مواضيع اليوم

لابد من عقوبات رادعة للتجـار الخونة

مصعب المشرّف

2013-06-26 03:26:33

0

لابد من عقوبات رادعة للتجار الخونة

جاء القبض مؤخرا على بعض التجار (الجلاّبة) المهربين لبضائع وسلع تموينية داخل شاحنات متوجهة من المركز إلى بعض متمردي الجهات في الأطراف . جاءت دليل دامغ على مقولات كثيرة حول دور هؤلاء الجلابة وسائقي الشاحنات الخونة في إستنزاف الإقتصاد الوطني من جهة ، وتزويد متمردي الجهات عامة ودولة جنوب السودان خاصة بكثير من المؤن والأغذية التي تعينهم على الحشد العسكري والعمليات العدائية المسلحة ، التي أصبحت تحصد أرواح المواطنين العزل في المقام الأول . وتخرب الكثير من منجزات تنموية وخدمية تخدم المواطن العادي أيضا .. وحيث تبقى العمليات العسكرية لمتمردي الجهات في نهاية المطاف شبيهة بالعقوبات الأمريكية التي لايتضرر منها سوى المواطن العادي الفقير .

التوعية الإعلامية لن تفلح وحدها في تغذية الإحساس بالوطني ؛ وتقويم إعوجاج كبار السن خاصة والأميين عامة .. ثم أن بريق المال في هذا الزمان أصبح يعمي البصر والبصيرة ويقتل الضمير في أقل من جزء من أجزاء الثانية الزمنية.
كنت قد أشرت في مقال سابق لي مؤرخ في 12/6 الجاري بعنوان (التعديل في الجهاز السياسي للدولة أصبح ضرورة) لدور هؤلاء الجلاّبة في إختراق الحصار الذي تحاول الحكومة فرضه على متمردي الجهات ودولة جنوب السودان .. وقلت أن هؤلاء الجلابة على إستعداد لبيع أمهاتهم في سبيل جني الأرباح ورفع أرصدتهم النقدية ...

واضح أن القوانين السارية ليست رادعة بما يكفي .... ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" .... ومن ثم فإن من واجبات الدولة والجهات التشريعية العمل على إعادة النظر في القوانين المطاطية السارية المتعلقة بالتهريب. والفصل بين التهريب في الظروف العادية (إن كان هناك عادية) .. وبين التهريب في حالة الحرب ووظروف التوترات المسلحة المتمردة.

أقل ما يجب سنه من قوانين هو سحب الرخص التجارية نهائيا من هؤلاء الجلابة ، ومنعهم من ممارسة التجارة بأي شكل من الأشكال أو تحت أي مظهر من المظاهر، سواء بالتعامل لحسابهم الخاص. أو التعامل بإسم الغير ؛ أو التعامل بوصفهم عاملين وموظفين لدى تجار .... وأن تصدر هذه الأحكام من جهات قضائية . وبذلك يتم إغلاق الطريق عليهم تماما حاضراً ومستقبلاً بإعتبارهم خونة .

وعلى هذا النسق يتم إيقاع العقوبة الرادعة بسائقي الشاحنات ومساعديهم . بحيث يتم سحب رخص السواقة منهم نهائياً حتى الممات. وحرمان مساعديهم مدى العمر من الحصول على رخصة سواقة عامة أو خاصة ....
وفي حالة ثبوت ملكية الشاحنات لهؤلاء الجلابة أو السائقين ، فيجب أن تتم مصادرتها نهائياً .
ويضاف إلى هذه العقوبات أعلاه عقوبات أخرى بالسجن والغرامة ، ومصادرة كافـة الأرصدة المالية والممتلكات العينية عدا منزل الأسرة .
لايساند السلام إلا القوة الرادعة بكافة أشكالها العسكرية والإقتصادية والقانونية المتشددة . وحيث أثبتت أحداث أم روابة ومأساة أب كرشولا أنه لامجال للتراجع للوراء . وأن الحال بعدهما لن يكون كما كان عليه قبلها .... جرى العمل وفق هذا المفهوم والطرح والقناعة كان بها .. وإلاّ فعلى الوطن السلام.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من غشنا فليس منا . والمكر والخديعة في النار" .. والذي أفهمه من هذا الحديث الشريف الصحيح مرفوعاً عن إبن مسعود رضي الله عنه أن "العزل" التجاري والمدني يـظلان هما العقوبة المبدئية التي يجب إيقاعها بأمثال هؤلاء المهربين كافة . والمكر والخديعة في النار .. نار جهنم في الآخرة .... وحبذا لو أضفنا لها نار الدنيا لتحرق كل ما كسبه تجار الحرب هؤلاء من جلابة وسائقين وأصحاب شاحنات من أموال خيالية على حساب الوطن والمواطن.
وعليه فإنه ومن هذا المنطلق ؛ تجيء الضرورة والحاجة الماسة إلى تشديد الغقوبات الرادعة على التجار المهربين . وعلى كافة من يساعدهم من السائقين والمساعدين وأصحاب الشاحنات..... وكل موظف وعنصر منحرف ، عديم الأخلاق والوطنية والضمير في الخدمة المدنية أو النظامية يساعدهم في نقطة الإنطلاق والطريق.

نحن الآن في حالة حرب حقيقية ... وحالة الحرب تتطلب فرض حالة الطواريء . أو درجة من درجات السلامة الوطنية على أقل تقدير .
من يظن أن إدارة الحرب تكون بالبندقية والمدفع وحدهما فهو مغامر .. ومن يظن أن المفاوضات وحدها هي السبيل لإنهاء الحرب فهو جبان رعديد أجوف .... ومن يظن أن التراجع عن القرارات حكمة فهو عبيط سفيــه.

وتظل القرارات الحاسمة الراسخة والعقوبات الرادعة ، والحصار الإقتصادي المحكم المؤثر ؛ هي أهم الأسلحة التي تستخدمها الدولة في مواجهة أعداء البلاد في الخارج، والمخربين في الداخل ..

من لا يتعلم من حاله فهو حمار ..... فلماذا لا نتعلم من حالنا ؟؟ ألا تعي الدولة والشعب المدى الذي تؤثر فيه العقوبات الدولية ، والحصار الغربي الأمريكي غير المعلن علينا ؟ .. فلماذا والحال كذلك لا نتعلم من أنفسنا ناهيك أن نتعلم من أعدائنا؟

إغلاق أنبوب النفط في وجه العدو لايكفي وحده كإجراء رادع .. يجب تطبيق الحصار الإقتصادي الخانق بكل الدقة والإحكام في مواجهة دولة جنوب السودان المستجدة ... هذه الدولة الموتورة قياداتها ، والمتعطشة لدمائنا بأي ثمن . هذه الدولة التي تعاني قياداتها تجاهنا عقدة الدونية المزمنة ، وأصبح لا هم لها سوى إثارة المتاعب لنا. وإشعال الحروب علينا بالوكالة ، مستغلة نهم متمردي الداخل للسلطة والثروة ، ونهم فلول مرتزقة القذافي الأفارقة إلى المال والرفاهية والجنس والدعة .

لايمكن إدارة الحرب من الباب وترك النافذة مفتوحة في ذات الوقت.... يجب إذن وعلى أقل تقدير العمل بقوة ودقة وتمام لجهة إغلاق الباب والنوافذ بإحكام ، لمنع إمداد هؤلاء الأعداء من جهة ، والمخربين والمرتزقة في الداخل من جهة أخرى بأية مؤن أو أغذية تعينهم على نجاح مساعيهم لنشر الرعب وسط المواطنين العزل .. ولن يكون ذلك إلا بسن اقوانين جديدة رادعة لا تراجع ولا تهاون في تطبيقها بحذافيرها على الكبير والصغير ، الضعيف والشريف .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات