مواضيع اليوم

لابداع في تطوير الخطاب الاسلامي

سلام الهدى

2010-09-23 18:53:58

0

الابداع في تجديد الخطاب الاسلامي
ان تجديد الخطاب الديني الإسلامي لم يعد ضرورة محلية فقط، بقدر ما أصبح حاجة عالمية، تهم المجتمعات العربية والإسلامية بمختلف تلويناتها، ويتوجب عليه أن يقف على تخوم الماضي نقداً ، و أن يتمسك بالحاضر ويتطلع الى المستقبل كذلك.
وهذا يفترض وجود مقاربات ووسائل بحث وعمل جديدة، تختلف عن تلك المستوحاة من النقد الكلاسيكي والنصي للفكر الديني وهو مانعبر عنه بالابداع الفكري والذي نقصد به استيعاب حركة التجديد والتعبير بفكرجديد يناسب التطور الزمني لهذا التجديد من غير التجاوز لاصوله العقيدية
كما أن موضوع تجديد الخطاب الديني، يطال الفكر الحامل لهذا الخطاب، والتمييز بين تلويناته وهو استئنافً للبحث في مستقبل المجتمعات العربية والإسلامية، وبناء علاقتها به على أساس الشراكة مع العالم، ، التي أخذت تعصف بالعالم الإسلامي في ظل مايسمى بالعولمة
كماان الاساس لاي بداية في تجديد الفكر الديني الإسلامي يقوم على ايجاد نقطة الوصل بين الفكر الإسلامي والحداثة. وعليه فإن المجتمعات الإسلامية عليها اختيار الحداثة التي تستند الى الوعي لذاتها و رفضها لاية هوية لا قيمة لها، تقود الى الإقصاء والاستبعاد
وهنا لابد من الملاحظة ان النقاش حول الإسلام، بل الصراع على الإسلام، منذ 11 أيلول 2001 يخفي وراءه أبعاداً جيوسياسية وجيوستراتيجية، ذلك أنه صار جزءاً من معادلة السياسة الدولية بعد أن تحول الإسلام الى فاعل دولي، في صورته المتطرفة وليس في صوره المتعددة. وبالتالي صار النقاش حول تجديد الفكر الديني يتجاوز البعد العبادي الديني الى معارك عديدة، تدخل في سياقات عديدة، إقليمية ودولية
كما ان تجديد الخطاب الديني يحتاج الى إصلاح سياسي، واتفاقا حول السبل والغايات والقيم الأساسية التي ستتحكم في إعادة بناء المجتمعات العربية والإسلامية المنهارة والمتردية، و يجب ان يسبقه تحرير الدين من الاستخدامات والتوظيفات السياسية والاستراتيجية. وبالتالي بناء وعي ديني جديد، ينهض على الممارسة الشخصية والخصوصية واستقلال المبادرة الشخصية .
وهنا لابد من الملاحظة الى اثر الغياب الفكري والمدني المؤسساتي للحداثة ، مما جعل الناس تنغمس بشكل آلي في حداثة أفرغت من قيمها .
واخيرا ان ما نعيشه اليوم في المجتمعات العربية لا يعبر عن مأزق الفكر الديني بقدر ما يشير الى مأزق سياسي واجتماعي، بسبب النقص قي تنمية الحريات الإنسانية وتشجيعها، (الفردية والجماعية). لذلك بقيت هذه المجتمعات من دون هوية، وحرم الإنسان من قيمه الذاتية والشخصية .وهذا مما يدل على صعوبة هذا التجديد للخطاب الابداعي الاسلامي .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !