مواضيع اليوم

لاداعي للتظاهر غدا لقد وصلت الرسالة

عبد الرحيم الكعبي

2011-02-24 20:35:01

0

لاداعي للتظاهر غدا لقد وصلت الرسالة

عبد الرحيم الكعبي

لقد اصبح واضحا بالنسبة لجميع الذين خططوا للاشتراك في مظاهرات يوم الجمعة 25/2/2011 في العراق وبالذات اصحاب النوايا الطيبة منهم ان الرسالة التي كانوا ينوون ايصالها الى الحكومة العراقية قد وصلت فعلا وتمت قراءتها بوضوح وان الحكومة بكل مكوناتها قد ادركت ان صبر الشعب بدا ينفذ وان لا مزيد من الوقت لاضاعته في المهاترات السياسية بين القوى المشتركة في الحكم سواء في مجلس النواب او مجلس الوزراء او مجلس الرئاسة وان المظاهرات التي من المزمع اقامتها غدا ستكون الانذار الاخير للحكومة قبل ان ينفجر الوضع السياسي ويتحول الى ثورة من الغضب الشعبي لا تعرف عقباها!

لقد وصلت الرسالة التي اراد المتظاهرون ايصالها وادركت الحكومة بوضوح انها مالم تفعل شيئا لمعالجة الوضع الخدمي المتردي وايقاف الفساد المستشري في مفاصلها وايجاد فرص عمل للمواطنين وغيرها من المطالب المشروعة فان عمرها لن يكون طويلا وسوف يكون عليها اما التنازل عن السلطة بصورة سلمية او قبول النتائج التي تنجم عن تزايد حركة الاحتجاج والرفض في الشارع العراقي.وقد صار واضحا ايضا بعد الاجتماع الذي ضم جميع المكونات المشتركة في الحكم من مختلف اطياف الشعب العراقي ان النتائج المترتبة على تجاهل الحقوق المشروعة للمواطنين سوف لن تقتصر على فئة او طائفة او مجموعة بل ستكون بين الشعب العراقي ككل في مواجهة جميع الاحزاب والتكتلات المشتركة في الحكومة مهما اختلفت انتماءاتها وخلفياتها الدينية والعرقية والسياسية!

ونضم هنا صوتنا الى اصوات الداعين الى تاجيل المظاهرات في الوقت الحاضر لسببين :

الاول هو القناعة المتزايدة لمن يراقب حركة الاعلام والانترنيت ان هناك قوى معادية للشعب العراقي من ارهابيين وطائفيين وبعثيين وغيرهم سوف يحاولون توظيف هذه المظاهرات لخدمة اهدافهم الخبيثة الرامية الى نشر الفوضى والعنف باي وسيلة ممكنة بحيث تصعب السيطرة عليه مما يفتح امامهم المجال ربما للسيطرة على الساحة العراقية كما كان يحدث في السنوات السابقة التي تلت سقوط نظام صدام.

والامر الثاني هو اعطاء المجال للحكومة العراقية التي ماتزال تشكيلتها الحكومية غير مكتملة لحد هذه اللحظة لتدارك نقاط الخلل والفساد وايجاد الحلول المناسبة لمشاكل المواطنين المستشرية وارى ان فترة الستة اشهر كافية لتقييم ما يمكن ان يكون بامكان الحكومة فعله لاصلاح ادائها وايجاد حلول مناسبة لمشاكل المواطنين وبعد ذلك اذا وجد الناس ان الوضع لم يتغير بالاتجاه الايجابي فمن الممكن ان يخرجوا الى الشوارع مطالبين الحكومة بالاستقالة والدعوة الى حل البرلمان واجراء انتخابات جديدة تكون فرصة متاحة لاختيار ناس اكثر اهلية لخدمة الشعب.

وبناء على ذلك كله ندعو الى ان تتغلب الحكمة والعقلانية على الاندفاع العاطفي وردود الفعل المتسرعة وان تكون المصلحة العامة والحرص على الامن والاستقرار في مقدمة الاولويات التي يجب الحرص على مراعاتها خصوصا ونحن نعلم ان قوى الارهاب ما تزال موجودة على الساحة العراقية وما حدث اليوم في محافظة الانبار من عمل ارهابي راح ضحيته عدد من المواطنين الابرياء ما هو الا تذكير بوجود هؤلاء بيننا وانهم سيسعون بكل الوسائل الى نشر العنف والفوضى والعودة بالعراق الى الماضي الذي مازالت اثاره ماثلة للعيان.علينا ان نتفكر في العواقب وان نقيم المخاطر المحدقة ببلدنا قبل ان نقدم على اي عمل قد لا تكون نتائجه محسوبة بدقة وقد يضعنا امام احتمالات لسنا مستعدين لمواجهتها خاصة ان اسس النظام الجديد في العراق ماتزال غير راسخة وقد تتهاوى في اي لحظة اذا ما هبت عليها رياح الاعاصير القوية!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !