سؤال يجب أن يسأله الناس عنك ...وتسأله أنت عن نفسك ...هم يقولون من أنت؟... وأنت تقول من أنا؟...قديما كان الفلفل أخضر اللون واضحا له طعم محدد معروف وحديثا أصبح بألوان الطيف (أحمر أخضر أصفر بنفسجي أزرق إلخ...) هذا يشبه نوعا من البشر يتلون حسب الطلب ..وهناك نوع آخر من البشر ذو صفات تحدد شخصيته وطريقة تفكيره..... قد يكون الإنسان عبقريا متفردا متميزا...أو شخصا عاديا تراه في كل الأسواق... وقد يكون شخصا سيئا (أو أحمقا) إلى درجة الشهرة العالمية....المهم أن يكون الشخص هو نفسه وليس صورة لغيره أو شبيها جدا من شخص آخر... وكما أنه ليس له شبيه متطابق فيجب أيضا أن يكون له عقل متفرد...هذه هي الإنسانية بأوسع النطاق..وإذا لم يكن الإنسان هكذا كان مثل الليمونة تعصر مرة واحدة ...ولكن كرامة الإنسان ألا يكون مقلدا أو ناقلا للأفكار والأخبار فتلك مهمة تقوم بها أجهزة إعلامية أو ثقافية تنقل ولا تؤلف.. وتخبر ولا تنشئ الخبر..لكن الذي ينشئ الخبر هو المؤثر في حياة المواطن ومسيرة الوطن بل قد يؤثر في تاريخ البشرية كلها...والآن يمكنك أن تسأل من أنا؟ ...وإذا لم تظهر عليك علامات التفرد فسوف يسأل الناس من أنت؟ ولن يجدوا بالطبع أي إجابة....البشر يحبون التعرف على بطل ويفضلون أن يكون أسطوريا... ربما يبحثون في الأساطير عن شخص يحقق لهم ما يعجزون عنه وفي هذه الحالة يفضلون بالطبع شخصا وهميا لكي لا يحقدوا عليه أو يصيبهم الإحباط أو يشعرهم في الحقيقة بضآلة أقدارهم...هذا البطل الأسطوري يستطيع فقط أن يأتي بالخوارق من الأعمال ولكنه لا يأتي بالأفكار الخلاقة ...لأن صاحب الفكرة العبقرية يبخل (وحتى يستحيل) أن يعطيها لغيره وهي من بنات أفكاره.....وتكون هذه هي أفضل الإجابات عن السؤال (من أنت؟)
التعليقات (0)