الخبر : (( اطلع الأستاذ صالح بن محمد الشهري، نائب الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، على اختراع الشاب السعودي إبراهيم الزهراني مخترع (جهاز كاشف السيول)، الذي أحدث اهتماماً كبيراً من قبل كثير من الجهات الحكومية والخاصة؛ كونه يعد الأول من نوعه بهذه القدرات في كشف السيول.
الاختراع الذي أشاد به نائب الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة عبارة عن جهازين متصلين ببعضهما البعض، الأول يوضع خارج المدينة بما يقارب 40 - 50 كيلومترا، ويثبت في مجاري السيول والأودية، والثاني عبارة عن شاشة تكون داخل المدينة وتوضع في غرفة المراقبة المختصة.
ويقوم الجهاز الأول بنقل جميع المعلومات الناتجة من السيول المتجهة إلى المدينة، بحيث يرسل معلومات دقيقة، منها قوة السيل - ارتفاع السيل - اتجاه السيل - سرعة السيل ـ نقطة وصول السيل تجاه المدينة - الوقت المتبقي لوصوله إلى المدينة.
وكل هذه المعلومات تستقبَل من قِبل الجهاز الثاني, وأثناء ذلك تقوم الجهة المختصة بإبلاغ الجهات المساندة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
الزهراني، الذي يعمل في الحرس الملكي، أكد أن هذا الاختراع مقدم للمملكة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ كما قدم شكره لنائب الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة؛ على اهتمامه الكبير بهذا الاختراع )) (( ص سبق))
لم أضع هذا الخبر هنا كخبر ، فلنشر الأخبار وسائله المختصة . ولا لأنه خبر عن اختراع سعودي فخلال العشرين سنة الماضية لا يمر فترة وجيزة حتى نقرأ في الصحف خبرا أو مقالا يتحدث عن اختراع جديد لمخترعي سعودي ( جديد ) .. وأقول مخترع سعودي جديد لأن المخترع السعود لا يتكرر أو بالأصح لا يكرر اختراعه ، لأنه مؤمن والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، واختراعه الأول تحول إلى ملح صُب عليه ماء فكيف يكرر التجربة ؟!!
والسبب الشائع والمتوقع لهذه النهاية المجهولة حتى للمخترع نفسه هو ما أشار إليه هذا التعليق في صحيفة سبق لمعلق سمى نفسه " أبو شوشه المنفوشه " ..
يقول أبو شوشة بما نصه :
((شوف يابن زهران الجماعة عندنا ما يحبون المخترعين ولا يغرك رعاية الموهوبين فككلها حرش
مرش شوف لك دولة ثانية ترعى اختراعك وتهتم به وبعدين ربعنا يشترونه بملايين الريالات منهم
ويهايطوا كالعادة ))
والحقيقة المرة هي أننا فعلا ( كأن ) لنا استراتيجيتنا الخاصة التي تهدف أن نبقى دوما نستورد ونستهلك إنتاج الآخرين مهما كان لدينا من عقول مبدعة ، ومهما كان لدينا من إمكانيات مادية ،
بل لا يُستبعد أن اختراعات السعوديين تُباع في السوق السوداء لمنتجين من الدول الصناعية دون علم مخترعيها بأسعار زهيدة ثم نعيد شرائها بعد أن تصبح منتجات يتم تسويقها بأسعار تعادل أضعاف أضعاف كلفة إنتاجها .. !!
لكن ليس هذا هو ما يصعب معرفته ، فالمصير (المجهول) للمخترعات والمبتكرات السعودية لا يجهله أحد ، ونجاح كل مخترع تجربة فاشلة له .
أنما السؤال هو : لماذا العقل عند العرب محارب من عدة جبهات
أهمها جبهتان هما : جبهة التجاهل وجبهة التفكير المتجمد ؟!!
تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com
التعليقات (0)