لا بد من استنباط" سنة إسلامية حديثة " تليق بأمة الاسلام في العصر الحديث ..؟
أنا لا أنفي سنة النبي مطلقا ، بل أعتبر أن الأنبياء مكلفون بالإضافة إلى تبليغ الوحي المعجز الذي هو كلام الله و رسالته لجميع خلقه ، مكلفون كذلك باجتراح" سنة "وقتية تناسب عصورهم و مجتمعاتهم بناء على بصائر الله و كلماته الأزلية ، فلكل عصر سنة لا تناسب حتما العصور اللاحقة ، و نحن مطالبون في العصر الحديث باجتراح " سنة حديثة " بناء كذلك على بصائر القرآن ، و لا يمكن بأي حال من الأحوال تنزيل "السنن و القوانين التي استنبطها آباؤنا لحياتهم لحياتنا المعاصرة ، إذ لا يعقل بداهة أن تكون كل الآحاديث المنقولة عن نبينا مكذوبة و لكنها حتما لا تلائم عصرنا الحاضر ، و لذلك ترى المسلمين يعيشون شتى أنواع التخلف و الجهل ... بسبب استمساكهم بسنن الذين من قبلنا من الأمم و الشعوب الاسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ..فمتغيرات الحياة تتطلب استنباط الحلول المستحدثة في كل آن و حين ، لأن اعتماد حلول مستنبطة سابقة تصبح بالضرورة حاجزا و مانعا من رؤية تجدد الحياة و متغيراتها في كل آن و حين /
أما مفهوم السياسة الاسلامية فيكون بالاستجابة لكل أوامر الله و نواهيه حتى و لو غابت عن أذهاننا الحكمة من وراء ذلك لقول الله تعالى : {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.لأن في كل الأحوال علم الله كلي مطلق و علم الانسان نسبي محدود قد تخفى عليه الحكمة من فرض بعض الشرائع و القيم ..؟
التعليقات (0)