مواضيع اليوم

لا أعلم . ولا أعلم أحدا يعلم

انور محمد

2011-08-21 04:16:43

0

                                                                    لا أعلم . ولا أعلم أحدا يعلم

 

      ابتسمت صغيرتى وهى مقبلة على ّ قائلة : سأخرج الآن ، فقلت أليس الوقت متأخرا يا وحيدتى ، وأنت فتاة صغيرة ، فقالت أتحرمنى ثواب قيام الليل ؟ قلت أى قيام وأى ثواب ؟ قالت إننا سنخرج ليلا لصلاة التهجد فى المسجد ،وسنعود فجرا ...

     بأي نقل أم بأى عقل أم بأى منطق تسير عقول الناس اليوم ؟ وبأى منهج يتحركون ، وخلف من يسيرون ، وإلى أى نهاية سيصيرون ؟  لا أعلم ، ولا أعلم أحدا يعلم ...

      فكرت فى حديث حبيبتى الصغيرة ، من أين جاءت بهذا الكلام وكيف وصلت إلى هذا الفهم ، صحيح أنه ليس كلامها ، وصحيح أنها لا تملك العقل والمنطق لتدلل على صحة الفعل ، لكن كنت أعتقد أنها تمتلك بعض العقل الذى يؤكد خطأه ، وفكرت فى من وراء هذا ، أهو الجهل أم إرادة السوء .

      تارة يقولون : السلف كانوا يفعلون ، فدعنا نعمل كما يعملون ، وتارة أخرى : لا ، نحن فى زمن غير زمانهم  فهم فى الزمن السحيق ونحن تقدمنا عنهم ، فلسنا لنفعل مثلهم ، لا منطق ولا عقل ولا نقل ولا ولا ولا .... اللهم رحمتك بالخلق .

     الشيطان قال : لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، فنجح فيما أقسم عليه ، إننا اليوم نسير على غير هدى ، بداية من الزى الإسلامى إلى صلاة التهجد فى المساجد وغير ذلك ، وبالفعل وجدت الفتيات يخرجن فى المساء ، ويبقين حتى غسق الليل خارج البيت ، ويعدن فجرا وربما بعد الفجر فقلت لم ؟ قيل يصلين قيام الليل ، فقلت وهل لهذا ثواب ؟ فضحك الناس منى أو على ّ ،  فقلت لم تضحكون ؟ قالوا ألا تعلم ثواب قيام الليل ؟ فقلت أنتم الذين لا تعلمون ؟

    صلاة الليل صلاة عظيمة ، لكن لماذا كانت عظيمة ؟ لأنها صلاة المخلصين الذين لا يبحثون عمن يراهم وهم يصلون وثوابها فى أنها صلاة لا يعلمها أحد ولا يشهدها أحد ، صلاة بين العبد وربه ليست للرياء والسمعة ، حازت ماحازت من الفضل لأنها سر بين العبد وربه .

ورد فى الحديث : إذا قام العبد فى جوف الليل فصلى ركعتين ، لا يراه أحد ولا يعلم به أحد ، كتبتا بين العبد وربه فى ديوان السر ، لا يعلم ثوابهما إلا الله عز وجل ، فإذا قام العبد من يومه جاءه الشيطان ، فقال له : حدث بهما لعل الناس تعلم منزلتك ، ويظل به ، حتى إذا حدث بهما ، نقلتا من ديوان السر إلى ديوان العلن ، وصارتا كأى ركعتين فى وضح النهار ،  ثم يأتيه الشيطان فيقول : حدث بهما لعل الناس يعرفون قدرك ، ويظل به حتى يحدث بهما ، فإن فعل محيتا من ديوانه .... أو كما قال صلى الله عليه وسلم .

 

     إننى لا أعلم ولا أعلم أحدا يعلم من أين أتى هذا الفهم المغلوط ؟ ومن أين تسرب بيننا هذا الجهل الممقوت ؟ ألهذا الحد لا علم ولا عقل ولا تفكير ، نتحرك كقطع الشطرنج بلا عقل ، كقطيع الغنم بلا رأى ، كنت أعلم أن الجماعة لها تصرفات غير عاقلة ، فإذا وجدت نفسك فى جماعة فأنت تفعل كما يفعلون عن غير تدبير ولا تفكير وهذا هو العقل الجمعى ، وللأسف ما أصابنا اليوم هو أننا نتحرك كقطيع الغنم بلا رأى أو عقل نسير كما يشار لنا ، لا نتوقف لنسأل أو نعقل ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .  

    ورد فى الحديث الشريف أيضا : أفضل صلاة الرجل فى بيته إلا المكتوبة . أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحديث معناه أن صلاة الفرض فقط هى ما تصلى بالمسجد أما غير ذلك من النوافل فالأفضل  صلاتها فى البيت قولا صريحا بنص الحديث الشريف ، ولست أعلم ، ولا أعلم أحدا يعلم أن فينا من يفهم الدين أفضل من سيد المرسلين ، ناهيك عن أحاديث عدة عن ما يجب على المرأة من الصلاة في بيتها ، وأن صلاتها فى بيتها خير من مسجدها ، وصلاتها فى خدرها خير من صلاتها فى بيتها ، طالما كان الحديث عن السنن والنوافل .

     أعلم أن العقول تأخرت ، وأن القلوب تحجرت ، ابتلينا بداء التقليد ، وحسبناه أصل من أصول التوحيد ، أبعدونا عن العقل والابتكار ، وقالوا هو طريق الأشرار الفجار ، وغلب الهوى والعناد ، وزاد الصلف الاستبداد ، ابتعدنا عن النجوم والكواكب ، واقتربنا من الأجساد والقوالب ، وأصبحنا نعبد الرسوم والأشكال ، وتجنبنا الإخلاص فى الأعمال  ، أصبحنا نسير كقطيع الغنم ، فصرنا من أحقر الأمم ، فهل لنا إلى العقل مرجع ، وفى صحيح الدين موقع ، وأن نعود إلى منهج الحبيب ،  وعسى أن يكون ذلك من قريب ..

              والله من وراء القصد

                            بقلم                    

                                أنور محمد أنور

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !