لا أؤمن بكم ..

 
أليس من حقي التراجع عن خطوات الزواج في بلدي ! من سيتزوج ؟ أنا ؟ أم التقاليد وأصحابها ؟ أنا لا أطلب الخيال المحال ، كل ما أرجوه هو زوج أعشقه حد الثمالة سأقبل منه ما يستطيع عليه من مهر حتى لا ننقض شرع الله ونبطل شرعية الزواج ، وسأرضى منتشية بخاتم من " فضة " لأقترب مما قاله رسولنا الكريم ، إن كان هذا الخاتم جميلاً بالذوق الذي يلائمني بشرط أن يكون من اختيار زوج المستقبل والذي اجتهد ليختار ما يناسبني من ذوق ؛ وعندها سأرتمي خالصة بين أحضانه لأوهبه أكوام التضحية والإخلاص .
حدثت جدي عن أفكاري السابقة باستثناء الارتماء ، والعشق المتناهي حتى لا أجرح مشاعر الجد الغيور ، ولكنه لم يرضى واعتبرني مُرتدة عن التقاليد والعادات .. عاتبني جدي بحزم ووبخ عقليتي الشاذة ، ومن ثم صار يتعامل معيّ وكأني خارجة عن النسق الأعلى للبنيان المُجتمعي المقدس .
هذا النسق الذي يفرض أن يلتقي الشباب والفتيات عن طريق أمهاتهم في الغالب ، ليرسموا المثالية ، ويدعوا الأخلاق وحسن الدين والسلوك .
ومن ثم تتم الاتفاقات المادية وتقسيم أعباء التجهيزات بطريقة مُهينة لا تتناسب مع قدسية الزواج وشفافيته .. وتغالط كل ما أمر به خالق الخلق .

كيف أرضى بحياة لن أؤمن بقواعدها ؟ كيف أُجبر على الولوج في حياة لا أحترم مبادئها ؟!
أليس من حق القلب أن يختار ؟ أليس من حق عقلي دون سواه أن يُقرر ؟ أليس من حقي وأنا المسلمة المتبعة لسنة رسولها محمد .. أن يكون زواجى كما أوصى اتباعي؟

لن أؤمن بتقاليدكم المُوضوعة أبداً
لِمّا أتبع التقاليد والعرف ولا أتبع السنة ومنهج الشريعة ؟!!
كيف أعلن للعالم أني حُرة ، وأنا المُقيدة بين فكي العُرف والعادات !
عجبت للزمن الذي يطالب فيه المرء باتباع عقيدته .. فتعارضه تقاليد وضعها البشر !!

منذ سنوات كان الجمع من حولي يراني فتاة محافظة قادرة على اتباع التقاليد باتقان ؛
وكنت أزهو باعتقادهم .. ولكن لم يستمر زهوي طويلاً بعدما رأيت في العُرف سجن أكبر من احتمالي ، بعدما عقلت الأمور وآمنت أن تقاليد بلادي المعوجة في الزواج .. ماهي إلا بداية حقيقية لإهانة منظومة الزواج ..وهدر حقيقي لحقوق الزوجة .

أرغب في إيمان خالص بخطوات حياتي ، أرغب في إعطاء نفسي كامل حقوقي الأولية لأرضى عني .. فلا تنتهكوا حقوقي .

حتى تتضح الصورة : أعيش وفق تقاليد جمهورية مصر العربية .

.