نفض عنه غباره ورمم عقده الحجري فلمعت به مدينته ..وارتفع سعره فقفزت اسعار العقارات المجاورة ..
بعين الزائر هو مشهد حضاري لائق بالمدينة البحرية وبعين ابن المدينة فهو العائق امام شراء شقة له او لاولاده بسبب جنون اسعار العقارات نتيجة للعرض والطلب.
وفي الظل عين ثالثة تراقب ما يحدث بحذر فتحث على عدم بيع المنازل والاراضي خوفا من زحف الطوائف الاخرى على مناطقها اواستلاء شرعي للغرباء على املاكها.
يبدي صياد من ميناء طرابلس استياءه من السياسيين كالرئيس نجيب ميقاتي و الوزير محمد الصفدي لشرائهم البيوت القديمة في الميناء وترميمها مما ادى برأيه الى ارتفاع جنوني لأسعار الشقق في المدينة الصغيرة .ويتقاطع استياء الصياد المينياوي مع صاحب مقهى بتروني يلوم الوزير جبران باسيل على شراء بيوت الحجر القديمة وتلميعها ..اما في بحمدون فيغمز ابناؤها الى " احتلال" كويتي محبب لبلدتهم.
وفي صيدا يطالب المطران حداد المسيحيين فيها بعدم بيع منازلهم واراضيهم
لانها تعني الهجرة ..ويتخوف الاهالي السنة في بيروت من اموال "ايرانية "تعرض شراء الشقق باسعار خيالية ...والى المتن وكسروان حيث يحكى عن ذهب عراقي ونفط خليجي..يشتري عقارات فيها.
باختصار لبنان الصغير لا يبدو قلبه كبير.. فعضلة قلبه تطرق خوفا من مشهد التاريخ الاليم للفلسطينيين وهم يبيعون ارضهم ويرحلون عنوة .. ونبضات قلبه تتقطع امام مشهد سندات الملكية الفلسطينية والعراقية في الاردن من جهة وعقود الايجار للاهالي الاصليين من جهة اخرى..
وقلب لبنان الصغير هو كمساحته القليلة تكاد لا تتسع لكل الراغبين بمرقد عنزة فيه فاذ يرتجف جسده خوفا تلمع عينه فرحا مع البيت العتيق المرمم و تدمع الاخرى مع اللبناني الصامد الذي لم يعد قاردا على شراء شقة ..تتناقض احاسيس لبنان ومشاعره "عندي بيت وارض صغيرة وانا الان يسكنني الامان ,فهل ابيع ارضي بذهب الارض او ان تراب بلادي هي تراب الجنان ؟
ينفض عنه تردده ويرمم ارادته هو مشهد واحد "اقول لبيتي اذا صرت وحدي وهبت ليال بثلج وبرد, ليالي وبيتي نار ويمضي الشتاء رفيقا كغابة ورد "...فلن ابيع ارضي
التعليقات (0)