مواضيع اليوم

كيف ومتى أصبحت فلسطين "تاريخية"..؟؟

اسرائيل .

2009-01-22 16:04:49

0

 كيف ومتى أصبحت فلسطين "تاريخية"..؟؟

 معلوم ان اسم "فلسطين" ليس عربيا بل هو مشتق من اسم أقوام بحرية من مناطق بحر ايجة اجتاحت البلاد قرابة القرن الثاني عشر قبل الميلاد. وورد اسمها في النقوش المصرية "بلست"، وقد اندمجوا بسرعة بالسكان المحليين من الكنعانيين وغيرهم، لكنهم أعطوا الأرض اسمهم. والمؤرخ اليوناني هيرودتس هو أول من أطلق هذا الاسم على الشريط الساحلي الذي كان يشمل خمس مدن كانت تسمى غزة، وأشدود، وأشكلون، وعقرون، وجت، في كتابه الذي كتبه عام 450 ق.م.

 و قد أحيا الرومان اسم" بلستين"، و بواسطتهم انتشر في العالم الغربي .وقد أراد الرومان من وراء إحياء اسم "بلستين" ايجاد بديل للأسماء العبرية التي كانت تسود في ذلك الوقت وبخاصة "مملكة يهودا" و "اورشليم"، ومرد ذلك الى السخط الذي عصف بالرومان بسبب الثورات اليهودية المتعاقبة في القرنين الأول والثاني للميلاد، ورغبة منهم في طمس المعالم اليهودية، هذا الطمس الذي تمثل في إحراق نسخ التوراة، وإغلاق دور العبادة، وحظر الاحتفالات والتجمعات، ومنع تداول الأسماء العبرية وما أشبه ذلك من العقوبات الصارمة التي فرضت على ابناء الشعب اليهودي.

 لجأ الروم الى إحياء اسم "بلستين" الذي أطلقه هيرودتس على القطاع الساحلي الذي كان يشمل خمس مدن من ضمنها غزة، ليمتد حسب التعريف الروماني الى مناطق البلاد الداخلية. وبحسب القوانين الرومانية الجديدة استبدل اسم "اورشليم" ليحل محله اسم "ايلياء".

 وفي العهد الروماني البيزنطي، وبالتحديد في أواسط القرن الرابع للميلاد، أي قبل ظهور الاسلام ودخول العرب فلسطين بحوالي ثلاثة قرون، أصبحت "بلستين" البيزنطية تشمل ثلاث وحدات إدارية أطلق عليها "بلستين الاولى" و "بلستين الثانية" و "بلستين الثالثة". وكانت "بلستين البيزنطية" بأقسامها الثلاثة تمتد الى المناطق الواقعة بين جبال الجليل، وبحيرة طبريا، وأجزاء من سوريا الحالية، وجبال الكرمل، ومرج ابن عامر، ورفح، والعقبة، والبتراء، والبحر الميت، وأجزاء من شرق الأردن، وبيسان، وعجلون، وقيسارية.

 وعندما احتلت الجيوش الاسلامية بلستين أصبحت تعرف بلفظها العربي "فلسطين" وتم ضمها الى بلاد الشام، حيث تم تقسيم الدولة الاسلامية الى سبعة أمصار، وكانت بلاد الشام أحد هذه الأمصار، وقد قسمت الشام إدارياً إلى أجناد في عهد الراشدين، هي جند حمص، وجند دمشق، و"جند فلسطين"، وجند الأردن. وفي العهد الأموي أضيف جند قنسرين، وكان "جند فلسطين" يمتد من رفح على الحدود مع سيناء إلى اللجون شمال غرب مدينة جنين، وكانت اللد عاصمة "جند فلسطين" إلى أن تولى سليمان بن عبد الملك الأموي ولاية هذا الجند في عهد أخيه الوليد بن عبد الملك، فأمر سليمان ببناء مدينة الرملة التي أصبحت عاصمة هذا الجند، ثم ما لبث "جند فلسطين" أن أصبح ولاية مستقلة في العصر العباسي، وظل مركزها الرملة.

 وكانت "ولاية فلسطين" العباسية مقسومة إلى اثنتي عشرة "كُورة" هي الرملة، وإيلياء، وعمواس، واللد، ويبنة، ويافا، وقيسارية، ونابلس، وسبسطية، وعسقلان وغزة، وبيت جبرين، ويضم إليها نواحي تمتد حتى أيلة على خليج العقبة . ونلاحظ هنا ان اسم "القدس" لم يكن يطلق بعد على المدينة المقدسة حيث يظهر في الوثائق العباسية الاسم "ايلياء". بينما كان يُطلق اسم "قدس" على بلدة تقع شمالي صفد وكانت تتبع لجند الأردن. ولم تكن ايلياء من المكانة بنظر المسلمين آنذاك بحيث تصبح عاصمة "ولاية فلسطين".

ملاحظ ايضا ان طبرية، والسامرة، وبيسان، وصفورية، وعكا، وصفد، لم تكن تتبع ل "فلسطين العباسية"..

 في الفترة المملوكية (1250 – 1517) اختفى اسم "فلسطين" من الوثائق الحكومية ومعه اختفت "حدود فلسطين". فقد قسمت بلاد الشام إدارياً إلى مناطق سميت "نيابات". وكانت نيابة صفد مثلا تضم أجزاءً من جبال الجليل وجنوب لبنان حتى نهر الليطاني.

 وفي العهد العثماني في بلاد الشام (1516 – 1918) كان اسم "فلسطين" قد أصبح نسيا منسيا.. حيث قسمت بلاد الشام إلى ثلاث إيالات "ولايات"، هي: إيالة دمشق، وإيالة حلب، وإيالة طرابلس، وألحقت بكل إيالة وحدات إدارية تسمى "سناجق" وكانت سناجق نابلس وغزة والقدس واللجون وصفد تتبع إيالة دمشق، وكان سنجق نابلس يضم أجزاءً من شرق الأردن. وتبعت ألوية القدس ونابلس والبلقاء فيما بعد إيالة صيدا. وعندما أنشئت ولاية بيروت سنة 1887 فصل لواء عكا والبلقاء وثلاثة ألوية أخرى عن ولاية سوريا لتكون الولايات الجديدة. وكانت ولاية بيروت تمتد إلى منتصف الطريق بين نابلس والقدس، وكانت تضم أقضية جنين، وبني صعب وجماعين والسلط، في حين ضم لواء عكا أقضية حيفا والناصرة وطبريا وصفد، وقد ظلت هذه الأجزاء جزءاً من ولاية بيروت حتى عام 1914.

 وفي هذه الفترة كانت "فلسطين" تعرف باسم "سوريا الجنوبية" وذلك باعتبارها جزءاً من سوريا (بلاد الشام). وفي أثناء عهد الحكومة العربية في دمشق (1918-1920) كانت "سوريا الجنوبية"، رغم الاحتلال البريطاني، ممثلة في المؤتمر السوري العام، وأول جريد عربية ظهرت في "فلسطين" بعد الاحتلال البريطاني حملت اسم "سوريا الجنوبية". وكان الكثير من رجالات "فلسطين" في دمشق، ومنهم نواب في المؤتمر السوري الذي أعلن استقلال سوريا عام 1920. ولم يغب اسم "سوريا الجنوبية" الا بعد الاحتلال الفرنسي لسوريا ، وسقوط الحكم العربي فيها (يوليو 1920).

 وكانت بريطانيا هي التي أحيت اسم "بلستين" اليوناني ورسمت حدوده الجديدة، فتعينت الحدود بين "فلسطين البريطانية" من جهة، وبين لبنان وسورية من جهة أخرى بموجب الاتفاق الفرنسي ـ البريطاني، المنعقد عام 1920 ، وقد حدث عليها بعض التعديل عام 1922 – 1923. أما حدود "فلسطين البريطانية" مع شرق الأردن فقد حددها المندوب السامي ل "فلسطين وشرق الأردن" عام 1922. وبهذا التحديد بلغت مساحة "فلسطين البريطانية" 27000 كيلومترات مربعة.

 وأصبح العرب يطلقون على "فلسطين البريطانية" اسم "فلسطين التاريخية".. لتصبح حدود ومساحة "فلسطين البريطانية" هي الحدود الجغرافية التي تتصدر في وقتنا الحاضر المواقع الالكترونية العربية والفلسطينية، وتدرّس في كتب الجغرافيا والتاريخ على أنها "فلسطين التاريخية"..





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات