كلما زاد تمسك الانسان بالعادات والتقاليد انخفضت امكانية فهمه لما يجري حوله من امور، خصوصا تلك التي تتعارض مع ما اعتاد عليه من عادات مرتبطة بمحيطه ودينه ..
كتب المدون الفلسطيني الاصل والاردني الجنسية محمود المصلح موضوعا بعنوان (من جوانب الحياة الامريكية ...المثليين)، لم يخفي فيه تعجبه من تقبل المجتمع الامريكي للمثلية، حيث قال: "ترى أي حضارة وفكر أوصل المجتمع الغربي الى هذا الانحطاط الأخلاقي والفكري والديني والمجتمعي ، وأي مجتمع يقوم وينهض ويبني ويعمر ، وهل هؤلاء هم المتحضرين من الدول المصنفة الأولى والمتقدمة .. وإذا كان هذا المتحضر وهو يفعل ما يندى له جبين الإنسانية على مر التاريخ .. فهل سيكون من لا يفعل فعلتهم متخلفا ومنحطا ومن العالم الثالث . فازا كانوا تقدموا في جانب فلقد نزلوا منحدرات عميقة سحيقة في كثير من الجوانب الأخرى ربما تكون الأكثر أهمية"
لقد اخترت السيد محمود كمثال، لانه رجل مثقف وواعي، ولكن تمسكه بالدين وتادية فرائضه، التي لا يستطيع هو نفسه ان يقتنع بها، هو الذي يجعله يستغرب هذا الاستغراب.
قبل فترة قرأت للاستاذ محمود المصلح موضوعا يصف فيه رحلة "العمرة" في صحراء الحجاز القاحلة، واكيد قام السيد محمود خلال رحلته بتقبيل ما يسمى "الحجر الاسود" وهو لا يعلم لماذا يقبله اصلا ولكنه وجد آبائه يفعلون ذلك فاقتدى بهم، والكثير من الامور التي يطبقها هو وجميع من يؤمن بها دون ان يسألوا عن السبب بل ليس مسموح لهم ان يسألوا عن ذلك .. واكيد من ضمن هذه الامور التي يقتدون بها، ماجاء في دينهم عن احتقار للمثليين واحتقار للزناة .. ورغم ان المثليين والزناة لم يضروا لا السيد محمود ولا غيره من المسلمين الا انه يحتقرهما ويهينهما ويصف تصرفاتهما بالانحطاط الاخلاقي والفكري والمجتمعي!!!
هل يقبل السيد محمود ان يصفه احد بانه منحط اخلاقيا وفكريا؟
لا .. لانه كتب مرة، ينتقد ويستهجن احد المدونين، لانه وصفه بهذه الاوصاف التي هو نفسه يستخدمها!!!
الاخلاق التي يؤمن بها السيد محمود هي اخلاق دينه التي بنيت بناء في عقله ولن يحيد عنها ابدا .. وهذه مشكلة كبيرة ..
هذا اكبر دليل على ان المسلمين لن يتقبلوا ابدا او لن يستطيعوا ابدا ان يفهموا ماذا تعني حقوق انسان .. لن يفهموا ابدا ماذا تعني ان حريتك تنتهي عند حريتي.
لم يسأل السيد محمود نفسه، ان كان المجتمع الامريكي منحط فكيف بنيت حضارتهم العريقة؟
لم يسأل السيد محمود نفسه، لماذا هاتين السيدتين مثليتين؟ هل هي بارادتهما ام خارجها؟ ولن يساله نفسه هذا السؤال لان دينه اعطاه الاجابة.
لم يسأل السيد محمود نفسه، كم هي نسبة هؤلاء المثليون؟ وهل ان نسبتهم هي اكثر من نسبة المثليين في الاردن؟
وبالتاكيد وكما قلت سابقا، لم يسأل نفسه بماذا يضرني هؤلاء؟
ثم يطرح تساؤلا افتراضيا "سخيفا" حيث يقول: " فهل سيكون من لا يفعل فعلتهم متخلفا ومنحطا ومن العالم الثالث"، ولا اعلم من اين اتى بهذا؟
ارحمنى يا استاذ محمود انت وجماعتك من هذه الافكار التي هي سبب تاخرنا بلا منازع.
التعليقات (0)