لاوطن للحب

أتأمل شوارع مدينة أحببتها يوما أتأمل وجوه العشاق والمحبين وأعود بذاكرتي إلى أول يوم تعرفت فيه إلى عيد العشاق أو مايسمى بعيد الحب...أو الفالنتاين حيث أغرتني الزهور الحمراء، وأعجبني منظر الدببة المحملة بباقات الهدايا، وبطاقات المعايدة المزينة بقلوب، وحروف تترجم معاني الحب بكلمات يذوب لها العشاق حينها بدأت أتعلم كيف يعبر العشاق عن حبهم، وكنت صغيرة لايتجاوز عمري14عاما، وجدت نفسي أرى الحب من منظور مختلف، ببساطة كان بالنسبة لي الصدق والشفافية غير المغلفة بالأكاذيب..أردت حينها أن أعيش حالة الحب التي تعيشها العديد من الفتيات عبر أسلاك هاتف تلاشت اليوم في زمن الأي فون والبي بي...

أردت يومها أن أحتفل بيوم الحب كما يحتفل به المحبون.. اشتريت أشرطة كاسيت تحمل موسيقى ناعمة، أشتريت بطاقة معايدة أغرتني تفاصيلها عن معاني الحب خبأتها بين دفاتري وأوراقي..وقلت في نفسي سأهديها لمن أحب يوما.

واليوم أتساءل في نفسي هل مازلت صورة الحب التي رسمتها في ذهني موجودة أم تلاشت في زمن تغيرت فيه الملامح، ولأبحث عن الحقيقة فتشت في أوراقي ومذكراتي ودفاتر قديمة علني أعرف ماهو الحب؟..وجدته كلمات ورموزا، ورسوما، وحروفا، وقلوبا، وضروبا وتقاسيم. ورغم الهجوم على يوم الحب إلا أنني أراه بأنه لا وطن له ولا مكان ولا زمان.

يوم الحب كل عام يزداد فيه عدد العشاق والمحبين، الكل يعبر ويترجم أحاسيسه ولو برسالة sms ومازال الكثير من المحبين محتفظين بعاداتهم القديمة رغم التطور في الوسائل الألكترونية حيث مازلت بطاقات المعايدة عند ملامستها لها طعم، ومازال الحبر الأزرق يقتحم الأوراق البيضاء ليكتب أجمل الكلمات والقصائد الجميلة ليتغنى بها العشاق في زمن يتراجع فيه الحب الصادق.. نحن اليوم بحاجة نستيقظ فيها على صوت الحب ونبحث عن الزهور الحمراء واللون الأحمر ليزرع البهجة في حياتنا.

الكل يريد أن يحتفل ولو بطريقه خفية، جميعنا ينتظر رسالة حب، وردة حمراء، هدية مغلفة، دبدوب ملون.

ومن لا حبيب له يعيش على ذكريات الماضي وينام على أغاني المحبين والعشاق، وفي المقابل الكثير منا يسخر من هذا اليوم ويسميه"يوم المجانين"وبرأيي أن المجنون هو من يحرم نفسه أن يعيش ولو لدقائق حالة الحب ويمنح من يحب أجمل المشاعر الصادقة..في زمن فرق بين الأحباب على أصوات القنابل والمدافع وشتت أسرا في زمن كثرت فيه الفتن.

(الحب) كلمة صادقة وشفافة تنتابنا في لحظة سكون.. وجنون الحب هو أن نتنفسه بكل أشكاله وألوانه ومسمياته..الحب هو ان نمنح من نحب المشاعر الصادقة دون أن نبخل عليهم بهدية جميلة ولو بسيطة.

ومن أجل الحب سأرتدي اللون الأحمر وسأرسم شفاهي بلونه.. وسأتحول من أجله إلى كائنة حبرية لأكتب إلى من أحب: أعدك بأن أضمك إلى صدري.. وأحكي لك أجمل الحكايات، وأعدك بأن أقبل رأسك قبل النوم، أعدك بهدية جميلة، وأن أتصل بك لأقول لك إني مشتاقة إليك، ولن أتركك وحيدا سنبقى معا إلى الأبد، وسأهديكي بطاقة معايدة احتفظت بها يوما لأكتب حروف اسمك البهيجة التي تحمل صورة من صور الحب..سأكتب إلى ابنتي الحبيبة: كل عام وأنت حبيبتي الصغيرة.. أحبك.

همسة..

(1×1=اضرب لك أعداءك،1-1=أطرح لك أحزانك،1+1=اجمع لك أحبابك،1÷1=أقسم إني أحبك)

noufanwar@hotmail.com
نشر بجريدة الرايه القطريه