لاجئو المهدي المنتظر
من مشرق الأرض لمغربها يجوب الأرض شرقاً وغرباً أٌناسٌ متعددي الأعراق والأديان والثقافات يٌطلق عليهم لاجئون تركوا الوطن الأم بحثاً عن مأوى أمن , مسلمي بورما وأفريقيا الوسطى ليسوا أخر البشر بل للفلسطينيين السبق والسوريين اليوم والعراقيون الأمس والليبيون واليمنيون هذه الأيام فكل شبرِ على هذا الكون يزخر بمخيمات اللاجئين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وقعوا ضحية للتطرف والإرهاب السياسي والديني والعرقي الذي لا يرحم أحداً ولا يستثني أحد وهم أفضلٌ حالاً من أناسٍ بلا مأوى يلتحفون السماء ويفترشون الأرض !.
لاجي مفرد لكلمة لاجئون وتدل على أن ذلك الشخص ذكراً كان أو أٌنثى صغيراً أو كبيراً إنسان مثله مثل إي إنسان يستحق حياة كريمة ولا يستحق أن يدفع ثمن تطرف سياسي أو ديني أو عرقي أو مذهبي بغيض يقوم به ويمارسه حفنة من البشر تبني أحلامها وأمجادها على أجساد وأكتاف أولئك الأفراد , مفوضية شؤون اللاجئين مثلها مثل أي منظمة تابعة لهيئة الأمم المتحدة ينحصر دورها في الإغاثة والدعم وإنفاق ما يصلها من مساعدات على اللاجئين لكنها لا تستطيع حل معضلة اللاجئين , السبب الرئيسي لوجود لاجئين هو سياسي عنصري طائفي في المقام الأول فالصراعات أصل المشكلة وبدون حل جذري لتلك الصراعات حلٌ يٌعيد الحقوق إلى أصحابها لا يمكن القضاء على ظاهرة اللجوء وعبور الحدود بحثاً عن مأوى وهرباً من الموت ومشاهد الدم والدمار , مخيمات اللاجئين أشبه ما تكون بحظائر الأغنام والاستغلال الجسدي والجنسي واستغلال الأطفال في مختلف العمليات الغير مشروعة أمرٌ لا مفر منه وهذا ما يحدث بشكل يومي ومتكرر في مختلف المخيمات التي أٌقيمت للاجئين بمشارق الأرض ومغاربها , الشخص الذي قاده القدر للجوء إلى بلدٍ مجاور هرباً من آلة الموت يستحق أفضل معاملة وهذا واجب المنظمات الدولية بلا استثناء وأول خطوات المعاملة مساعدة ذلك الشخص في العودة إلى بلادة وانتزاع حقوقه ومساعدته في بناء حياة أمنة ومستقرة !.
المسلمون كغيرهم يتعرضون للاضطهاد خاصةُ في البلدان التي يشكلون فيها أقلية مقارنةً بالأديان الأخرى ماذا قدمت لؤلئك المضطهدين المسلمين منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات التابعة لها وماذا قدمت لضحايا الحروب والنكبات بداً من فلسطين وحتى اليمن اليوم , بلا شك فقد قدمت الكثير لكن دون أثر حقيقي على الأرض لأسباب سياسية وتمويلية ولا نغفل عن الخلافات التي تعصف بالعالم الإسلامي فهي تشكل الرقم واحد في ضعف دور منظمة التعاون الإسلامي وهذه هي الحقيقة !.
أعداد اللاجئين في تزايد مستمر والسبب صراعات داخلية وخارجية عابرة للقارات وتلك معضلة تستوجب من المفكرين والسياسيين بالعالم العربي والإسلامي التصدي لها وحل ملفات عالقة كانت سبباً في وجود اللاجئين على أرض الواقع كالملف السوري والفلسطيني والعراقي واليمني والليبي وملف الأقليات المسلمة وغيره من الملفات السياسية وما يرتبط بها من ملفات حقوقية وإصلاحية التي تشكل أرضية للصراعات بشكل مباشر وغير مباشر فهل سيتحركون لمواجهة ظاهرة اللجوء دعماً وحلاً أم أنهم سيتركون الأمر على ما هو عليه منتظرين المهدي المنتظر ؟؟!
التعليقات (0)