كيف لنا أن ننسى

 ..لا يحكى أن, بل هي قصة أنا مفردة من مفرداتها رغم ضآلة دوري فيها  ....في سنة 1995 تم اعتقال عمى المقدم طيار في سلاح الجو الليبي وآمر القاعدة الجوية الويغ ( أيوب ابوبكر معيتيق) في معتقل ابوسليم بطرابلس وبعد عدة سنوات فقد الأهل أخباره وباءت محاولات جدي العجوز بالفشل في معرفة مصيره بعد أن اخبروه انه هرب من السجن في أحداث الشغب التي حدثت سنة 1996 وتم التأكيد على هذه المعلومات من قبل الأمن الداخلي بالمدينة , ولا يخسا الجبناء حراس القذافي بان يستمروا في استلام الطعام والمال والرسائل أيضا لتسليمه  إلى عمي في سجنه لمدة سنوات بعد موته المفترض قبل إقناعنا بأنه من ضمن الهاربين منذ سنوات مضت ..هؤلاء ألاثمين اللصوص ولا اعرف إلى أين يذهب هذا كل إن كان الرجل قد فارق الحياة حقا.

لسخرية القدر يقوم الأمن الداخلي في مصراتة بعد مرور خمسة عشرة عاما أي في سنة 2010 باستدعاء أبي بصفته كبير العائلة بعد موت جدي لإبلاغه أن المقدم طيار أيوب معيتيق قد مات في السجن في 29 يونيو 1996. كان ذلك  نتيجة جريمة بشعة قام بها حراس القذافي في هذا المعتقل بقتل 1270 سجين. قتلوا بدم بارد ولسخرية القدر أيضا عرض هؤلاء الجبناء فدية قدرها مائة ألف دينار ليبي ثمنا لدم الشهيد والتوقيع على عدم رفع دعوة قضائية في المستقبل ولسخرية القدر أيضا يا أصدقائي الأعزاء اننا لم نستلم أي جثمان لعمي الشهيد وطلب منا إقامة عزاء لمدة ثلاثة أيام وقفل ملف هذا الرجل الذي ترك طفلتين صغيرتين وزوجة..

..كيف لنا أن ننسى مزاجه المرح وابتسامته الجميلة وصيته الرائع مع أهل المدينة.....كيف لنا أن ننسى عندما تخرج من روسيا كضابط طيار واحضر لنا الهدايا والملابس ونحن أطفال صغارا نتباهى بها بين أقراننا في المدارس والشوارع, كيف لنا أن ننسى دموع زوجته وأمه وإخوته وكل محبيه من جيران وزملاء ضباط وجنود...كيف لنا أن ننسى كل هذا يا عقيد ..

عدنان بشير معيتيق

مصراته - ليبيا

2011.05.27