مواضيع اليوم

لا احب السجالات المشخصنة ولكن ..!!

عمادالدين رائف

2009-01-04 15:51:37

0

كم اتمنى ان يتوفر لدي وقتا كافيا للتواصل مع السادة الزملاء والاصدقاء الكتاب الذين اقدر وأثمن اهتمامهم بما اكتب سواء من يتفق معي بالرأي او يخالفني، لما في ارائهم سواء جاءت في رسائل خاصة او تعليقات، او مقالات، من عظيم الفائدة في توسيع مداركي وتصويب مواقفي وتثبيت الصحيح منها، ومراجعة الجوانب التي ابتعدت فيها عن الصواب.

ولا بد من الاعتراف انني اتبنى مواقفا من الواضح انها ليست مواقف "جماهيرية" أي لا تحظى بقبول جماهيري واسع " وفي تعبيراخر "ليست مواقف شعبوية" .

لذا فمن المنطقي ان اكون واحدا من الاقلية التي تسعى لترسيخ رؤى جديدة تعتبرها الاكثرية غريبة خاطئة خارجة عن الاجماع، تتعارض مع ما هو سائد في اوساط الجماهير، وتتناقض مع الثوابت المتعارف عليها، ويذهب البعض من الاكثرية الى اتهامي ومن هم مثلي من الاقلية بالعمالة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وتصل الى العمالة للامريكان وللصهاينة، ولامارات الخليج التي يصفونها ب " القروسطية " رغم تقدمها الهائل في كل الميادين مقارنة بدول الممانعة التي يتغنون بها.

واعترف انني اقبع ضمن الأقلية التي ترفض بشدة ان تكون مجرد عبيدا لافكار عفا عليها الزمن، من أي جهة جاءت، اقلية ترفض الفكر السلفي بكل انواعه القومي والديني والماركسي والليبرالي والعلماني، أي فكر مهما كان نوعه لا يكون نتاجا لاستخدام العقل  بشكل حي وحقيقي وعملي،

واعترف انني انتمي لأقلية ترفض ان تساق الشعوب كالنعاج الى مسالخها لتذبح من الوريد الى الوريد، في مسلخ دعاة التطرف والدجل والهرطقة والتكفير، او في مسلخ دغدغة العواطف القومية، الذين يعلقون الشعوب من كعابها باوهام الامة العظيمة ويهربون من ابسط المهام الوطنية المحلية الصغيرة.

واعترف ايضا بانتمائي لاقلية لا تؤمن بالثوابت ولا تتعامل مع التراث باعتباره مقدسا، ولا تقدس الافراد مهما كانت اسمائهم او صفاتهم، او افكارهم ، كما ان هذه الاقلية لا تؤمن بالنمطية، والثبات والجمود سواء للمؤسسات او الافراد او الافكار.

ولانني من هذه الاقلية غير الشعبوية، ومن منطلق التمتع بحرية فكرية هائلة، لا احد اكرر لا أحد يفرض علي امرا مهما كان وزنه صغيرا او كبيرا، ولا وجود لرقيب او حسيب، سوى الرقابة الذاتية التي تنطلق من انتمائي العميق لوطن احبه واعشقه، ولشعب افخر وبكل شموخ بانتمائي له, ولانني ادركت منذ بدايات العمر انه دون الاستقلال الاقتصادي لا توجد حرية، وتمكنت من تحقيق هذا الاستقلال منذ وقت مبكر، لكل ذلك فانا اتمتع بحرية كاملة فكرية واجتماعية واقتصادية وحتى في ميدان الحركة والتنقل وتنوع الاعمال التجارية في ميدان الاعلام، وفي بلدان متعددة.

لكل ما سبق ارفض الدخول في سجالات صغيرة، خصوصا مع اولئك الذين لا يدركوا الفرق بين الحوار الفكري او السياسي، بمناقشة الافكار وتفنيدها وتبيان خطأها وحتى نسفها من اساسها، وبين شخصنة الحوار واطلاق الصفات والاوصاف على الكاتب، ليصبح مرتزقا او عميلا او خائنا او كافرا الى اخر الصفات.

لا احد في الكون سابقا او لاحقا كان قوله هو الحقيقة المطلقة، كل ما يقوله البشر هو وجهات نظر، يتفق معها البعض، ويعارضها البعض الاخر، ويؤدي التفاعل بين الافكار الى ارتقاء البشرية ونمائها وتقدمها وتطورها، فالايمان بحرية الراي مسالة اساسية لا يمكن بدونها ان ترتقي امة.

والحرية الفكرية لا حدود لها .. وليس من حق احد ان يضع لها حدودا، حتى لو كانت افكارا فوضوية مجنونة ، ففي العالم المعاصر هناك من يعبد الله وهناك من يعبد الشيطان وما بينهما، ومن حق أي كان ان يدافع عن افكاره، ومن حق من يخالفها ان يفندها ويكشف زيفها وضلالها، بشرط الابتعاد عن الشخصنة.

ومن الحقائق التي لا بد من الالتزام بها ما امكن ان المؤسسات العامة ليست بمنأى عن النقد، بل ان الواجب يتطلب من الجميع بغض النظر عن علاقتهم بهذه المؤسة او تلك ان يقوموا بنقدها وتبيان اخطائها وهفواتها وسقطاتها، لانها وجدت لخدمة الانسان الفرد، وبالتالي من حق الفرد نقدها وبشدة اذا رأى ما يستحق النقد.

وهذا النقد يساهم في تطوير المؤسسة وارتقائها وتطورها، وعلى قادتها ومسؤوليها ان يشجعوا النقد بكل اشكاله ومستواه، ومن يرفض هذا السلوك فهو شخص مغلق من اتباع وتأبيد الثوابت سواء كانت افرادا او مؤسسات.

ولانني من الاقلية المشار اليها فانني اعمل وبكل جهدي لتوسيع صفوف الاقلية لتصبح اغلبية، وبكل ثقة استطيع القول ان اعداد المنتمين الجدد لهذه الاقلية يزداد كل يوم، وليس ادل على ذلك من الاقبال الهائل من الزوارعلى مواقع الاقلية التي يزيد عددها  لتزيد معها قوى الاقلية التي تخوض معركة ضارية ضد الثوابت السلفية والجمود العقائدي، والخطابات العاطفية قومية كانت او دينية.

ايها الاخوة والزملاء والاصدقاء ..  المؤسسات ايا كانت ليست فوق النقد .. برامج الاحزاب وتصريحات هيئاتها القيادية ليست فوق النقد، الحكومات ليست فوق النقد، العقائد والافكار والقيم والاعراف ليست فوق النقد، باختصار لا تقديس للافراد .. لا تقديس للمؤسسات .. لا تقديس للافكار.

 

همسة للبعض: الرد على وجهات النظر تتطلب عدم تحوير ما جاء فيها

وشعارنا : الخلاف بالراي لا يفسد للود قضية

ابراهيم علاء الدين

alaeddinibrahim@yahoo.com

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !