عندما تكون المادة العلمية هي الاساس، يكون النقاش مثمرا بين اي طرفين، ولكن عندما تدخل الميتافيزيقيا والغيبيات وغيرها من الامور البعيدة كل البعد عن العلم، يكون النقاش عقيما.
من خلال متابعتي للمحافل العلمية فيما يسمى بالدول العربية، لم اجد موضوعية في البحوث والمواد المطروحة، لسببين رئيسيين الاوله هو الخوف من التطرق للعلوم بمعزل عن الدين والميتافيزيقيا لان هذا يعتبر من الخطوط الحمراء في هكذا دول اما الثاني يعود للباحث نفسه خيث يكون نفسه من المتدينين فعلا فتمنعه مقدماته الدينية من الاعتراف بالانجازات العلمية على كافة الاصعدة.
ولكنني تفاجأت وانا اتابع احد اللقاءات التلفزيونية على اليوتيوب بانسان آخر اسمه الدكتور عمرو شريف رئيس اقسام الجراحة في طب جامعة عين شمس في القاهرة.
الدكتور عمرو شريف يعترف بالتطور ولكن لديه ملاحظات عليها وهذا ما سنذكره لاحقا ونناقش ملاحظاته واعتراضاته عليها، ولكن ما يسجل لهذا الشخص المتخصص هو موضوعيته لانه رجل علم وليس كمن يكتب في المنتديات ممن يحسبون انفسهم على العلم والعلم منهم براء وهذا ما كتبنا عنه في موضوعنا السابق (المدون سليمان الحكيم ونظرية التطور)
يشرح لنا الدكتور عمرو شريف نظرية التطور كما هي وليس كما يريده هو حيث يقول:
"تتكون نظرية دارون من ثلاثة محاور
المحور الاول
ان هناك هناك سلف مشترك للكائنات الحية (سلف واحد او اسلاف قليلة) نشأ بالتطور عنها باقي الكائنات وصولا الى الانسان.
يعتبر هذا المحور حقيقة علمية باعتراف اكبر هيئة علمية في العالم (الاتحاد الامريكي لتقدم العلوم)، الذي يضم 125 الف عالم اصدر اقرارا في العام 2006 بمفهوم التطور. حيث اصبح مفهوم التطور في البايولوجيا كمفهوم دوران الارض حول الشمس في علم الكونيات."
واوضح الدكتور الطرق الصحيحة التي يتم فيها اقرار ودحض النظريات بقوله:
"سبيل العلم ان تطرح النظرية على الاقران والنظراء(الجمعيات العلمية القوية وكذلك المؤتمرات العالمية القوية والمجلات القوية) وليس على عالم او عالمين مخالفين"
ثم يستمر في شرح باقي محاور النظرية:
"المحور الثاني
ان هذا التطور حدث نتيجة لطفرات عشوائية، كانت تحدث طفرات عشوائية معظمها ضار فتسقط وبعضها مفيد فيبقى، والمفيد هذا ينتقل ويتوارث بالمحور الثالث.
المحور الثالث
الانتخاب الطبيعي: البقاء للاصلح، يبقى الصالح للاسلاف اللاحقة والضار يقضي على الكائن."
يعتبر الدكتور ان المحور الاول والثالث من النظرية من الامور العلمية المفروغ منها ولا يمكن ان يعترض عليها غير المتخصصين. اما المحور الثاني فهو الذي يعترض عليه لان العشوائية تتنافى مع وجود خالق.
ثم يعود ويذكر الادلة العلمية على النظرية فيقول:
"1. التشريح المقارن
2. النشأة الجنينية
3. سجل الحفريات، فيه اكثر من 200 الف كائن، وجدت حلقات وسطى في سجل الحفريات، مثل ثعبان ذو ارجل تمهيدا لنشأت الثديات من الزواحف، ليس فقط الحلقات الوسطى موجودة في سجل الحفريات بل هناك شيء مبهر، وهو وجود حلقات وسطى حتى في الحيوانات الموجودة حاليا على الارض، مثال آكل النمل، يعتبرونه من الثديات لانه يرضع صغاره ولكنه يبيض كالزواحف! فهناك حلقة وسطى تجمع بيض الزواحف وارضاع الثديات.
4. علم البايلوجيا الجزيئية (علم الجينات) وهو من اكثر الادلة العلمية المؤيدة لنظرية التطور، حيث اصبح علم الجينات هو الدليل الاساسي في نظرية التطور وباقي الادلة التي كانت مثار جدل اصبحت ادلة ثانوية.
من الامور التي تعزز نظرية التطور
وجود عضلات تحريك الاذن في الانسان رغم انه لا يحرك صيوان اذنه ولكنها من العضلات المشتركة التي تربط الانسان مع باقي اللبائن كالارنب وغيره الذي مازالت هذه العضلات عنده فعالة
وجود اثداء في الانسان ثدي زائد، ففي فخذ المرأة يوجد ثدي، رغم ان لا فائدة له" انتها الى هنا كلام الدكتور وانا اضيف ايضا ان هناك ايضا ثدي لا فائدة منه موجود عند الرجل اضا.
يحسب للدكتور موضوعيته وامانته العلمية في طرح النظرية سواء اتفق معها ام لم يتفق.
في الجزء الاخر من هذا الموضوع ساتطرق الى اعتراضات الدكتور على المحور الثاني من هذه النظرية(الطفرات العشوائية) وهل هي اعتراضات مقبولة ام لا؟
لمتابعة المقطع
التعليقات (0)