لازال القهر مستمرا

ولايزال القهر مستمر

نقلاَ عن وكالات الأنباء ، وكما نقلت قناة العربية ـ  فقد صدر تقرير الامم المتحدة للتنمية البشرية العربية لعام 2009 ، حيث رصد التحديات التي يتعرض لها امن الانسان العربي متحدثاً عن تهديد للحريات وممارسات تعذيب عدة وبطالة فضلا عن تعاظم الإساءة للمرأة وزيادة معدلات الفقر والتصحر.
وقال التقرير الذي وقع في 288 صفحة "في اعقاب احداث 11 سبتمبر/ايلول 2001 اصدر معظم البلدان العربية قوانين لمكافحة الارهاب تقوم على تعريف فضفاض لمفهوم الارهاب ومنحت هذه القوانين الاجهزة الامنية في الدولة صلاحية واسعة في بعض المجالات التي تشكل تهديداً للحريات الاساسية في مواضيع اخرى".
اضاف التقرير الذي جاء تحت عنوان "تحديات امن الانسان في البلدان العربية" أن "اجهزة الدولة تمارس انتهاكها حقوق المواطنين في الحياة والحرية من خلال التعذيب والاحتجاز غير القانوني ودونت المنظمة العربية لحقوق الانسان امثلة على ممارسات التعذيب في ثماني دول عربية بين عامي 2006 و2008". وتحدث التقرير عن احكام عرفية مشيراً الى ان الكثير من مواطني البلدان العربية يعيشون في حالة من "انعدام الحرية". و ان "العلاقة بين الدولة وأمن الانسان ليست علاقة سليمة، ففيما يتوقع من الدولة ان تضمن حقوق الانسان نراها في عدة بلدان عربية تمثل مصدرا للتهديد ولتقويض المواثيق الدولية والاحكام الدستورية الوطنية".
واشار التقرير الى ان "الذي يهدد امن الانسان العربي يتجاوز مسألة النزاعات المسلحة ليشمل قضايا اخرى اساسية منها التدهور في البيئة والوضع الهش لعدد كبير من الفئات الاجتماعية والتقلب الاقتصادي الناتج عن الاعتماد المفرط على النفط والانظمة الصحية الضعيفة وعدم خضوع الاجهزة الامنية للمساءلة". وشدد هذا التقرير على ان "اخفاق الدولة الذي يكمن وراء ازمةمدى تأثير اداء الدولة في امن الانسان...
وما أثار أنتباهى هو ما قاله رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة في الاحتفال بصدور هذا التقرير حيث قال "من دون النجاح في الوصول الى حل لازمة الصراع العربي الاسرائيلي حلا نهائيا وعادلا لن نتمكن من حماية الامن الانساني العربي". وقال "لا نمو ولا تنمية ولا تقدم ولا تطور ولا رفاه بالقدر الذي نحتاجه في العالم العربي مادام الكيان الاستيطاني الاسرائيلي مستمرا في فرض هذا الصراع وبشكل متصاعد منذ أكثر من 60 عاما".
           قرءاة فى الحقائق والأرقام
وقبل أن أعبر عن وجهة نظرى المتواضعه فى هذه الكلمات التى تذكرنى بمثل مصرى يقول (حجة البليد مسخ التخته) أود أن أستعرض بعض الحقائق والأرقام المهمة.
فالإتهام بهدر أمن الأنسان العربى كما جاء بالتقرير مسئولية الحكومات العربية فى الأصل التى تتذرع بالقهر أبتغاء تحقيق الأمن ، ولكن السيد/ فؤاد النسيوره وجد أنها مناسبه لأتهام إسرائيل بتقويض أمن المواطن العربى وهدر الأمكانيات ، والحاله المتردية التى رصدها التقرير للمواطن العربى المقهور.
وبديهى أنه بما أن إسرائيل سبب هذا البلاء فالمفترض أن تئن وتشكو ، ويعانى مواطنيها من القهر من باب أولى حماية لأمنها المهدد من جيرانها وأعدائها ، وأن يعانى أقتصادها أشد المعاناة ، وتتوقف عجلة التنمية فيها بالبناء على ذلك.
الحقائق والأرقام تقول أن أسرائيل التى قامت فى 15 مايو 1948 كدولة على ربع مساحتها الحالية يبلغ عدد سكانها 7.282.000 نسمة وفق أخر أحصاء ، ونسبة المياة لمساحتها الحالية 2% ويبلغ حجم الناتج القومى لها 188.936 مليار دولار ، يبلغ نصيب الفرد منها 27.147 دولار .
ويبلغ الناتج المحلى لها 164.103 مليار دولار ، نصيب الفرد منها 23.573 دولار ، ووضع مؤشر التنمية البشرية لها مقياس قدره 932. وهو تقدير مرتفع.
وقد تناوب على قيادتها تسعة رؤساء فى خلال الفترة من 1948 إلى الآن بأنتخابات حرة مباشرة.
وأقرب البلدان العربية مقارنة بها من حيث تاريخ الأستقلال والسكان وكمثال هى الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الأشتراكية العظمى (لاحظ الأسم الذى يدلك على أمبراطورية) والتى أستقلت فى 10 فبراير 1947 ويبلغ عدد سكانها 6.410.336 نسمة ويبلغ الناتج القومى لها 90.627 مليار دولار ، نصيب الفرد فيها 12.700 دولار.
وقد تناوب على حكمها فى خلال الفترة من 1947 إلى الآن ـ رئيسين فقط هما المغفور له بأذن الله الملك إدريس السنوسى ، والأخ العقيد قائد الثورة معمر القذافى أمد الله فى عمرة !!!
أما مصر التى تأسس الحكم فيها سنة 3150 قبل الميلاد وأستقلت فى العصر الحديث فى 22 فبراير 1922 فيبلغ عدد سكانها 76 مليون نسمة والناتج المحلى لها 442.640 مليار دولار ونصيب الفرد منها 5898 دولار !!!
وتناوب على حكمها منذ أستقلالها 1922 إلى الآن سبعة رؤساء هم السلطان حسين كامل والملك فؤاد الأول والملك فاروق الأول واللواء محمد نجيب والبكباشى جمال عبد الناصر والرئيس المؤمن أنور السادات ـ رحمة الله عليهم جميعا ـ والرئيس حسنى مبارك أمد الله فى عمرة.
أما الجمهورية العربية السورية التى استقلت فى 17 أبريل 1947 فيبلغ عدد سكانها 19.405.000 نسمة والناتج القومى لها 71 مليار دولار نصيب الفرد منها 5735 دولار !!!
وتناوب على حكمها 17 رئيس قضى منهم 15 رئيس بأنقلابات عسكرية بينما غيب الموت الرئيس القائد الحافظ الأسد ليخلفة أبنه بشار بعد ولاية عبد الحليم خدام الموقتة (ثلاث ليال).
وتنفرد الدول العربية وفق هذا السجل بالأرقام القياسية للبقاء على رأس السلطة ، حيث نجد الأخ العقيد قائد الثورة / معمر القذافى يرأس الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الأشتراكية العظمى منذ 1/9/1969 أى منذ 40 سنة ،
بينما يغيب الموت أو الأنقلابات العسكرية معظم الباقيين حيث يعتبر قضاء الله وقدره سبيل تغيير نظام الحكم وتفعيل تداول السلطة فى البلدان العربية.
وعندما يرصد تقرير التنمية البشرية فى العالم العربى حقيقة هامة هى أن "اجهزة الدولة تمارس انتهاكها حقوق المواطنين في الحياة والحرية من خلال التعذيب والاحتجاز غير القانوني فلا معنى للقول على لسان السيد/ فؤاد السنيورة أن الحكومات العربية لن تتمكن من حماية الامن الانساني العربي". وأنه "لا نمو ولا تنمية ولا تقدم ولا تطور بالقدر الذي نحتاجه في العالم العربي مادام الكيان الاستيطاني الاسرائيلي مستمرا في فرض هذا الصراع وبشكل متصاعد منذ أكثر من 60 عاما".
ألم أقل لكم حجة البليد
تتقدم إسرائيل وسط أحتدام الصراع ، تتفوق على 26 دولة عربية بأمكانياتها ، تهزم جيوش وأمكانيات ، تتقدم ولا تعانى ... تعرف تداولاَ سلميا للسلطة ، تقدم نموذج للأعلام الحر والصحافة التى تتناول الرئيس ، بل يصل الأتهام ويطول رئيس الوزراء ، ورئيس الدولة ويتم إقصاء كلَ منهما من دون المساس بالصحافة أو الصحفيين ...

بينما لازالت هناك دول يختفى فيها الكتاب ، ويغتال الصحفيين ، بل وصل الأمر إلى ملاحقة المدونيين ، ومراقبة مواقع الشبكة الدولية للمعلومات ، ولازال الأعتقال القسرى تحت قوانين الأحكام العربية مستمر...

لقد رصد التقرير رصد التحديات التي يتعرض لها امن الانسان العربي موضحاَ أنها تشمل التهديد والقمع المباشر للحريات وممارسات تعذيب عدة وبطالة والإساءة للمرأة والفقر والتصحر وكلها مسئولية الحكومات فقط ،

لكننا نبحث عن أفضل شماعه للحكام ، وأحسن تبرير للفشل دوماَ ، وليس هناك أفضل من اسرائيل وبدلاَ من أن نواجة القمع ، ونوقف التعذيب ، ونسعى نحو تنمية حقيقية علينا فقط أن نقول لولا أسرائيل كانت عيشتنا تبقى جنة...

لا أحد يريد أن يعترف أن الحرية والأمن مفتاح حقيقى للتقدم ، والأدلة والحقائق والأرقام لاتكذب ، ولكنها تفضح الكاذبين...

وقف الشريط فى وضع ثابت

فى ذكرى ثورة يوليو أحلى ما كتاب الراحل صلاح جاهين "وقف الشريط فى وضع ثابت" التى كتبها فى رثاء ناصر ...

وقف الشريط فى وضع ثابت
دلوقتى نقدر نفحص المنظر
مفيش ولا تفصيلة غابت وكل شىء بيقول وبيعبر
من غير كلام ولا صوت اول ما ضغط الموت على زر فى الملكوت
بخفة وبجبروت فى يوم اخبر
وقف الشريط فى وضع ثابت
دلوقتى نقدر نفحص الصورة
انظر تلاقى الراية منشورة
متمزعة لكن مازالت فوق بتصارع الريح المسعورة
انظر تلاقى البلاد اجيال ورا اجيال رافعاها باسترسال
ونزيف دماء سيال على الجبهة
وفى عنفوان النضال
وقف الشريط فى وضع ثابت
خللى المكانجى يرجع المشهد
عايز اشوف نفسى زمان وانا شاب داخل فى رهج الثورة وانا غضبان
ومش عاجبنى جن او انسان
قاللى المكانجى رجوع مفيش عيش طول ما فيك انفاس تعيش
بص شوف ركن الشباب فيه الف مليون شاب
ومش عاجبهم لا وصى ولا اب
انظر اليهم وانت تتذكر
ليه ضربة صابت وضربة خابت وضربة وقفت بالشريط فى وضع ثابت
انظر وشوف ع المهل براحة
الشمس وسط القبة قداحة
والقدس واقعة والحرم منداس
صوت الجرس والاذان على قلبها حراس
وادى بطلها هل فى الساحة
قلب الحجر فى الايد بيغلى حماس
قال المكانجى بنوم وانا مكلوم
قال المكانجى والشريط شغال
مالكش تسأل سؤال
انظر وشوف الحق لما انهان
انظر وشوف الآن
بوكرة بقى امبارح فى حضن زمان
وبعد بوكرة فوق همومك فات
مفيش شريط مأجور ولا خوان
ولا شريط له بيبان