مواضيع اليوم

لأمير قطر مليار تحية

مصعب المشرّف

2010-08-28 13:26:21

0

 

لأمـيـر قـطـر مِليـَـار تَـحِـيـّة

 

مدونان هما "محمد شحاتة" من مصر و "عزام عزام" من العراق شنا في مدونتيهما بموقع إيلاف خلال الساعات الماضية وبدون مقدمات أو أسباب جوهرية مقنعة هجوما غريبا في حق سمو أمير قطر حفظه الله ورعاه لا يشتم منه سوى الحقد والكيد ...... وعليه فإنه ما كان من الحصافة أن يذهب البعض من هؤلاء المدونين وينحى هذا التوجه غير المبرر في محاولة للنيل من دولة قطر الفتية وقائد مسيرة تحديثها والإنجاز الإصلاحي الخارق الذي باتت تشهد له كافة المحافل الإقتصادية بالشفافية. ولا يخفى على أحد أن النمو الإقتصادي القطري في ظل الشيخ حمد بن خليفة حفظه الله هو الأعلى عالميا على الرغم من الأزمة المالية التي تجتاح كافة الإقتصاديات الأخرى في كل أركان الكرة الأرضية وحيث وصل معدل دخل الفرد فيها إلى85,000 دولار سنويا .....
والبعض ممن يترك المحكم ويأخذ بالمتشابه فيرى في مأدبة تعتبر عادية جدا في منطقة الخليج العربي ووفق مداخليهم المالية وتقاليدهم المحلية التي يجب على الجميع إحترامها ..... يرى في وجبة غوزي عادية خلال مأدبة أقامها الأمير للاعبي فريق كرة قدم وطني سببا يهدد الإقتصاد القطري بالإنهيار ويدفعه لمد عينيه إلى ما متع الله به غيره . ولطلب معونة القمح الأمريكية وإعانات وحسنات ألمانيا وفرنسا ودول الخليج النفطية الثرية مثل ما يفعل البعض .
ثم من قال لبعض هؤلاء أن ما يتبقى (وهو كثير) دون مساس من هذه المأدبة لا يذهب إلى الفقراء والمساكين . بل وحتى المقيمين من عامة فقراء العرب والمسلمين العاملين في ربوع دولة قطر؟
ومن قال أن كل ما ساهم به أصحاب النفط العربي من أموال سائلة ومنقولة وإعانات ومعونات ومساعدات للدول العربية والإسلامية قد ذهب أو وصل بالفعل إلى أيدي مستحقيه من الفقراء والمساكين والمحتاجين والمنكوبين في تلك الدول ؟
لن يؤكد سوى المنافق ذلك .... والصحيح أن معظم هذه المساعدات الخيرة كانت ولا تزال تذهب إلى مخازن وجيوب وثلاجات وحسابات المتنفذين الحكوميين في تلك الدول الفقيرة ولا يصل إلى فقرائها سوى بضع عشرات من اللفائف يتم توزيعها أمام كاميرات التلفزيون خصيصا لبثها وإعطاء الإنطباع الكاذب بأن المعونات والمساعدات والهبات قد وصلت لمستحقيها ... وإن هي إلا بضعة أيام حتى تظهر المعونات من خيام ومأكولات معلبة وقنينات ماء ووبقوليات وبطاطين وملابس ودفايات ومراوح ومولدات كهرباء ورافعات مياه ... وهلم جرا .. تظهر في الأسواق الشعبية ينادي عليها الباعة على عينك يا تاجر ..... ومن فتح فمه بكلمة أو حتى تدلى لسانه بجملة إحتجاج فالويل والثبور وأجهزة المباحث بالمرصاد والضرب على القفا وغرز العصا في المؤخرات والأدبار هو المنوال والجزاء الرادع مما يعرفه الوليد قبل الرضيع في بعض الدول ....... وعن هذا وذاك وبعضه حدث ولا حرج.
وبرغم كل ما ذكر فلا تزال دول النفط العربي وعلى رأسها قطر والسعودية والكويت ودولة الإمارات العربية يواصلون عطاءهم بغير حساب إلى المنكوبين من شعوب الدول العربية والإسلامية .... ولم نسمع بشعب عربي أو مسلم أصابته ضائقة أو كارثة إلا وإتجهت أنظاره وإمتدت يده (حصريا) إلى هذه الدول لطلب المساعدات من حكوماتها الأصيلة وشعوبها الكريمة .. ولا ينكر المعروف إلا اللئيم .... ولا يعض اليد التي إمتدت للمساعدة سوى الكلب.

..............................
وبالعودة إلى مزاعم البعض من هؤلاء فيما يتعلق بتولي سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في بلاده أو تعيين ولي عهده . فعلى هؤلاء البعض أن يعرفوا قدرهم وحجمهم الطبيعي ولا يتحدثوا عن أمور إن تبدى لهم تسوءهم مقارنة بما يجري لديهم من ظلم فادح وتجاهل لأحوال الرعية وإستهتار بمطالبها وإن كانت بحجم الإيواء العاجل عقب إنهيار بناية أو سد الرمق وستر العورة المغلظة.....
وأن على البعض أن يعلموا أولا أن مسألة الحكم وقيادة الشعوب لإختراق آفاق المستقبل ليست بمقياس إمتلاك وقف في عزبة أو إدارة كشك بيع سجائر محلية الصنع في حواري روايات نجيب محفوظ أو حتى ميادين بمقياس العتبة و أحمد حلمي ورمسيس .... وأن مصلحة الشعوب ونهضة الدولة التي تجمعهم هي فوق كل إعتبارات عاطفية شخصية أخرى.
...........................
إن توجهات القيادة القطرية إحياء قيم الوطنية وتأصيل التاريخ القطري من خلال أعمال تلفزيونية ودرامية إنما يحسب لها ولا يأتي خصما عليها. خاصة وأن الإقتصاد والمجتمع القطري بوجه عام يشهد طفرة تنموية تستلزم أول ما تستلزم إحكام شد أطراف النسيج الإجتماعي . وحيث لا نهضة تنموية لشعب دون إحياء وتأصيل وتأجيج لمشاعره الوطنية وإستنهاض هممها .....بل وهناك دول عربية وعلى رأسها مصر مثلا قدمت الكثير من الدراما التلفزيونية والسينمائية (بوابة الحلواني على سبيل المثال) التي تحتفي وتستنهض حتى سيرة أحد حكامها الأجانب من أسرة محمد علي أغا باشا الذي وفد إليها جنديا بسيطا ضمن الفرقة الألبانية في جيوش السلطنة العثمانية ثم أفلح في حكمها عام 1805م .
فما بالنا والحال كهذه يستنكر البعض الموتور لأمر في نفس يعقوب أن نستنهض دولة قطر لإذكاء الروح المعنوية تاريخ قبيلة عربية من صميم القبائل التي نعتز بها كعرب؟
لماذا هذا التناقض الذي لا يستحي من ممارسته البعض حين ينهون عن شيء أتوا ويأتون بمثله وأسوأ منه أحيانا كثيرة؟
........................
لقد كانت سياسات دولة قطر الخارجية منذ عهد سمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير قطر السابق ولا تزال في عهد إبنه الشيخ حمد بن خليفة حفظه الله تمتاز دونا عن غيرها بالحكمة وبعد النظر وعدم الخضوع لإندفاعات إقليمية أو إملاءات خارجية .....
وقد كان لموقف قطر من الحرب العراقية الإيرانية أو ما سمي بحرب الخليج الأولى هو أكثر المواقف التي شهد لها العالم وسيشهد لها التاريخ بالحكمة والنهج السياسي السليم وبعد النظر ، حين إختارت قطر وقتها الوقوف على الحياد بعد أن تكشف أمامها خطورة ما يجري من مخطط خارجي يستهدف إستقرار المنطقة . وأن المسألة وكما إتضح لاحقا ليست سوى مسرحية أعدتها المخابرات الأمريكية بدقة وإحكام مستغلة في صدام حسين جنون العظمة والتعطش للمظاهر والممارسات الدونكيشوتية ...... وبالفعل إمتصت وإستنزفت هذه الحرب اللامسئولة نصف إحتياطيات وموارد الخليج العربي وأصابته بأزمة إقتصادية طاحنة لازمته طوال عقد كامل من الزمان . ثم ما لبث أن إنهار إقتصاد العراق ، فكان ذلك مدعاة لتفكير صدام حسين بالصعود إلى الهاوية ففعل فعلته تلك وغزا دولة الكويت والباقي معروف لدى الجميع . ولعل أفدح أثمانه هو دخول الولايات المتحدة بجيوشها إلى المنطقة بعد أن كانت لا تمتلك سوى قواعد عسكرية محدودة الأثر في تركيا.........
ألم تكن حماقات صدام حسين هي السبب في كل هذا؟

.......................
وقبل أن يتحدث البعض عن موافقة قطر على إقامة قاعدة عسكرية في أراضيها ليتهم تناولوا مسألة التهديد الإيراني الجدي لدول الخليج . ومن ثم فإنه إذا عرف السبب بطل العجب .... بل ولعلنا هنا حين ننعش الذاكرة العربية الضعيفة نستذكر مداولات مؤتمر القمة العربية الذي عقد في القاهرة بعد الغزو العراقي للكويت وتصريح السيد حسني مبارك بكل الشفافية أن الدول العربية مجتمعة لا تستطيع جيوشها إخراج العراق من الكويت ..... ومن ثم فإنه وطالما كان الأمر كذلك في مواجهة دولة مثل العراق فما بالنا بدولة مثل إيران لا تخفي العداء التاريخي التقليدي للعرب . وتتمتع بعمق إستراتيجي يتمثل في عدد سكانها الضخم وعدم تمركزهم في مكان واحد وتمتعها بترسانة صاروخية محلية الصنع لا يمكن تجاهل أثرها التدميري في أي هجوم على أهداف تطل على سواحل البحر الأبيض المتوسط ناهيك عن أهداف حساسة وإقتصادية حيوية سريعة الإشتعال والتدمير أقرب إليها من حبل وريدها.
.....................

ثم وأن الطريف والعجب العجاب أن يستنكر البعض إستضافة دولة عربية لوفد إسرائيلي على هامش مؤتمر عالمي ؛ في حين عقدت بلادهم إتفاقية سلام مع إسرائيل وتبادلتا السفراء والقناصل . ورفع العلم الإسرائيلي عاليا يرفرف خفاقا في قلب عواصمهم . بل وذهبت حكوماتهم ابعد من ذلك حين تحالفت مع الولايات المتحدة وإسرائيل ضد شعب غزة من فلسطين. وتستقبل أراضيها وفودا رسمية إسرائيلية من الرئيس ورئيس الوزراء مرورا بالوزير حتى الغفير.
أو حين يستنكر آخرون إقامة قواعد عسكرية أمريكية في بلد عربي ما في حين أن بلادهم تضم أراضيها أكثر من قاعدة عسكرية للأمريكان وتتوسل حكوماتهم وتمسك بتلابيب وأحذية الجيوش الأمريكية الغازية لتبقى مزيدا من السنوات في بلادهم .

ألم يسمع هؤلاء (العرب الأفذاذ) و (المؤمنون الإستثنائيون) بقوله عز وجل في محكم تنزيله : [أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ] البقرة (44)
وقوله من سورة الصف:
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3)]

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا فيجتمع إليه أهل النار ويقولون يافلان مالك ؟ ألم تكن تأمر الناس بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول: بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه] .... ومعنى أقتاب البطن هو الأمعاء.
................
ولعل من أكثر ما يدعو للإستغراق في الضحك أن بعض هؤلاء يطالب أمير قطر وشعبها أن يتخلى عن مظاهر الرفاهية والثراء والنعمة التي وهبها لهم الله ويقسمون أموالهم بالقسط على الفقراء من شعوب العالم العربي والإسلامي ... ألا يعلم هؤلاء بأنه ينبغي عليهم البدء بأنفسهم إن كانوا لا محالة يطلبون من الغير تنصيب أنفسهم جمعيات خيرية ؟ ..... يوجد في مصر أكثر من سبعة ملايين مليونير وأكثر من 1000 ملياردير . ومع ذلك لم نسمع بأحد وزع أمواله أو نصفها أو زكواتها على فقرائها الثلاثة وسبعين مليون المتبقين ..... بل على رالعكس من ذلك لا نسمع سوى بالتهرب الضريبي وتهريب الأموال وهروب رجال المال بعد أن يكونوا قد لهفوا المليارات من البنوك على هيئة قروض.
..........................

سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله يحي رؤساء وأعضاء وفود حركات دارفور المتنازعة خلال إجتماعات الدوحة للتوصل للسلام بين كافة الأطراف في إقليم دارفور

في الختام لا نملك سوى القول بأنه وإن لم يكن يكن لقطر وأميرها الكريم سوى من جمائل على فلسطين والسودان ولبنان لكفاهم ذلك ..... ولقد ساهمت دولة قطر وألقت بكل ثقلها لمعالجة مشكلة دارفور السودانية وكادت تفلح قاب قوسين أو أدنى لولا تدخل الحكومة المصرية لإجهاض إتفاق سلام الدوحة (حتى تفرض شروطها لمصلحتها الخاصة) بزعم حقها التاريخي في السودان .... إتفاق السلام الذي كان على وشك التوقيع بين الأطراف القبلية المتناحرة على الثروة والسلطة في هذا الإقليم السوداني المنكوب . وكل هذا في ظل تقديم دولة قطر مليار دولار نقدا كمساعدة عاجلة للإقليم .... فماذا قدمت غيرها من حكومات جارة تدعي أنها الأجدر بتولي ملف السودان ومشاكل السودان؟ ..... أخشى أنها لم تقدم سوى الفتنة وتسهيلات العودة بالجميع إلى المربع رقم (1) .

السودان وقطر صداقة وعرى محبة وإخلاص لن تنفصم أبد الدهر

ومن هنا .... من أرض السودان وشعبه الفتي العفيف الذي ما اعتاد يوما أن يمارس اللؤم أو يعض الأيدي ، نرسل إلى قطر وأميرها سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه مليار تحية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات