لا أقصد العصافير الجميلة بل عصافير الإدارة.

لا بالطبع لا أقصد العصافير الجميلة التي يربيها الكثير في منازلهم أو في مكاتبهم أنني أقصد ما يطلق عليهم عصافير أو غربان الإدارات التي تنقل كلام وحركات وخصوصيات الموظفين وبالطبع عليها بهارات من النوع الخبيث يجعل العلاقة بين الموظفين والإدارة لها طعم الكراهية وعدم الأنتماء والولاء والتقصير.

لقد شاء الله سبحانه أن أعمل في قطاعات عديدة متنوعة ودرجات منها الدنيا ومنها العليا فكما اشتغلت بوظيفة مدرس أنتقلت إلى مناصب عليا وجميعها شاهدت أثنائها بأم عيني الغربان وهي تنقل وتوشي وتوقع وتتملق الوزراء ووكلاء الوزاراء و المديرين والمديرين المساعدين,

سالت ذات مرة أحد المديرين كانت تجمعني به علاقة أخوة وكنا معا في مؤتمر القيادات المدرسية في مملكة البحرين ,و ماذا عن العصافير؟ كيف يتم تحديدهم من بين الموظفين وكيف تدعوهم لجلب معلومات عن زملائهم وغيرها من اعمال التجسس , قال لي مش حتصدق انهم هم الذين يسعون إلينا ويعرضون مساعدتهم تحت مسمى الخوف على الصالح العام والحرص على حسن سير العمل , وقلت ومن إي الجنسيات أكثر قال مفيش داع , قلت ماعلينا بلاش الجنسيات سؤال آخر هل كل ما يورد إليك من معلومات تأخذها برمتها كما هي , قاطعني قائلا على الأقل لا بالنسبة لي اما الأخرين فأعتقد منهم من يعتبر أن الغربان كما تسميهم هو بمثابة جهاز المخابرات الخاصة به ولكل واحد طريقته في الإدارة.

تذكرت امثلة حدثت لي في القاهرة واخرى في البحرين وقلت فعلا لكل مدير طريقته وكل أمرئ مسئول عن رعيته أمام الله سبحانه وتعالى , ولكن ومن وجهة نظري المتواضعة وبحكم خبرتي في العمل والتي قارب على 35 خمس وثلاثون عاما أقول أن المدير الناجح هو:

لا يميز أحد من موظفيه على الأخرين بخفة الدم أو ما يعرف بالموظف الحيريك أي بتاع الحركات , الممثل الذي يتملق الإدارة بمعسول الكلام .
إذا سمع كلام عن أحد من موظفيه فمن الضروري أن يتأكد بنفسه واضعا نفسه محل الموظف وأن يحضرة للسؤال بصغة ودية.
لا يضع الموظف في اللائحة السوداء لمجرد أنه لا يُصبح ويسلم عليك ويدخل مكتبك لسماع الأوامر في اليوم عشر مرات والقاء عبارات الخضوع والنفاق مثل احلام سعادتك أوامر ياأفندم , أو شلوت سعادتك دفعة للأمام يا أفندم , أو أي اوامر تأمر بها حتى ولو كانت خطأ تنغذ فورا وبدون مناقشه , فإن ناقشك أحد فكر في كلامه لعله لا يبغي من حديثه إلا مرضاة الله سبحانه وتعالى.
من العصافير أو الغربان " أو قل أغلبهم " من لا يحبهم زملائهم في العمل فلا تجعلهم في وضع الأشراف أو لجان المراجعات حتى لا تصلك تقارير مغرضة تحتوي اكثر ما تحتوي على تصفية حسابات.
اتقي شر دعوات المظلومين فإنها ليست بينها وبين الله حاجز.
عند وضعك للتقارير أو المكافآت اجعل انجازات العمل والكفاءة المحك الذي يقاس عليه واعرف ان الله سبحانه وتعالى مطلع على جميع افعالك.
اخيرا هدانا وهداكم الله ايها العصافير , وكفانا الله شركم ووشغلكم عنا بأنفسكم , وهدى الله كل ما هو مسئول عن جماعة إلى طريق الصواب اللهم آمين.

أبو عمرو