مواضيع اليوم

كي لا نبتعد عن أصل المشكلة

salma khalid

2010-06-19 12:33:19

0

من يسمع ويرى وسائل الاعلام العراقية المرتبطة بأحزاب المنطقة الخضراء عموماً والرسمية منها على وجه الخصوص يتصور أن ثمة معركة تدور رحاها بين هذه الأحزاب وحسب ولا وجود لشيء اسمه الاحتلال في العراق!
هذا التجاهل لوجود الاحتلال ودوره الاساسي في كل الأحداث هو الأمر الاغرب لما يدور في وطننا. فمنذ العام 2003 و آلة القتل الامريكية تحصد اراوح العراقيين بالالاف و العالم كله يتفرج الا ما ندر من اصوات حرة هنا او هناك .
الموضوع ليس بجديد.... نعم
هناك الكثير ممن كتب و ناقش و سلط الضوء عليه .... نعم ايضا
العراقيون يقتلون كل يوم وعلى مرئى من كل العالم .... صحيح ايضا
اذا ما الجديد؟
الجديد هو ما سرب قبل ايام من شريط مصور عبر موقع (ويكي ليك) ونقلته بعض الفضائيات وليس كلها لمروحية امريكية استهدفت مدنيين عراقيين فاردتهم شهداء.
وهذه ليست المرة الاولى التي يستهدف فيها العراقيون بهذه الوحشية و بهذا الاسلوب، فسوابق الاحتلال اكثر و اكبر من ان تحصى او تذكر من سجن ابي غريب و ما جرى فيه مرورا بمجازر النجف فالفلوجة مرورا بحديثه فاليوسفيه الى ساحة النسور في بغداد مروراً بمدينة الصدر ومدينة الشعلة في بغداد أيضاً ومروراً بقرى ميسان وديالى ناهيك عن جرائم الاحتلال البريطاني في البصرة و الكثير الكثير غيرها مما ستكشفه الايام القادمة عن حقيقة الوجه القبيح للاحتلال و اللا اخلاقية العالية التي يتصف بها قادة الاحتلال وجنوده على حد سواء ولا يسبقهم بهذه الوحشية سوى المرتزقة الذين جاءوا معهم.
هذه هي ديمقراطية الاحتلال و الاحرى ان تكون ( دم قراطية الاحتلال ) التي اريد لها ان تطفو على دماء العراقيين و نفوسهم .
عندما قرر الامريكان غزو العراق بمعاونة البريطانيين قاموا بالاتصال ( الامريكان ) بغالبية قوى المعارضة العراقية انذاك و التي رفض عدد منها مجرد فكرة الحوارأو الاجتماع بالامريكيين لان النوايا كانت واضحة منذ ذلك الحين.
عقدت اجتماعات عدة بقيادات هذه القوى لخلق غطاءٍ لاحتلال العراق و كما ذكرنا فان بعض القوى المعارضة لم يرتضي لنفسه ان يكون اداة قتلٍ للعراقيين بيد الجيش الغازي و لا مطيةً للمحتل لتنفيذ و تمرير مخططاته و مؤامراته للمنطقة, اما باقي من تبقى من المعارضة فقد ارتضى لنفسه هذا الدور بل و ذهب ابعد من ذلك في ان يكون ملكيا اكثر من الملك , و تم التوقيع على مجموعة من التنازلات والاتفاقيات عن حقوق لا تملكها وتهبها لمن لا يستحقها و بعد و صولهم الى الواجهة وليس حكم العراق كما يريد أن يصور الاحتلال اكملوا ما قد بدؤوه من تكبيل للعراق و استباحة لدم العراقيين و مقدراتهم و هذا يقودنا الى نقطتين اساسيتين :
الاولى :- اذا اخذ كل ما جرى على محمل حسن النية فأن ما جرى يدل على غباء تاريخي سياسي و عجز عن قراءة التاريخ و فهم احداثه و بالتالي استخلاص العبر و الاستفادة منها في الحاضر و المستقبل و بالتالي فأن من يتمتع بهذا القدر من الغباء ليس جديرا بحكم بلد بحجم العراق و تاريخ العراق و شعب العراق و لا يكون اكثر من واجهة مزيفة لآلة القتل الامريكي.
الثانية :- اذا كان هؤلاء السادة ( حكام 2003 و ما تلاها من اعوام و حتى اليوم ) ذوو وعي تاريخي سياسي و حتى عسكري، أي أنهم ليسوا بجهلة حول ما يدور وما يفعلون، اي انهم على علم بنوايا الاحتلال و ما سينتج عن احتلال العراق، فأنهم مشاركون للاحتلال بالقتل و السرقة و التدمير مع سبق الاصرار و الترصد و هي جرائم تعاقب عليها القوانين الجزائية في العالم كله , فما بالك بالذي تثبت عمالته و خيانته للامانة و الوطن و الشعب؟؟
من تلك الاتفاقيات المخزية اتفاقية منح الحصانة لجنود الاحتلال هذه الحصانة التي خولت جنود الاحتلال قتل ما يشاؤون من العراقيين دون عقاب او محاسبة و لا حتى رادع و انسحبت هذه الاتفاقية على عناصر شركات المرتزقة (الاجرامية) الخاصة العاملة في العراق ( كبلاك وتر وغلوبل سيكيورتي وآرمر كروب وغيرها ) و بذلك يكون حكام العراق الجدد قد منحوا الاحتلال صك الغفران مكافئةً له عن اعمال القتل و الاغتصاب و التعذيب الوحشي التي مارسها و ما يزال في العراق.
الأسئلة الذي يجب ان يطرح بعد ما ذكرناه وتستحق ان تتابع و لاتترك ابدا هي :
من الذي يمكن أن يأخذ حق الضحايا العراقيين من المحتل الأمريكي؟
فلا يحق للعراقيين أن يسحبوا جندياً أمريكياً أو مرتزقاً عاملاً معهم الى القضاء العراقي
وترفض دعاوى العراقيين في الولايات المتحدة تحت بند حصانة المعركة الذي تتذرع به المحاكم الأمريكية لرد دعاوى العراقيين كما حصل مع 800 دعوى رفضت جميعاً من قبل القضاء الأمريكي مؤخراً.
وكل من يتكلم عن الاحتلال في الوطن وفي العالم يعتبر ارهابياً ويتابع على هذا الأساس.
والسادة الذين أدخلوا الاحتلال للعراق بحجة أسلحة الدمار الشامل ووقعوا معه الاتفقات و المعاهدات قد اعطوا الاحتلال و الشركات العاملة معه تفويضا بقتل العراقيين و حصانة هم انفسهم لايملكوها من العقاب على هذه الافعال.
والعراق يرزح تحت بند سابع لمجلس أمنِ هو اشبه بالغرفة الخلفية لوزارة الحرب الامريكية و اجهزة مخابرات الاحتلال , و بالتالي فلا حق للعراقيين و لا العراق بمحاسبة الاحتلال حسب اتفاقات و عهود السادة في المنطقة الخضراء اليوم .
 
اذا والحال هذه كيف يمكن لي وأنا العراقي الذي يمكن أن يتعرض للقتل الوحشي على نفس طريقة الفلم المسرب او بطرق الاحتلال الاخرى أن أطمئن على نفسي وعائلتي وأهلي طالما أن هؤلاء الارهابيين الوحوش وهم في طائرات الاباشي يملكون تفويضاً بالقتل والارهاب دون أن تطالهم المحاسبة من قبل أي جهة في هذا العالم؟
كيف يتجرأ قادة الاحزاب المشاركة في النظام أن يتحدثوا وبصلف قل نظيره عن البناء والاستثمار والاستقرار ويطلبون من المستثمرين في العالم القدوم ليضعوا أموالهم في بلادنا بينما طائرات الاباشي تحوم في الأجواء وتطلق النار على من تشاء وتقتل من تشاء دون حسيب ولا رقيب؟
والطامة الكبرى ان يكون جزء كبير من قادة الكتل سياسية هؤلاء ينادون بالديمقراطية و حقوق الانسان , فمن يتستر على الجرائم بل و يشجعها بإفلات الجاني من العقاب هو المجرم أيضاً.
و لايحق للمجرمين ان يحكموا بلدي العراق
و لله الامر من قبل و من بعد




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !