تكون يهودياً لتكون صهيونياً

فراس ابورمان

2010-03-13 16:43:21

0

 

 

في لقاء نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن و رئيس (السلطة الوطنية الفلسطينية) في رام الله قال بايدن إن حكومته ملتزمة كلية تجاه الشعب الفلسطيني لتحقيق دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا.حيث عبر بكلمات دبلوماسية مكرورة عن شجبه للقرار الإسرائيلي بالدفع قدماً في خطط لوحدات سكن جديدة في القدس الشرقية،ووعد بأن الولايات المتحدة ستقف دائما إلى جانب أولئك الذين يخوضون ما يقتضيه السلام من مجازفة.
هذا في الجانب الغربي للنهر المقدس اما في "جامعة تل أبيب" على ذات الضفة ولكن بتغير المضيف فقد تحدث بايدن "نائب رئيس  الدولة الوسيط المحايد" في عملية السلام الشرق أوسطية عن "الشراكة الدائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل" بعبارات صريحة وواضحة ، حيث قال انه يعتبر عودته "لإسرائيل" امتياز.
كيف لا وهو يسرد شعوره بمدى الصداقة والقرابة من هذا الكيان الطارئ حيث قال " أرجو أن تقبلوا أحر مشاعر امتناني، كما امتنان الرئيس أوباما، الذي يعرف أيضاً كما أعرف أنا أنه لا يوجد في مجتمع الدول صديق للولايات المتحدة أفضل من إسرائيل".
واسهب بايدن بالحديث عن والدة بقولة " مصدر دعم والدي لإسرائيل كان الغضب الشديد مما حدث في الثلاثينيات من القرن العشرين وفشل العالم في العمل بهذا الصدد، لقد ولّد هذا الدعم شعوراً تجاه إسرائيل بدأ ينمو في أحشائي ثم انتقل إلى قلبي، ..." حيث اكد ان والدة كان يتحدث في أحيان كثيرة بشغف حول الارتباط الخاص بين الشعب اليهودي وهذه الأرض.
وعن أول مقابلة له في إسرائيل وهي المقابلة الأقرب إلى قلبه على حد وصفه حيث قال" دعيت من قبل امرأة تسمى غولدا مئير، التي كنت معجباً بها من بعيد، كما الملايين من الاميركيين كذلك. اعتبرناها كواحدة منا. أعرف انها إسرائيلية ولكننا تبنيناها. ادعينا بأنها واحدة منا في أميركا.
يتكلم بايدن عن طرف النزاع في الشرق الاوسط "اسرائيل" ويقول :"خلال حياتي المهنية، لم تبق إسرائيل قريبة من قلبي فحسب، بل كانت في مركز عملي كسناتور في الولايات المتحدة، والآن كنائب رئيس الولايات المتحدة"، ويسترسل في وصف تاريخ إسرائيل كقصة من الإنجازات المدهشة. و تدين إسرائيل بهذا النجاح المدهش والبعيد الاحتمال، حسب ما يعتقد، إلى تقاليدها الديمقراطية، إلى مواطنيها الأبطال والرواد.
ولكننا نضيف بأن هذا التاريخ المدهش لم يكن الا بدعم من امثال بايدن الذين تربوا على حب اسرائيل وكراهية العرب حيث قال في خطاب قبل بضع سنوات " لو كنت يهودياً، لكنت صهيونياً" السيد بايدن انك لا تحتاج لأن تكون يهودياً لتكون صهيونياً.
لأن اميركا تزود إسرائيل بمساعدات عسكرية بقيمة 3 بلايين دولار سنوياً و اميركا تقود الكفاح في المؤسسات الدولية ضد أي تحدي لشرعية وجود إسرائيل ،ومنذ ان جاءت إدارة اوباما إلى الحكم، وسّع العسكريون مجالات التعاون – لم يحافظوا عليها بل وسعوها – التعاون في اجراء مناورات عسكرية مشتركة والدفاع الصاروخي، حيث شارك في الخريف الماضي أكثر من ألف عسكري أميركي في مناورات الدفاع الصاروخي الباليستي "جونيبر كوبرا"، وهي أضخم مناورات من هذا النوع حتى هذا التاريخ ،فالدعم الأميركي لإسرائيل ليس مجرد عمل صداقة، انه عمل مصلحة ذاتية قومية أساسية من جانب الولايات المتحدة .
كل ذلك جاء بالمقابل بنهج أكثر من مجرد قدرة عسكرية رهيبة لأمريكا. بل أن أوباما دعا إلى إيجاد عهد جديد من الالتزام الدبلوماسي مع الأصدقاء كما أيضاً مع أولئك الذين لا ينظر إليهم كأصدقاء لأميركا،في إشارة واضحة لسوريا وإعادة الخط الدبلوماسي معها كنتيجة لهدف أسمى وهو مساعدة إسرائيل في تفتيت المحور الإيراني السوري لأن السعي في سبيلها يحرم إيران أيضاً من فرصة استغلال الفروقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبين الإسرائيليين والعالم العربي، ولان بناء السلام والأمن بين دولة يهودية ديمقراطية هي إسرائيل وبين دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة يصب عميقاً في مصلحة إسرائيل.
والدولة الفلسطينية المقترحة برأي بايدن ما هي إلا دعما لإسرائيل حيث ً أن الحقائق الديمغرافية تجعل من الصعب بصورة متزايدة لإسرائيل أن تبقى وطناً يهودياً ودولة ديمقراطية في غياب دولة فلسطينية.
الاختلاف الجوهري والشكلي في طريقة التعاطي مع طرفي النزاع يؤكد مجددا مدى الاستهتار بمستقبل المنطقة بمجملها ويفسر عمليا عدم القدرة على الوصول إلى نهايات ايجابية لنزع فتيل الانفجار القادم، بالرغم من جميع التنازلات التي كانت وستكون من طرف ، بمقابل إشارات عدائيه حيه وعملية على الأرض من الطرف الآخر.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !