مواضيع اليوم

كيف قامت امريكا على جثث وانقاض الهنود الحمر

عبدالفتاح خليل

2013-08-13 12:10:37

0

 تاريخ الولايات المتحدة الاميركية

قبل الاستعمار
عاش الهنود الأمريكيون في قارة أمريكا منذ 10000 سنة، وكوّنوا ثقافات وشعوب عديدة، فلاحون أو صيادون حسب المكان الذي عاشوا فيه. وصل كولمبس إلى جزر بهاما. ولم يكن أول إنسان يصل إلى أمريكا ولا أول من وصل إليها عن طريق المحيط الأطلسي، فقد وصل الفايكينغ قبله إلى شاطئ كندا على الأقل. لكنه كان أول من أنشأ ارتباطات دائمة بين أمريكا والقارات الأخرى، فتبعه آلاف الأوربيين، جنود وتجار وأساقفة وأشخاص عاديون، حتى تغير شكل القارة كلها كما ساعدت الأمراض في الإنتصار على السكان الأصليين، فلم يكن لسكان أمريكا الأصليين أي مناعة ضد أمراض وأسلحة أوروبا العديدة.

مستعمرة فيرجينيا
في القرن السادس عشر لم يستعمر أي من الدول الأوربية شمال أمريكا بشكل كبير، بل سافر إلى هناك صيادو السمك من أجل الصيد فقط وليس للسكنى، إلا في فلوريدا، فقدأسس الإسبان بعض البروج فيها بعد عام 1513. وحاول البعض أن يأسسوا مدن جديدة في شمال أمريكا، لكن أول من نجح كان الإنجليز في تأسيس مسكن على شاطئ ولاية فرجينيا الحالية عام 1607، وسميت "جيمزتاون".

في أمريكا الجنوبية والوسطى اكتشف الإسبان كميات ضخمة من الذهب، وانتشر الخبر في كل أوروبا. فمعظم مستعمري جيمزتاون توقعوا الشيء نفسه وأخذوا يبحثون عن الذهب طوال اليوم وتوقفوا عن أي عمل آخر. شهد العام 1607 مجاعة عظيمة حتى عند الهنود الأمريكيين، فهلك ثلثهم وعاش الآخرون بسبب قيادة شخص يسمى جون سميث، أمرهم بالعمل الدائم وعاقب من لم يطعه، وحالف قبيلة الأمير الهندي الأمريكي "باوهاتان" فساعدوه في البحث عن المأكولات وكان قوله المشهور: "من لايعمل لايأكل".

لم يجدوا الذهب، لكن عام 1612 وجدوا زراعة التبغ وهي نبتة أمريكية أصلا كان الهنود الأمريكيون يدخنوها منذ قرون لكن التدخين انتشر في أوروبا بسرعة، وحقق المتاجرون به أرباحا كبيرة. لكن زراعة التبغ تحتاج إلى أيد عاملة كثيرة، وكان عدد المستعمرين قليل، فبدأوا باستيراد العمال ومن ثم العبيد السود، مثل ما فعل ملتزموا بحر الكاريب.

كانت الأرض واسعة في فرجينيا وزراعة التبغ تحتاج إلى مساحة كبيرة، فابتعد المستعمرون عن بعضهم البعض، والواحد قد يسكن مع عبيده أو خدمه على بعد أميال من جاره. ولم يكن معظمهم يهتمون بالدين، فلهذه الأسباب لم يكن المجتمع مترابطا إلا قليلا. وفي المسكن الثاني في شمال أمريكا وهي نيو انغلاند كان العكس تماما

مستعمرة نيو إنغلاند
في القرن السادس عشر كانت هناك مشاكل كبيرة في إنجلترا بين المتشددين وباقي الفئات، فأراد المتشددون أن يغيروا قانون الدولة لمنع كل مايخالف الدين، ويبعد الكاثوليك عن الحكومة. وكانوا أيضا ضد الملك، أولا لأنه لم يكن متشددا وثانيا لأنهم اعتبروا كل المؤمنين المسيحيين متساوين أمام الله. وخسروا في نهاية الحرب الأهلية الإنجليزية، فقرر البعض أن يطبقوا قانونهم الديني في بلاد بعيد، فذهبوا إلى أمريكا. أول من ذهب كانوا من طائفة "الحجاج" (Pilgrims) ووصلوا إلى ولاية ماساتشوستس عام 1620 وبنوا قرية "بليموث". لم تكفيهم المأكولات التي أخذوها معهم، لكن ساعدهم الهنود الأمريكيون (وخاصة الرجل المسمى "سكوانتو") فعاشوا، وفي الخريف وجدوا حصادهم كبيرا، فأقاموا عيدا مع الهنود الأمريكين ليشكروا الله على الحصاد، وكان هذا أصل العيد الأمريكي عيد الشكر (Thanksgiving) ومعناه تقديم الشكر.

عوامل قيام الثورة الأمريكية
الضرائب: حيث شكلت الضرائب المفروضة على المستعمرات سبباً مباشراً لاشتعال الثورة الأمريكية، إذ تمسكت الحكومة الإنجليزية بحقها في فرض الضرائب على مستعمراتها بهدف زيادة دخل الخزينة، وأهم هذه الضرائب: ضريبة السكر وضريبة الدمغة (الطوابع)، لأن الأمريكيين كانوا يرون أنهم غير ملزمين بدفع أية ضريبة لم يشاركوا في إقرارها عن طريق مجالسهم المنتخبة. 
حرب السنين السبع بين بريطانيا وفرنسا(1756-1763م) 
في عام 1765م أجاز البرلمان البريطاني قانون الطابع وفرض الضرائب الذي يلزم المستعمرات بشراء الطوابع لتكون ضريبة على المطبوعات. وقد قام أحد الرسامين في المستعمرات برسم جمجمة وعظمتين متقاطعتين رمز الموت إلى اليمين، تعبيرًا عن احتجاجه على ذلك القانون. وأثارت هذه التغييرات ردود فعل غاضبة لدى المستعمرين الذين عارضوها بشدة ورددوا شعار "فرض الضرائب دون تمثيل يُعَدُّ طغيانًا".

حرب الإستقلال
ولم يستمر الوفاق بين الأمريكيين والبريطانيين طويلاً فقد صدرت قوانين بريطانية جديدة تثير الغضب والإستياء لدى الامريكيين إلى درجة أن بريطانيا أرسلت قواتها إلى كل من بوسطن ونيويورك حيث قتلوا بعض المواطنين فيما سُمي بمذبحة بوسطن التي رد عليها الأمريكيون بالإحتجاج المعروف "ببوسطن تي بارتي". فعاقبت بريطانيا المتمردين بإغلاق ميناء بوسطن وزيادة سلطة الحاكم البريطاني وإجبار المستعمرين على إيواء وإطعام البريطانيين. ورد المستعمرون بتشكيل المجلس القاري الأول بفيلادلفيا والذي يضم 12 مستعمرة والذي أجبر بريطانيا على سحب القوانين القسرية. وفي يوليو 1776م أعلن المجلس القاري الرابع الإستقلال عن بريطانيا مكونا الولايات المتحدة الأمريكية واستمرت بعد ذلك الحرب الطاحنة بين أمريكا وبريطانيا حتى انتصر الأمريكان في 1781م في معركة يوركتاون بفرجينيا. ثم وقَّع الطرفان معاهدة فرساي في 1783م وكانت بمثابة إعلان بنهاية الثورة الأمريكية. وفي عام 1787 وقع المندوبون من جميع الولايات المتحدة على اتفاقية دستور البلاد التي تم التصديق عليها في سنة 1788م.

صفقة شراء لويزيانا
في عام 1803 قامت الولايات المتحدة بشراء مقاطعة لويزيانا من فرنسا، وبلغت مساحة الأراضي المشتراة في تلك الصفقة حوالي 2،144،476 كلم مربع وبلغت تكلفة الصفقة 15 مليون دولار أو مايعادل في 390 بليون دولار في عام 2003. مقاطعة لويزيانا الفرنسية كانت أكبر بكثير من ولاية لويزيانا الحالية، الأراضي المشتراة تشمل على كل أو أجزاء أرض من الولايات التالية: أركنساس، ميسوري، آيوا، مينيسوتا، داكوتا الشمالية، داكوتا الجنوبية، نبراسكا، نيومكسيكو، تكساس، أوكلاهوما، كانساس، مونتانا، وايومنغ، وكولورادو. المساحة المشتراة تعادل 22.3% من مساحة الولايات المتحدة الحالية. كانت الصفقة حدثا مهما في حياة توماس جفرسون الرئاسية وكانت قد لقيت معارضة داخلية حيث اعتبرها البعض غير قانونية.

وقعت الاتفاقية في 30 ابريل 1803 وتمت المصادقة عليها في الولايات المتحدة في 20 أكتوبر من نفس العام. عند اكتمال الصفقة أصدر الكونجرس قوانين تسمح بمقتضاها للرئيس الأمريكي بفرض الحكم العسكري على المقاطعة حتى يتم إنشاء حكومة مدنية وأعطته الصلاحية لإرسال بعثات لرسم الخرائط والإستكشاف مما أدى إلى ما صار يعرف لاحقا برحلة لويس وكلارك الاستكشافية.

بعد الشراء والتوسع غربا
بدأ الامريكيون في التوسع غربا واستكشاف مناطق جديدة وقد ساهم في ذلك الإعتقاد الشائع لدى المواطنين أن الجمهورية مقدر لها أن تتسع غربا وأن ذلك واجب وطني عليهم. هذا الإعتقاد وضع حد له في حرب عام 1812 غير أنه عاد وعزز بعد الإنتصار في الحرب المكسيكية الامريكية في عام 1848. خلال عملية التوسع تلك، قامت الحكومة الفدرالية بتهجير وإعادة تسكين غالبية السكان من الهنود الامريكيين. في أثناء التوسع كان النقاش محتدما حول ما إذا كان يجب السماح بالرق في المقاطعات الجديدة أم لا.

في منتصف القرن التاسع عشر، كانت الامة منقسمة حول حقوق الولايات ودور الحكومة الفيدرالية والتوسع في الرق والعبودية، كل ذلك أدى لاحقا إلى الحرب الاهلية الامريكية بعد انتخاب أبراهام لينكون في 1860، أعلنت كارولاينا الجنوبية عن انسحابها من الإتحاد واستقلالها لتكون أول الولايات المنسحبة. لحقتها سابقا ست ولايات جنوبية أخرى وأعلنوا في عام 1861 تكوين الولايات الامريكية الكونفدرالية. أيدت الولايات الجنوبية العبودية فيما طالبت الشمالية بإلغائها وكان ذلك طبيعيا فاقتصاد الجنوب يعتمد اعتمادا كليا على العبودية لكونه زراعيا في الدرجة الاولى. في عام 1865 انتهت الحرب بانتصار الشمال، ليتم بذلك إلغاء العبودية رسميا وليتم أيضا القضاء على أية فرصة أو حق للولايات في الإنسحاب من الإتحاد. وقد زاد الإنتصار من قوة وسيطرة الحكومة الفيدرالية

المصدر/ كتاب تاريخ العالم




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !