مواضيع اليوم

كيف ينظر الرجل الى راتب المرأة اذا كان اعلى من راتبه؟

شيركو شاهين

2011-04-16 12:07:58

0

تحقيق شيركو شاهين

sher_argh@yahoo.com
بعيدا عن مشكلات الواقع الامني وتردي مستوى الخدمات العامة في البلد وقريبا جدا من مشكلات الاسرة العراقية، والتي اخذت تتزايد من جراء ضغوط معاشية مختلفة لا سعة لدينا لاحتواء اغلبها في هذا المجال الضيق، اخذ العديد من الزوجات يشكين من ان دخلهن المادي المرتفع امسى وبالا ان لم نقل نقمة عليهن! بدل ان يكون نعمة يتنعمون من ثمارها!
وقد يسأل العديد من كلا الجنسين والذين هم بعيدين عن مثل هذه الارهاصات،لماذا وكيف؟، وهل يعقل هذا !! فهل من الممكن ان يتحول الدخل المادي المرتفع الى مشكلة بين الزوجين اذا كانت هذه النعمة قد توفرت من جانب الزوجة على وجه الخصوص؟
ولم تكون هذه العلة سببا قويا فيما يشعر به الزوج في هذا المجال والدافع له بعدها لاشعال نار الغيرة والتباغض؟!
تساؤلات كثيرة حول هذا الموضوع دارت بخاطري كما هي تدور في خواطر العديدين بعد ان اخذ العديد من الزوجات يشكين من ان ارتفاع ادى الى نشوء هوة نفسية كبيرة اخذت في زلزلة علاقتهن بازواجهن؟ فهل يضيق الرجل بزوجته ذات الدخل المرتفع؟!
وحتى لاتأكل خواطرنا الحيرة والتساؤلات، كان يجب علينا ان ندخل العالم الزوجية لبيان حقيقة الموضوع، ولينقشع بعد ذلك أي سوء فهم، فحملت اوراقي وشحذت قلمي وبدأت بالطرق طرقا خفيفا على باب الحلول، ولكن بحذر شديد!!
فتعالوا معنا نرى مدى اختلاف الاراء وتباينها بذات قدر تباين الاشخاص وثقافاتهم،ولنرى نتائج ابحارنا في هذا العالم:
يقول سمير عبد الاله-29-عاما محامي:
لاننكر ان الامور اختلفت كثيرا عن العقود التي مضت وان العائلة العراقية اليوم تطمح اكثر من السابق لتوسيع قدر مردودها المالي ضمن حدود الشرع والقانون، ولكن تبقى لدى العديد من الافراد رواسب توارثها جيل عن جيل فتحدد حين ذاك توجه في هذا الخصوص، ولكي لانبتعد كثيرا اقول انه وبالنسبة لي لا احب ان يكون الدخل المادي لزوجتي اكبر من دخلي، فهذا شيء يدفع بي الى الاحراج، كما ان لهذا الشأن تأثير قد لا استطيع بعده ان احكم حدود الدار، فحكم البيت يكون في يد الرجل هذا ما تعلمناه من خلال ثقافة الجيل الذي نحن منتمون اليه وهو دوما الذي يسعى وراء الرزق، وهو بالتالي تقع عليه مسؤولية الانفاق، فاذا كانت زوجته تعمل وبدخل اعلى منه، فسيحق لها وقتها ان تتعالى عليه، وتذكره بفضلها على بيته واولاده.. خاصة اذا ما كانت ذات ادراك قليل ومن بيئة لا تعي مقدار مثل هذه المسؤولية،مؤدية بعدها الى بخس قيمة الرجل في بيته، وانا ارفض ذلك تماما.
عمر صلاح الدين-32عاما- اعمال حرة حدثنا قائلا: لايستقيم البيت والام فيه تقوم بدور الاب، أي تقوم بالصرف على البيت، وانا اقصد ذلك برغم ان الاب هو الاخر يقوم بصرف كل دينار من دخله على بيته، ولكن كون دخل الزوجة اكبر من دخل الزوج، فذلك مدعاة لان تكون هي صاحبة الامر والنهي في المنزل، فهي من تملك الحصة الاكبر في المنزل، وهي بيدها المنح او المنع، وذلك كفيل بأن يكون قوة ضاغطة على اعصاب الرجل ان يتحملها وبخاصة في مجتمعنا الشرقي، فالرجل رجل وهو الذي ينفق اذ اختصه الله بسعة في الرزق، وهو الذي ينفق في حدود اذا كان من ذوي الدخل المحدود.
آراء متوازنة
هناك رأي معتدل، ليس حادا كالاراء السابقة افادنا به حسام جليل-38- موظف في مصرف الاستثمار، حيث قال: ليس لدي مانع ان يكون دخلها اكبر من دخلي، بل على العكس ستكون هناك فرصة جيدة لرفع المستوى الاقتصادي للاسرة، ولكن بشرط-وهو يرجع لشخصية الزوجة- فلو كانت ذات طبيعة انانية محبة لذاتها وتستأثر بدخلها لنفسها فقط، وتبخل به على الاسرة، فهذا لايجوز بل من الافضل ان تتفرغ للأولاد ولزوجها وبيتها، منعا لحدوث أي تقصير في القيام بواجباتها المنزلية تجاه زوجها واولادها.
ولكن ان كانت ستسعد اسرتها بما حباها الله من سعة الرزق، فليس هناك أي مشكلة، بل سيكون هناك تعاون مشترك بينها وبين زوجها في امور المنزل وتربية الاولاد وتحمل اعبائهم، وهنا لابد ان لا يكون الزوج انانيا، ويترك لها كل الاعباء، ويخلو مسؤوليته تماما، وانها كما تشاركه في الانفاق، يجب عليه مشاركتها في الاعباء المنزلية ايضا.
وهذا الرأي شجعني على مواصلة استكشاف الامر ومعرفة اراء الكثيرين فلقد جدد هذا بداخلي الامل ان اجد اراء اقل حدة بعد ان كنت على وشك ان لا اجد للموضوع وجها اخر مما كان سيصيبني بالاحباط.
عادل احمد-28عاما-صيدلي: هل ارفض نعمة وهبها الله لزوجتي ارضاء لغروري كرجل؟! بالطبع لايجوز.. فوقتها لن اكون انسانا سويا.. بل انسانا يملأه الغرور النابع من ضعف في الشخصية.. نعم.. فالرجولة الحقة لاتكون بالدخل المرتفع او المنخفض لانها لاترتبط بالخلل المادي من اساسه، فهل لاكون رجلا في بيتي لابد ان يكون دخلي مرتفعا؟!.. بالتأكيد ليس هذا شرطا فالرجولة وتحمل المسؤولية كأب وزوج ليس لها علاقة بالنواحي المادية، وانما هي ذات صلة وعلاقة وثيقة بشخصية الرجل ذاته.
وطالما ان الزوجة تشعر بالحب والتقدير لزوجها، فيحبها ويقدرها هو الاخر.. وطالما بينهما احترام متبادل، فلن يشعر الرجل وقتها بأي غضاضة اذا ماكان دخل زوجته اكبر او اقل.
محمد يس-30عاما-محاسب: ليس هناك على الاطلاق اي اشكال اذا كان دخلها اكبر من دخلي، فتلك نعمة منحها الله لها.. فهل لي من اعتراض؟!.. من المؤكد لا، ولاسيما ان لدي قناعة تامة بمبدأ الذمة المالية الخاصة بالمرأة، فمالها لها وحدها ولايحق لي ان اطلب بشيء منه، ولا يحق لي ان انظر له من الاساس سواء كان قليلا ام كثيرا.
هذا غير انني راض تماما عن دخلي، لانه يساوي ما ابذله من جهد، واذا احببت ان ارى اسرتي في حال افضل عما هي عليه، اذن لابد ان اسعى انا لذلك بان التحق بعمل اضافي وليس ان انتظر من زوجتي المشاركة، ولها بعدها كامل الحرية في ان تشارك او لا، ويصح مني ان انتظر منها دفع ضريبة لموافقتي على خروجها للعمل، وانما لها كامل الحرية، طالما انا قد اعطيته الحق في العمل كمبدأ عام، والا فستكون موافقتي على عملها، سببها انتظاري لعائدها المادي من العمل، وهذا ليس من اللائق بي كرجل، ومن هنا فلن يفرق معي دخلها سواء كان اكبر ام اقل من دخلي، ولن يؤثر ذلك على علاقتي بها.
حسن طالب-37-بائع صحف: لايهم ان كان دخل الزوجة اكثر او اصغر من دخل الزوج.. فالمهم ان كله للاولاد، فلو كان الله قد حباها(بقرض) زائد فلماذا اعترض، بل سيكون ذلك جحودا لفضل الله، استحق عليه زوال النعمة، لكن طالما (دينارنا واحد) وجميعه للاولاد وتربيتهم، فليت الله يكثر في رزقها ورزقي،، وهذا فعلا اساس تجربتي .. فزوجتي منذ زمن وهي تتاجر في بيع وتربية الطيور التي اقوم بمساعدتها في العناية بها في سطح الدار، وهذا العمل الى جانب عملي اليومي فتح لنا رزقا واسعا والحمد لله، وكله اولا واخيرا لفائدة البيت والاولاد.
محمد حازم-26عاما-موظف: مهما كان راتبي وما اتقاضاه نظير عملي فسوف ادبر متطلبات بيتي ومصروفات اولادي وزوجتي على قدر ما تتيح لي ظروفي المادية ودخلي الشهري، ولن يفرق معي ان كانت زوجتي ستشاركني ام لا، لانه ليس من العادات والتقاليد التي نشأت ودرجت عليها كرجل، ان انتظر من زوجتي أي مشاركة مادية، فلها مطلق الحرية في ان تشارك او لا، فلا اعترض ان هي شاركت ولا اطلب منها أي مساعدة مالية.
وهنا لم تتزن كفتا الميزان، وانما الجانب المشرق قد ربح، ووجدت ان بعض هذه الاحاسيس السلبية والتي قد يشعر بها بعض الازواج من ذوي الدخل المادي الاقل من زوجاتهم، انما هي حالات فردية، وليست قاعدة عامة لبني الرجال، كما رأيت ان اكشف النقاب عن اراء البعض من بني الجنس الاخر، واسألهن عن تجربتهن ورأيهن.
رأي النصف الاخر:
فاطمة رزاق-38عاما- طبيبة اسنان: في ظل الظروف التي يمر بها المجتمع كله حاليا، فان الاسرة والبيت والاولاد في امس الحاجة لاي دخل مادي يحسن من الوضع المتردي لاغلب العوائل، سواء كان من حظ الزوج ام من حظ الزوجة، ولكن مع وعينا بان هناك ماهو اهم من المادة وجمع الاموال والتمتع بانفاقها، فأنا كأم لا استطيع ان اتناسى دوري الاساسي في رعاية الاولاد نفسيا وصحيا واجتماعيا كما علي ان لا اتناسى دوري كزوجة،، فان توفر العمل الذي لايؤثر على دور المرأة كأم ويراعي ظروفها وقدراتها، فما المانع منه، وياحبذا لو كان عائده المادي مرتفعا.
فالقضية التي لابد للرجل ان يهتم بها ليس ارتفاع دخل زوجته عنه، فهذا ليس شيئا مهينا له او لكرامته كرجل، طالما انه لصالح الاسرة كلها وطالما ان ذلك لايعود سلبيا على الاولاد والاسرة، وعليه ان يسمو فوق مشاعره السلبية والفردية الذاتية النامية في الاساس عن انانية الشخصية، وانما عليه بالاحرى النظر اوالتفكير في صالح الاسرة بأكملها.
عبير فريد -36عاما- موظفة في مصرف الرافدين تقول: ان دخلي الذي اتقاضاه نظير مجهودي واخلاصي في عملي، هو نعمة كبيرة انعم الله بها علي، وعلى من يريد الارتباط بي والزواج مني ان يسعد بهذا سواء كان اقل مني ام اكثر في الدخل المادي، فلن اقبل ابدا ان اتنازل عما وصلت اليه من مركز معنوي جيد في المؤسسة التي اعمل بها ويحقق لي العائد المجزي، في سبيل ان من يريد الزواج مني يشعر بالغيرة او بمركب النقص.. فذلك ليس عدلا او انصافا.. كما انه سيكون تشجيعا مني لاحاسيسه السلبية تلك، اذا انا وافقت على منطقه، وانما علي معالجة هذه المشاعر السلبية لديه من البداية قبل الارتباط.. واذا لم افلح فكل منا في طريقه..
رأي علم الاجتماع
ولكي لانغفل رأي من اعترض على دخل زوجته المرتفع وحتى لانتركه مع مشاعره السلبية.. رأينا ان نستشير اهل العلم في كيفية معالجة امر كهذا، وكيف للزوجة التي تعاني من تلك المشكلة ان تتعامل مع زوجها وتعالج الامر معه بما يكفل الاستقرار النفسي لها ولزوجها حتى تصفو حياتها من أي معكر. وينعما بحياة هادئة ومستوى معيشي افضل في ذات الوقت.
واجابتني عن هذه التساؤلات الدكتورة(نسرين طه) التدريسية المساعدة في مجال علوم الاجتماع قائلة:
في حالة الزوج الذي يضيق بزوجته ذات الدخل المرتفع.. عليه ان يقتنع تماما بان دخلها المرتفع لا يهين كبرياءه ولا رجولته، فلابد ان يثق بنفسه ويعرف ان الرجولة لاترتبط بما يتقاضاه من راتب.
كما انه طالما وافق من البداية على مبدأ خروج زوجته للعمل، فليس من الطبيعي ان يرفض عملها بعد ذلك لمجرد ان راتبها اعلى من راتبه، والا فانه يرهن موافقته على عملها بان يكون ذا عائد منخفض! وهذا بالطبع شيء سخيف، اذن عليه طالما اعطى لها حق العمل ووافق على نوع هذا العمل، الايتضيق طالما اثبتت كفاءة تستحق الراتب الكبير.. بل على العكس لابد ان يشجعها ويقف بجانبها لتواصل الاخلاص في عملها، وبعد ذلك عليه محاولة زيادة دخله.. كألتحاقه بعمل اضافي.. او المشاركة في مشروع صغير.. او تعلم حرفة تدر عليه ربحا، وبذلك يرفع من المستوى الاقتصادي للأسرة كما يرفع من معنوياته، وحينها ينسى ضيقه بدخل زوجته المرتفع.
كما اني اوجه نظر الزوجة الى ان عليها احتواء زوجها نفسيا وعاطفيا لتعينه على التغلب على هذه المشاعر السلبية.. كما ان عليها ايضا معالجة الامر بشيء من التفاهم، وليس بسياسة الامر الواقع والوقوف امام زوجها ندا بند.
واذا وددت الاسهام في مصروفات البيت والاولاد فيا حبذا.. ولكن بطريقة لاتحرج شعور الزوج كأب امام اولاده مكلف بالانفاق واسعاد اطفاله.
لذا على الام معالجة هذا الامر بشيء من الحكمة والكياسة.. طالما ارتضت المشاركة في الاعباء والالتزامات المالية.. ولمعالجة مثل هذا الموقف.. تقوم بوضع المبلغ الذي ستشارك به على دخل الزوج، ويتم صرف المجموع حسب ميزانية تحوي الاساسيات المعتادة وطلبات الاولاد من كماليات.. وهنا لن يشعر الزوج باي غضاضة، لان الاولاد لن يعرفوا، ولن يدركوا شيئا عن هذه الامور المالية.
همسة اخيرة للزوج: لايصح ان تكون انانيا وتحرم الزوجة والاولاد والاسرة ككل من نعمة كبيرة كهذه لمجرد شعورك بالغيرة.. فلابد ان تترفع عن مثل تلك الاحاسيس المخزية، وتنحيها جانبا لتستمتع بحياتك مع زوجتك واولادك في استقرار، ولينشأ الاطفال في جو سوي يملأه التفاهم والتقدير.

نشر بتاريخ ((19/12/2006))

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !