في الوقت اللذي قدمت فيه الولايات المتحدة اليوم منح بقيمة 359.3 مليون دولار للأردن ، وذلك لدعم الموازنة وقطاعات التعليم والصحة وتعزيز النمو الاقتصادي والفرص الاقتصادية والحاكمية ((وارجوا التركيز على الحاكمية )) ، كما جاء في التعليق الرسمي الأمريكي . أقر مجلس النواب الأردني مشروع قانون ، يقضي بتغريم كل من يتحدث أو ينشر في أي وسيلة علنية عن قضية فساد ما لم يكن لديه دليل ، بغرامة تتراوح بين 30-60 ألف دينار أردني ، وهي عقوبة وطريقة جديدة لتكميم الأفواه ، "كما وصفها نقيب الصحفيين الاردني" .
ويأتي إقرار العقوبة الجديدة بعيد أقل من أسبوعين من تصويت مجلس النواب على شطب العقوبة من مشروع القانون نهائيا ، إلا أن جدلا سياسا كبيرا أثير في البلاد بعد إحالة المشروع لمجلس الأعيان .
ومجلس الأعيان الأردني يعين دستوريا من قبل الملك ، أي أنه اداة تنفيذية ملكية بأمتياز ، على عكس الوصف الدستوري اللذي يعتبره أداة تشريعية بيد الشعب .
يبدوا أن هذا التشديد قد جاء كردة فعل من قبل الحكومة على التغطية الصحفية للأعتصامات والمظاهرات الشعبية اللتي خرجت في وسط عمان ، حيث استهدفت قوات الأمن الأردنية حينها قتل الرسول المتمثل بالصحفيين ، أكثر بكثير من أستهدافها القائمين بالحدث من المتظاهرين اللذين فشلت الآلة القمعية اللتي فرقت الأعتصام الأول في دوار الداخلية في كسر حاجز الخوف لدى هؤلاء الأحرار المطالبين بالحرية والديموقراطية ، وبأسلوب أستخدام البلطجية ورجال الأمن بملابس مدنية بغية الأصطدام المتعمد مع المتظاهرين على أساس أنهم من احباء الملك ومريديه .
خاصة وأن المظاهرات الأخيرة حاولت الوصول الى السفارة الصهيونية في عبدون ، وهو أمر بات يقض مضاجع النظام الأردني اللذي يعلم جيدا أن اي مساس بهذه السفارة على غرار ما جرى في القاهرة سيعني بالتاكيد نهاية العرش الهاشمي القائم أساساً على حماية الخاصرة الرخوة للكيان الصهيوني .
تكتيك بات محفوظ عن ضهر قلب تستخدمه كافة الأنظمة القمعية هذا اللذي أستخدمته الحكومة الأردنية في محاولة لعدم أحراج الحكومات الغربية الراعية لهذه الأنظمة أمام شعوبها ، ما سيضطر الغرب الى الضغط على هذه الأنظمة بخلاف رغبتها كما حدث في تونس ومصر وليبيا .
وكما قلنا في موضوع سابق ، أن التكتيكات القمعية اللتي تستخدمها الأنظمة القمعية ضد المظاهرات الشعبية السلمية هي هي ، وأن المدرسة الدكتاتورية واحدة ، لذا فأن جميع الأنظمة أستخدمت أسلوب غزوة الحمير والجمال وأن بتصرف ، واتبعته فورا بتعتيم صحفي شامل ، وتضييق على حرية أستخدام الأنترنت وطرق التواصل الأجتماعي .
وأيضاً أصرار أمريكي غربي عجيب على أستخدام تكتيك فاشل ، يبدأ بمحاولة لدعم الأنظمة الدكتاتورية لتفادي الغضبة الشعبية ، حتى تبدأ بقلب موقفها من هذه الأنظمة بمئة وثمانين درجة عندما تعلم يقيناً بسقوطها .
حقاً لا أحد يتعلم من التأريخ . ولكن ألا يتعلم جميع هؤلاء من الحاضر الماثل أمامهم ؟! .
http://www.elaph.com/Web/Economics/2011/9/685816.html
http://arabic.cnn.com/2011/middle_east/9/28/jordan.corrupt_media/index.html
التعليقات (0)