مواضيع اليوم

كيف ومتى دخل الاسلام ارض العفر؟

عبدالقادر جمعر

2010-06-10 19:23:09

0

كيف ومتى دخل الاسلام ارض العفر؟

الاسلام قديم الهجرة في بلاد العفر وتاريخ دخوله هو هجرة الصحابة الاولى الذين نزلوا في هذه الديار اولا وهذا لايحتاج الى دليل فان الاخبار قد تضافرت عليه من كتب التاريخ والسير وهو ما لا غبار عليه , وبلاد العفر اول قسم شمالي يمرون فيه بطريقهم فيه الى اراضي النجاشي , اما تاريخ الهجرة الاولى ثيت انه كان ذلك في رجب سنة 5 من البعثة , اي اثنتين من اظهار الدعوة فتكون بلغتهم الدعوة في اواسط السنة الثانية منها وفي السنة الخامسة من البعثة وقبل الهجرة بثماني سنوات ايضا.
وهنا يمكن القول ان الهجرة الاولى والثانية كانت ولا شك من ساحل الحجاز فكان من حق المقابلة ان يكون نزولهم من تلك الاراضي التي تقابلهم وهي شبه جزيرة( بوري) العفرية المصاقبة( لخليج زولا ) والتي في طريقهم اليها (جزيرة دهلك) المعروفة وشهرتها لا تحتاج الى بيان.
وجزيرة دهلك كانت معروفة ومشهورة في تلك الايام حتى ان الامويين كانوا يرسلون اليها المسجونين وان عمر ابن عبد العزيز –رضي الله عنه- سجن فيها عمر ابن ربيعة القرشي .

اثار الاسلام في المنطقة العفرية

في هذه البلاد من الاثار الاسلامية ما يشهد بعراقتها وامتداد اصولها في الاسلام واهم هذه الاثار:
1/ضريح الصحابي عكاشة –رضي الله عنه-في (جردو) الشمال الغربي من مدينة بدا في اثيوبيا (الاقليم العفري حاليا).
2/ضريح الشيخ بهلول بن عبد الرسول في مدينة بيلول في اقليم العفر المسمى (دنكاليا) بارتريا وسميت المدينة باسمه.
3/ضريح سلطان العارفين ابو يزيد طيفوربن عيسى المتوفى سنة 261ه وهو في شرقي سطح جبل (كدى) بمدينة تاجورى وهو مزار مشهور .
4/ ضريح الشيخ ادم بن احمد بن محجب العقيلي الزيلعي على ساحل جبل (عوان)من ناحية بوري بدنكاليا من اصحاب القرن 11 من الهجرة.
5/خطوط قرانية من الف سنة في بلاد (ايمان)في دنكاليا واماكن كثيرة.
6/ المساجد السبع: وتوجد في مدينة تاجورى العفرية وتحمل طابعا اسلاميا خالصا وهي من ضمن المساجد العتيقة في المثلث العفري.

اسباب انتشار الاسلام في المنطقة العفرية

اسباب انتشار الاسلام في هذه الديار ما ذكرناه لك , ومنها تدفق السيل الاسلامي من الجزيرة العربية اساسا,وعندما كانت مدينة( هرر) من اكبر المراكزللدعوة الاسلامية (بعد القرن 15 وقبلها مدينة ايفات )
منها وصل الاسلام الى بلاد الحبشة وطمي عليها في القرون الوسطى ومنها كان يذهب دعاة الاسلام الى بلاد الوثنيين (الجالا) وكانت علاقتها كثيرة ببلاد العرب ومصر (بين القرن 15 ونهاية القرن19) ومنها جاء الى هذه البلاد اي المنطقة العفرية احد ذرية ابي ذر الذي ادخل الاسلام في (هرر)ونشره في تلك الاصقاع وهو السيد ابراهيم (امباسا)وهو السيد/ابراهيم بن ادم بن حمد بن شيخ ابي ذر بن عمر العلوي وذريته الان منتشرة في هذه البلاد(بلاد العفر) ولهم احترام زائد عند جميع العفر ومشهورون بالصلاح واهم مقرهم جزيرة (دلمي) في اقليم دنكاليا بارتريا وهم السادة (ابونا) .
وهناك عوامل عدة ادت الى ادت الى انتشار الاسلام في المنطقة العفرية مثل تناسل المسلمين وهو السبب الهام في ازدياد المسلمين واختلاطهم بامم الحبشان ربما في ذلك العفر القدماء ذو الاصول اليمنية الذين كانوا يسكنون هذه البلاد (المنطقة العفرية قبلهم),فحفظوا اعتقاداتهم التوحيدية وعاداتهم الاسلامية وتوارثوا دينهم خلفا عن سلف ولا دين غير دين الاسلام وطمي على الجميع فهو عجائب قوة تاثير الاسلام.
كما اشرنا سابقا ان الاسلام في المنطقة العفرية قديم الهجرة ومنذ فجر التاريخ الاسلامي وقد نقلنا من الشواهد مافيه الكفاية, ثم نعود فنقول ان انتشار الاسلام في هذه الديار كان سببه بعد الصحابة دعاة المسلمين الذين توالو اليها احادا وجماعات من الجزيرة العربية حتى تحولت دار اسلام رغبة.
وقد بدأ انتشار الاسلام في المنطقة الشمالية الغربية لبلاد العفر من عصر الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ثم وبواسطة التجار العرب المجاورين من اليمن في زمن الصحابة وما بعد ذلك.
اليك بعض البيانات الناصعة التي تياد ما مهدنا له فعلم ان تدفق اباء هؤلاء الاقوام العربية كان ب شك من جنوب الجزيرة العربية غالبا ، ذكر ذالك في عدة كتب كالالمام للمقريزي ومسالك الابصار للمقر الشهابي والقلشقندي الذي ينقل عنهم جميعا وغير ذالك، وان سلاطين ( حرلا) العفرية من امارة عدال العفرية الذين كانو سلاطين اوسا كانو من عمال مملكة عدال العفريةوالتي كانت عاصمتها (رحيتا) ورحيتا اليوم جغرافيا بين ارتريا وجيبوتي وزيلع كانت جزءا من مملكة الايفات الاسلامية ، ثم انتقلت السلطة من بعدهم الى (دردوري) جمع دردر بالعفري وتعني لدى العفر الملك ويقال ان اصلهم من ينبع بالحجاز ومنهم انتقلت الى سلاطين (ايداحسو) الحالية ، و كان مركز زيلع تابع لهذه البلاد العفرية ورد في مسالك الابصار بان زيلع هي البلاد التي يقال لها بمصر و شام بلاد زيلع و زيلع قرية من قراها و قال الشيخ عبد المؤمن الزيلعي الفقيه ، طولا و برا و بحرا نحو شهرين و عرضها يمتد أكثر من ذلك و لكن الغالب في عرضها انه مقدار ثلاثة و اربعون طولا وعرضا إلا ان بلادهم ليست بذات أسوار و لا لها فخامة بناء و مع ذلك فلها جوامع ومساجد و تقام فيها الخطب و الجماعات و أهلها محافظ على الدين و ذكر هذا في مسالك الابصار للمقر الشهابي .
نعم كان ترجع زيلع الى إمارة عدال أو إمارة عد علي و كانت زيلع جزء منها و عاصمة الامارة مدينة رحيتا و تنطق أيضا رحيتو .
و هذا وقد ظهر بأن أسباب انتشار الاسلام هو تدفق آباء هذه الاقوام من جزيرة العرب و إختلاطهم بالامم التي كانت في المنطقة العفرية قبلهم ، و هم في الغالب ذو أصول يمنية قديمة في الغالب ترجع الى ما قبل الاسلام ،
و كذلك نشاط تجار العرب فيها و ملوك الاسلام ، و أيضا الصراع السياسي في الجزيرة العربية ، و أن اتصال تجار العرب اليمنيين عبر البحر الاحمر بالساحل العفري ، و النشاط التجاري بين ضفتي ا لبحر الاحمر كان لها دور كبير في انتشار الاسلام في المنطقة العفرية أسوة بمثيلاتها من المناطق المجاورة لها ، بالاضافة الى ذلك تفق المهاجرين العرب خلال الصراع السياسي الذي تعاقب على الجزيرة العربية منذ بداية الفتنة الكبرى التي ظهرت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه و أثر المعركة الكبرى التي قتل فيها زيد بن علي زين العابدين عام 783م الموافق 121 هـ إذ هاجر كثير من أتباعه الي اليمن حيث اسسوا طائفة الزيدية و عبر البعض منهم الى ساحل الافريقي المقابل بها في ذلك الساحل العفري من مصوع الى زيلع طولا.

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات