ما يحدث لاحقا هو أنه لا يصبح قادرا على التخلى عنها فى أى شيئ فى حياته ، فهو يحتاج إليها لقوم بأمور تحتاج لمجهودات بسيطة ، ثم فى النهاية ينتهى به الحال مدمرا وعاجزا عن القيام بأى شيئ بعد أن يكون قد خسر نفسه!
تتفاقم فى الفترات الأخيرة مشكلة الإدما ن فى مصر ، وتلك المشكلة تحتاج لعلاج بالطبع ، لكن علينا أولا أن نتعرف على ظروف علاج الإدمان فى مصر لكى نستطيع أن نحدد أين نقف وما الذى علينا أن نفعله ، فالإرتقاء بمنظومة علاج الإدمان فى مصر يتطلب عملا مكثفا من المجتمع بأسره ، الأمر الذى يلقى بمسؤليت على كاهل كل فرد فى المجتمع ، والواجبات فى ذلك كثيرة.
عقبات علاج الإدمان فى مصر :
دعونا بداية نتعرف على أهم العقبات والتحديات التى تواجه منظومة علاج الإدمان فى مصر وما الذى يمنعها عن التقدم بإتجاه المزيد من العمل على حل مشكلة الإدمان فى مصر.
وهناك العديد من المشاكل والعقبات فى هذا الإطار قد نقسمها إلى مشكلات تخص الأفراد ومشكلات تخص المجتمعات ، ودعونا نبدأ بالأفراد أولا.
حيث يشيع إعتقادات خاطئة بين الأفراد حول المنظمات التى تقوم بذلك العمل وبأنها لا تقوم بأعمالها بشكل جيد ولا يوجد ما يمكنه تقديمها للمدمن ، وبالطبع فإن ذلك خاطئ تماما ، فالمنظمات التى تقوم بذلك منظمات لديها قدر كبير من الخبرة ولديها أفراد متخصصون وبل وإنها تحرص على الإستفاد من خبرة الأفراد المدمنين المتعافين من الإدمان ، لذلك فإن ما تقدمه ليس بالأمر الهين ولا يمكن الإستفادة منه ، والفكرة هنا أن كل ذلك لابد وأن يتقابل فى النهاية مع إرادة المدمن فى التعافى وإلا صار بلا فائدة.
ويخشى الأفراد المدمنين وأحياننا ذويهم من إنكشاف أمر إدمان أحد أفراد الأسرة الأمر الذى قد يتسبب فى سوء سمعه الفرد أو الأسرة على حد سواء ، وبالطبع يقع العبئ هنا على المجتمع وعلى الفرد وعلى الأسرة وعلى تلك المنظمات القائمة على علاج الإدمان على حد سواء.
فعلى تلك المؤسسات أن تحرص على خصوصية بيانات المرضى وعدم تعريض تلك الخصوصية لأى إنتهاك وأن تحرص على ذلك الفرد بشكل كبير ، وعلى الفرد أن يكون واعيا بما يواجهه من تحديات وأن عليه أن يتغلب على تلك التحديات لكى يتخلص من آفة الإدمان ، وعلى الأسرة أن تعطى الدعم الكافى للأفراد المدمنين لتساعدهم على التعافى.
وبالطبع فإن المتعاطى كل يرتكب سلوجيات غير منضبطة وقد تصنف قانونا بالفعل بأنها إجرامية ، ولكننا هنا نتحدث عن أن المدمن لا يكون فى كامل وعيه ، وأنه ضحية لنفسه التى ساقها إلى الإدمان ، وعلينا أن نساعده ونشجعه على العلاج من الإدمان ، فبدون ذلك لن تنتهى مشكلة الإدمان من مجتمعنا.
وذلك بالطبع تصور خاطئ فالعديد من المدمنين تمكنوا بفضل الله ثم بفضل إرادتهم القوية من التعافى من تعاطى تلك السموم ، والأدلة على ذلك كثيرة.
ما الحل إذا؟
ينبغى علينا أن نعرف أن الحل يبدأ بالجميع ، فالجميع يجب أن يتكاتف لإنهاء تلك الظاهرة السلبية ، لكن بالنهاية فإن القرار فى يد المدمن وحده ، لذلك فإن عليه أن يأخذ القرار وأن يتوجه للمراكز والمؤسسات المتخصصة فى ذلك وأن يتبع كل ما يطلب منه لكى يصل فى النهاية للهدف المنشود.
التعليقات (0)