لا "عِترتي"،ولا " سنتي"،بل سنة معاوية وابن سبأ!!!. حديث الثقلين من ابرز القضايا التي اختلف فيها المسلمون ، وشغل مساحة واسعة جدا في تفكيرهم وذهنيتهم وبحوثهم وتنظيراتهم ومؤلفاتهم وحواراتهم ونقاشاتهم التي يغلب على الكثير منها (إلا الأندر) الطابع المذهبي والتعصب والبعد عن الأسلوب العلمي والمجادلة بالحسنى ، ونحن هنا لا ننكر أهمية هذا الحديث ودوره في بناء دين الفرد المسلم وعقيدته وسلوكه إلا أن الخطورة والمصيبة العظمى تكمن في الالتفاف عليه وتوظيفه طائفيا ومذهبيا والابتعاد عن الالتزام به تطبيقه سواء كان (عترتي أو سنتي) من قبل طرفي الحوار، وهذا ما لا يرضاه الله ولا رسوله ولا أئمة أهل البيت الطاهرين ولا أصحابه المنتجبين ، فأن النفعين والمتطفلين من المسلمين بفرقهم ومذاهبهم جعلوا من النقاش والحوار هو الهدف والغاية وبمعنى أخر أنهم وبعد نقاشات ونقاشات وسب وطعن وتكفير متبادل لم يلتزموا لا بـ "العِترة" ولا بـ "السنة"، فلا من يعتقد أن النبي قال: "وعترتي"،التزم بالعترة ، ولا من يعتقد أن الرسول قال :"وسنتي"، التزم بالسنة، فالطائفيون المستاكلون ممن يزعم انه يعتقد بالعترة التزموا بسنة "ابن سبأ" الغالي المرتد ،كمرجعيات الفحش والسب والطعن بعرض النبي ومن سار في ركبها،والطائفيون من الأمويين والمروانيين وامتداداتهم من التكفيريين والنواصب ممن يزعم انه يعتقد بالسنة التزم بسنة معاوية ، والتاريخ والموارد التاريخية التي يرويها المسلمون كافة يثبت بلا شك ولا ريب أن معاوية أول من بدأ وأصّل وأسس للطائفية والتشقيق والمذهبية والتكفير والطعن واللعن والسب الفاحش في الإسلام وخير شاهد هو أمره بسب ولعن علي بن أبي طالب وإعلان البراءة منه ومطاردة شيعته ومواليه وقمعهم ،وقتله للصحابة ومنهم "حجر بن عدي" ففي وصيته للمغيرة عامله على الكوفة قال معاوية : (...، ولست تاركا إيصاءك بخصلة: لا تترك شتم علي وذمه، والترحم على عثمان والاستغفار له، والعيب لأصحاب علي والإقصاء لهم، والإطراء لشيعة عثمان والإدناء لهم) ، وفي المقابل كان "ابن سبأ" أول من أظهر وأشهر البراءة والسب الفاحش واللعن والتكفير الذي لم تكن مسبوقة في أتباع الإمام علي منذ حياة النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" والخلفاء الثلاثة مرورا بعلي "عليه السلام"قبل دخول ابن سبأ الإسلام،إلا انه ثمة فرق بين المنهجين من الناحية العملية فالتكفير الذي صرح به "ابن سبأ " كان عبارة عن تنظير ولم يطبق على أرض الواقع لأنه لم يملك السلطة بينما التكفير الذي إستخدمه معاوية ترجم وطبق على أرض الواقع لأن معاوية هو الرئيس والسلطان وبيده السلطة... إن ما شهدته وتشهده الساحة الإسلامية من خلافات واختلافات وصراعات وتخندقات طائفية ومذهبية وسباب ولعان وفتن وتشظي وتقطيع وتمزق وتكفير وقتل وتهديم ما هو إلا امتداد للمنهجين التكفيريين الذين أسس لهما أولا معاوية ، وبعده "ابن سبا"، و كلاهما حملا فأسا ومعولا يهدمان به الدين الإسلامي والمجتمع الإسلامي وهذا يكشف بكل وضوح ابتعاد الأمة عن السنة والعترة وتمسكها بسنة معاوية وابن سبأ، إلى هذا اشار سيد المحققين الصرخي الحسني في المحاضرة التاسعة عشرة حيث قال سماحته: ((...فها هما معاوية وابن سبأ يتبادلان الأدوار ويتقابلان في تهديم الإسلام والمجتمع الإسلامي وقضية سب ولعن أمير المؤمنين من على منابر الأمويين ومرتزقتهم ومستأكليهم معروفة لكم جميعا وخلال البحث علمنا أن اليد الأخرى والفأس الأخرى في التهديم ما هي ؟، تتمثل في ابن سبأ الغالي المرتد فهو أول من اظهر وكاشف الآخرين بالسب واللعن والتكفير...)) https://www.youtube.com/watch?v=QlgN...hmqlQ&index=29 بقلم احمد الدراجي
التعليقات (0)