قال الأمين العام للحزب الاسلامي اسامة التكريتي انه ما دام جلال طالباني مرشحاً لرئاسة العراق فليس هناك من ينافسه على هذا المنصب، وأكد أن الحزبين الكرديين التاريخيين هما أقرب القوى السياسية الى التحالف الاستراتيجي مع الحزب الاسلامي داعياً للعبور الى حالة عراقية جديدة تتجاوز المرحلة الفئوية والطائفية.
هل ان التفاهمات بين الحزب الاسلامي والائتلاف العراقي الموحد يمكن أن تصل الى تحالف في قائمة انتخابية مقبلة؟
لا نقول ان هناك قائمة مقبلة بل نندفع في اتجاه تكوين قائمة عريضة قد يشارك فيها طرف او اكثر من اطراف الائتلاف العراقي وكذلك الاطراف الكردية، تضم ايضا بعض الفصائل في الساحة العربية كمجلس الحوار وحركة الوفاق ومجالس العشائر. ما زلنا في مرحلة فتح الحوارات وقد توصلنا الى مشتركات كثيرة بين الحزب الإسلامي وهذه الجهات، ولمسنا لديها رغبة في الاتجاه الى مشروع عراقي يتجاوز الحالة الفئوية والطائفية، والحالات السلبية التي احاطت بالعملية السياسية والكل متفق على هذه الرؤى، وهناك لجان مشتركة مع حزب الدعوة وكذلك مع قوى عربية مثل جماعة المستقبل واحمد عبد الغفور السامرائي وجمال الكربولي.
اذا كانت لديكم النية لعقد تحالفات انتخابية فمن هي الاطراف الاقرب الى الحزب الاسلامي؟
الآن نعمل في ساحة التوافق التي بدأنا بها مرحلة انتخابات 2005 ونقوم بتفحصها هل هي صالحة للاستمرار ام نعمل على تكوين «توافق جديد» أوسع يشارك فيه رافع العيساوي (تكتل المستقبل) وعمر الجبوري (تجمع عشائري) وصالح المطلك (جبهة الحوار العربية), واخرون مثل اسامة النجيفي (قائمة الحدباء في الموصل) وحاجم الحسني (شخصية مستقلة) وحتى حركة الوفاق بزعامة الدكتور اياد علاوي. وتربطنا علاقة ايجابية بأحزاب الائتلاف مثل الدعوة والفضيلة وحركة الاصلاح بزعامة الدكتور ابراهيم الجعفري وكذلك الاخوة الأكراد، وهم ايضا لا يريدون التخندق في الاطار الكردي وجلال طالباني ومسعود بارزاني مستعدان لمثل هذه التحالفات.
من هي الأطراف الاقرب اليكم؟
الحزبان الكرديان هما الأقرب الينا وعلاقاتنا معهما تاريخية، وهذا لا يعني بالضرورة ان يكون بيننا وبينهم تحالف انتخابي. ننظر الى الساحة العربية في نينوى وكركوك، وقد خسرنا انتخابات مجالس المحافظات في نينوى بسبب شائعة اطلقت جاء فيها ان الحزب الاسلامي باع الموصل للاكراد، وهو شيء غير صحيح بسبب الصراع في الانتخابات، ولا نريد ان نخسر الساحة العربية في الانتخابات المقبلة. تحالفاتنا جزء منها انتخابي واخر استراتيجي لمرحلة ما بعد الانتخابات والمطلوب ان نعبر الى حالة عراقية جديدة .
هل ترجح بقاء المشهد السياسي على حاله لجهة التكتلات السنية والشيعية والكردية بعد الانتخابات المقبلة؟
يجب ان نخرج من هذا التخندق بالكامل كي ندخل في مشروع جديد ينقذ العراق مما هو عليه، والأمل كله في قدرة المواطن العراقي العادي على أن ينتخب وفق البرنامج الانتخابي وليس لأن المرشح شيعي او سني. ومشكلتنا تتجسد في التطور البطيء للعقلية السياسية وما زالت مرحلة الدكتاتورية متمثلة في الصراع على المناصب على حساب خدمة الوطن.
وثيقة الاصلاح السياسي من متبنيات جبهة التوافق كيف يمكن تفعيلها؟
ناقشنا وثيقة الاصلاح مع رئيس الوزراء وكان مطلبه ايجاد طريقة لتفعيلها، وجرى الحديث عن تصنيف ما تطرحه الوثيقة من قضايا امنية وسياسية وقانونية، وشكلت لجنة من الكتل الموجودة واجتمعت كي تضع الآلية لتنفيذ هذه الوثيقة، وهناك جدية من الكتل البرلمانية والحكومة، وحين تصدق النيات يمكن ان تنجح لأنها لم تأت بعجائب بل بواقع عراقي لا بد من معالجته، والمتفق عليه ان هناك اعداداً كثيرة من المعتقلين لا بد من اطلاق سراحهم، ومهجرين من المهم انتهاء موضوعهم، وهناك توازن ينبغي ان يراعى في السلطات خصوصا في المفاصل المهمة.
هناك واجهات سياسية لبعض الجماعات المسلحة هل ستدخل من بوابة التحالفات البرلمانية المقبلة الى العملية السياسية؟
لا استطيع التكلم نيابة عنهم لأني لا اعرف كيف يفكرون، لكن بصورة عامة من الطبيعي ان ينتقلوا من حالة الاحتراب الى العمل المدني، بوجه سياسي يتعامل مع الواقع السياسي برؤية صحيحة سبق ان دعونا اليها. إن لهم رأيهم بأن الاميركيين ما زالوا موجودين على الساحة العراقية ولديهم واجب في مواجهة هذا الوجود الاميركي، ولا نستطيع ان نقول لا، كونهم ينظرون الى الموضوع من منظار وطني، ونعتقد اننا امام حالة يجب ان نحترمها وأخرى لا بد ان ندينها. فمن يشهر السلاح في وجه الابرياء يرتكب جريمة لا نقرها أو نقبل بها وهي ليست عراقية الصنع بل أجندة تقوض بناء العراق.
ما زال الحديث يثار هنا وهناك عن ان الدكتور طارق الهاشمي أقيل ولم يستقل... أين موقع الهاشمي في الحزب الاسلامي الآن؟
هناك واقع يفرض نفسه للاستعداد للانتخابات والاستاذ الهاشمي منصرف الى شؤون الدولة، وكي يكون وضع الحزب أفضل ينبغي تفرغ الامين العام للحزب. والمسألة الثانية لوائح الحزب تذهب الى الانتخابات مرة كل اربع سنوات، وقد طلب الاستاذ الهاشمي الاستقالة مرتين وجرت الانتخابات في حضوره في اجتماع مجلس الشورى، وظهر اسمه في المكتب السياسي بناء على انتخاب جرى من قبل مجلس الشورى، ولم تكن هناك مشكلة في تلك الانتخابات، وهي حالة عادية. كنت امينا عاما عام 1991 للحزب وتنازلت في العام 1995 للدكتور اياد السامرائي واصبحت مراقبا عاما للاخوان المسلمين، ومن ثم جرت الانتخابات مرة اخرى وكانت بنتائجها المعروفة.
هناك كلام جرى خلال مناقشاتكم مع بقية القوى السياسية بشأن ترشيح الهاشمي لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المقبلة، ما صحة ذلك؟
لم يجر هذا الكلام لا من قبل الحزب او من قبل الهاشمي، وما دام الاخ الطالباني موجودا ونشطاًَ فليس هناك مرشح غيره، ولا ادعي اننا تكلمنا في هذا الموضوع بتاتا، وجرى كلام في بدايات الأمر قبل ان يرشح «مام جلال» نفسه وجاءنا وفد من حزب الدعوة وطلب ترشيح شخصية لرئاسة الجمهورية، وقلنا لهم لأن حالة التوافق السياسي مطلوبة في هذه المرحلة، ولأن الاخوة الأكراد يرشحون انفسهم لهذ الموقع نحن لا نريد ان ننافسهم .
التعليقات (0)