هذا العنوان هو بالضبط الوصف و التفسير الواقعي و المنطقي لأي استنفار أو هجوم معاكس يواجه به كل من تسول له نفسه التعرض لذات "اسرائيل".
في هذا السياق بالتأكيد لم يكن ما حدث مع الصحفية هيلين توماس باستثناء أو حالة عابرة، ما حصل مع هذه الصحفية من ارهاب فكري هو عملية ممنهجة و دائمة و مستدامة لأن حالة الكيان الصهيوني الوجودية و السياسية تتطلب هذا الإستنفار و التيقض الدائم و الإستعداد للرد بكل حزم قد تصل نتيجته الى يجبر المرء على الإستقالة من منصب عرف كيف يتعايش مع حساسيته لمدة عقود كما هو الوضع مع السيدة توماس، كل ما سبق سببه أن الحالة الصهيونية حالة هشة و رخوة و المشكل الأهم الذي تعاني منه أن عوامل بقائها عوامل خارجية عنها.
لذلك مثلا في امريكا بامكانك أن تسب ليل النهار الرئيس الأمريكي و تنتقده بشراسة و هو ما كانت تفعله هيلين توماس و تبرع فيه، الا أنك لا تستطيع أن تتفوه بنصف كلمة في ما يخص (اسرائيل). و هذا شئ مفهوم و معلل، فعندما يفتقد شئ ما لعوامل وجوده الذاتية يجب ان تخلق عوامل خارجية لديمومته و هذه هي الحالة الصهيونية في فلسطين المحتلة بامتياز.
فالصهاينة يعرفون و كل العالم يعرف أن هيلين توماس لم تجانب الحقيقة في ما قالته بخصوص الصهاينة، و لكن مع (اسرائيل) ليس من المطلوب على الإطلاق ان تقال الحقيقة بل المطلوب أن ترسخ (حقائق) بديلة تصب في تثبيت دعائم (بيت العنكبوت) المتهالكة.
ففي الظاهر يبرز و كأن هذا الإستنفار دليل على القوة السياسية و الإعلامية التي تحظى بها الحالة الصهيونية في امريكا و في العالم و هذا تحليل صحيح، و لكن التحليل الصحيح الآخر هو انه أيضا مؤشر دامغ على مدى هشاشة و ضعف الجسم الصهيوني الى درجة أنه لا يتحمل مجرد التلميح بالهمز او بالهمس من نافذة شرعيته.
التعليقات (0)