كٌن متابع وليس تابع
الاهتمام بارتفاع أعداد متابعيك بتويتر أو بغيره من مواقع التواصل الاجتماعي آمرٌ مشروع إذا اندرج تحت بند المتابعة لأجل الاستفادة والنقاش أما إذا كان مدفوع الثمن مسبقاً فذلك امرُ غير مشروع اخلاقياً .
مواقع التواصل الاجتماعي أوعية معلومات ووسيلة تواصل وإبداء رأي لكنها تحولت لساحة تصفية حسابات فكرية وأصبحت مواقع للحرب الكلامية والفكرية وإلا كيف نفسر إقدام بعض محبي الشهرة وشامتي الآخرين على جريمة شراء متابعين ليزدادوا شهرة ويبثوا ما يريدون من أفكار وأراء فتلك الجريمة رشوة معلوماتية تندرج تحت بند اتبعني ولك الثمن والعار!
عقول التابعين غابت بلحظة سٌكر فلم تفكر في عواقب اشتراكها بجريمة تضليل الآخرين فالمال أعمى القلوب والأبصار وأصبحت أصابع المغردين بائعي الضمير أسيرة لبطاقة الصراف الآلي ولتوجيهات دافع الثمن .
من حق أي شخص متابعة أي مغرد لكن ليس من حقه اخلاقياً التخلي عن ضميره والاشتراك بلعبة قذرة هدفها الأساسي التضليل والسيطرة والظهور على حساب العقل والفكر.
مواقع التواصل الاجتماعي أشبه ماتكون بصحيفة يٌحررها الفرد بفكرة وبقلمه متى ماشاء وبالأسلوب الذي يختاره لكنها تحولت لمساحة ضيقة للصراع الكبير المحجوب خلف العقول والصدور والفضل في ذلك يعود لمفسدي الذمم والعقول !
كٌن متابع وباعث فكر ولا تكن تابع لاي شخص مهما كبر حجمه واتسع علمه وإدراكه فعندما تكن متابع وباعث فأنت تصنع الجديد وعندما تتحول للتبعية قسراً أو طوعاً فأنت كالمتاع يٌستفاد منك اياماً وتٌهمل أيام وسيأتي اليوم الذي تجد فيه نفسك ملقى بسلة المهملات عندئذِ لا عزاء لك .
اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى .........
التعليقات (0)