تواجه ايران ضغوطا وصعوبات كثيرة في طريقها نحو انجاز مشروعها النووي في الوقت الذي نجحت باكستان واكملت مشروعها النووي قبل ربع قرن.. فكيف نجحت باكستان في إقتحام المجال النووي "تكنولوجيا وعلميا" ولم تواجه نفس الضغوط التي تواجهها ايران؟!.. قد يكون لموقع باكستان الجغرافي كونها دولة ليست من منظومة دول الشرق الاوسط عذر لكنه قطعا ليس بالسبب الذي مكنها من اكمال مشروعها النووي.
البداية كانت مع اعلان الهند عن نفسها بتفوقها تكنولوجيا وعلميا وعسكريا كدولة نووية في عهد الرئيس الباكستاني ذو الفقار علي بوتو الذي سارع باستدعاء العالم الباكستاني الدكتور العالم النووي "عبدالقدير خان" من هولندا ليتولى مهام المشروع الباكستاني في 1977 وبعد عام ونصف فقط " لاحظوا سرعة الانجاز" اعلنت باكستان عن قدرتها التكنولوجية الذاتية على تخصيب اليورانيوم .
وبعد خمس اعوام اخرى اُعلِن عن كسر إحتكار الغرب تخصيب اليورانيوم .. ورغم سرية البرنامج لكنه تم في الوقت الذي كانت فيه الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على اشدها.. ولم تكن الظروف مواتية ومناسبة للضغط على باكستان للتخلي عن برنامجها النووي حتى لا يفقد الغرب الدعم الباكستاني في المواجهة الباردة بين القطبين بالاضافة لامتلاك الهند للقنبلة النووية قوى موقف باكستان فاعلن عام 1984م عن اكتمال البرنامج النووي الباكستاني وامتلاكها السلاح النووي لمواجهة التهديد الهندي .. واصبح الدكتور/ عبدالقدير مهندس المشروع بطلا قوميا ورغم العقوبات الاقتصادية التي اعقبت الاعلان إلا أن باكستان انضمت للنادي النووي من اوسع ابوابه.. ولأن الغرب لا ينسى، بدأت الهجمات تطارد الدكتور/ عبدالقدير فيتهم بتزعم مافيا السوق النووية السوداء ليطرد من مركز الابحاث الباكستاني ويوضع قيد الاقامة الجبرية .
لكن الدكتور/ محمد البرادعي الرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية نفى عنه هذه التهمة عندما كان مسئولا.. وامام الضغط الشعبي الباكستاني رفعت عنه تلك القيود اما عن ايران فالوضع والظروف مختلفة ، فالبرنامج لم يكتمل ولم يعد سريا ولا وجود لحرب باردة كذلك هي دولة من منظومة دول الشرق الأوسط التي تضم "اسرائيل" فهل ستنجح ايران كما نجحت باكستان مستفيدة من ظروف اخرى كالعراق وأسعار النفط , بالاضافة لكون مشروعها سلمياً.. شخصيا لا أعتقد .
التعليقات (0)